واحة النفس.. صفحة متخصصة في الطب النفسي
الموهوبون .. الطاقة الدافعة نحو التقدم والبناء
الموهوبون هم منارات المُجتمع وثروته وطاقته، وبفضل الله تعالى ثم جهد هؤلاء الموهوبين خطت البشرية من الظلمات إلى النور الساطع، وهم الطاقة الدافعة نحو التقدّم والبناء. وعلى هذه الفئة يتوقف الأمل بالنقلة النوعية للمُجتمعات وللإنسانية كافة، ووصف عباس محمود العقاد العبقرية بأنها هبة الله للإنسان.
والتفكير الإبداعي تفكير مُنطلق أو مُتشعب، يملك القدرة على الاستجابات عندما يكون هناك مؤثر، وهو نوع من التفكير يملك الجديد، والتأمل، والاختراع، والابتكار. وأبرز القدرات التي يتميّز بها المُبدعون، الطلاقة اللفظية والفكرية، وسرعة التفكير في اختيار الكلمات المُلائمة المُتصلة، ودرجة المرونة في تفسير المواقف، وهذه سمة أساسية تُميّز المُبدعين عن العاديين.
والمُبدع يحتفظ في ذهنه بعدة مُتغيّرات يستعين بها في إيجاد الحلول للمُشكلات التي يتعرض لها.
كما يتميّز المُبدعون بالحدس وهي من الومضات التي تحل فجأة فتضيء أفق الموهوب وتفتح بصيرته فيكتشف حقيقة من الحقائق العلمية.
ومن سمات الموهوبين كما استخلصها «تيرمان»: الميل الشديد للقراءة والاهتمام البالغ بالمعاجم والأطلس، وفضولية المعرفة لعلوم أخرى كالتاريخ والجغرافيا، والسير ولهم هوايات مُرتبطة بالكيمياء وجمع الطوابع البريدية، والاهتمام بالزهور والحيوانات على أنواعها. والمُبدعون أقل نزوعًا إلى الادعاء والمُفاخرة، والمُباهاة من العاديين، بل وهم أكثر اتزانًا من الناحية الانفعاليّة، واتجاهاتهم الاجتماعية أكثر سلامة واستقامة.
7 نصائح لتحسين الاتزان الانفعالي
الاتزان الانفعالي مظهرٌ من مظاهر الصحة النفسية، وهو يُميّز بين الأسوياء وغير الأسوياء، وهو مظهرٌ من مظاهر التوافق الاجتماعي أيضًا، والتفاعل مع المُجتمع بواقعية ووضوح. عدم الاتزان الانفعالي يؤدي إلى العصاب، والعصاب اضطراب وظيفي يضرب الشخصية، ويتمثل بالشكوك الدائمة والمخاوف اللاواعية والوساوس، وهو مُحاولة شاذة لحل أزمة نفسية مستعصية أو تغطية لاضطرابات ومُشكلات التكيف لدى الفرد، أو انتهاج مسلك مُلتوٍ لتفادي ما يؤلمه، والاتزان الانفعالي سمة يتميّز بها من يتصف بقوة الشخصية وبصحة نفسية جيدة، وتظهر وقت التعامل مع الضغوط والأزمات.
فالمُربي الفعّال هو الذي يحتفظ بتحكم انفعالي مُتميّز، فهو لا يدع فرصة للغضب أن يتملكه، ولا يُعطي أحكامًا سريعةً للمواقف المُختلفة، بل هو أمام هذه المواقف هادئٌ مُتروٍ فى الحكم عليها ولا يصدر حكمه إلا بعد أن يتفحص جيدًا مُتغيرات كل موقف.
والاتزان الانفعالي صفة هامة في المربي الواعي الناضج فيظل دائمًا في حالة استقرار نفسي وسلوكي ولا يصدر منه أي فعل أو رد فعل يترتب عليه فشل في العملية التربوية، ولذا عندما سأل أحد الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعظه، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تغضب، لا تغضب» وفي حديث آخر عن الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام: «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
ويُشكّل الاتزان الانفعالي مُنعطفًا جليًا في النفس البشرية، ولذا تجد لدى البعض مهارة إتقانه، والبعض الآخر لا يستطيع إتقانه، ومن وُهب اتزانًا عقلانيًا وعاطفيًا لا تستميله الأهواء ولا تتكئ على أرضية واقعه الخيالات.
ويمكن لمن يرغب في تحسين الاتزان الانفعالي لنفسه أن يقومَ بهذه الأمور وهي:
1- يُحاول أن يعرفَ ردود فعل الآخرين حول تصرفاته، وأن يتقبل آراءهم كما هي ويُحاول تغيير نفسه للأفضل.
2- أن يتجنّب الأنانية وحب الذات، وحب السيطرة على الآخرين.
3- قبل أن ينفعلَ، عليه أن يُفكر في نتائج هذا الانفعال وهل هو على استعداد لتحملها أم لا.
4- أن يختبر ويتحقق من انفعالاته بدلًا من الحكم المُباشر على أفعال الآخرين.
5- أن ينتبهَ للتواصل الجسدي غير المنطوق، من خلال مُراقبة حركات الآخرين ونبرات أصواتهم وغيرها ليستطيعَ أن يتحكم في انفعالاته كي لا يقع في مُشكلة.
6- يجب أن يتعلم كيفية التعامل بشكل إيجابي مع مُختلف الحالات المزاجية التي يتعرّض لها في حياته اليومية.
7- أن يُدرب الإنسان نفسه على الاسترخاء والهدوء النفسي والبدني عندما يشعر أنه في طريقه لأي انفعال نفسي سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا.
مستشارك الأسري: أعاني من القلق والتوتر
أعمل «مُدقق حسابات» وأعاني من القلق والتوتر الشديد، ما يؤثر على أدائي في العمل والمذاكرة، بحيث لا أستطيع التركيز، والتفكير، وأشعر بالرهاب الاجتماعي.
أرجو منكم إعطاء حلول غير البُعد عن الأشياء المؤدية للقلق، وهذا القبيل، ولكم جزيل الشكر. أخوكم / مصعب.
الإجابة:
لا أريدك أن تقلقَ، فباستطاعتك أن تُغيّرَ من سلوكك مع الآخرين، وتتأقلم معهم، ولا أريدك أن تعيشَ حياة تذمّر، وتلوم نفسك أو فلانًا من الناس بأنه السبب؛ لأنك بهذه الطريقة لن تُنجزَ شيئًا، ولن تكونَ فعالًا في الحياة؛ فالذي يتذمر لا يتقدم، وهناك مهاراتٌ كثيرة للنجاح في العَلاقات مع الآخرين، ولكن أساس النجاح في العَلاقات هو الخُلُق الكريم، والصدق في التعامل.
والإنسان بطبعه اجتماعيٌّ يألف ويؤلف، ولا يمكن للإنسان أن يعيشَ بدون الآخرين، ولا أن ينعزل عنهم، ولهذا مطلوبٌ من الإنسان أن ينظم ويرتب أموره، فجزءٌ يكون لنفسه، وجزءٌ لأسرته، وجزءٌ لعلاقاته الاجتماعية -الأقارب، والأصدقاء-.
ربما يكون لديك اعتقادٌ أنك إذا تعاملت مع الآخرين فسوف تتعرّض لمتاعب، ويضيع وقتك سدى، ولهذا: لا بد أن توازن بين الأمور، فلا تُحاول أن تضيع وقتك في شيء لا فائدة منه، ولا تُحاول أن تعتزل الناس وتجلس بمُفردك، ومن الأفضل أن تُنظم أمورك، وتستفيد من وقتك فيما يعود عليك بالفائدة، وفي نفس الوقت تُروِّح عن نفسك بالجلسات الأسرية، ومع الأصدقاء. وأنصحك ألا تكون جادًا أكثر من اللازم، فالإنسانُ الذي يُبالغ في الجد في كل الأمور قد يكون لمُبالغته أثرٌ سلبيٌّ في التعامل مع الآخرين.
لذلك: لا بد أن نهتم بالقيم والمبادئ قبل أي شيء آخر، وأن نحترمَ أنفسنا، ونحترم الآخرين، وتكون لنا القدرة على إيجاد التوازن بين الشجاعة واحترام الآخرين، فحاول أن تجعل شخصيتك قوية، وتثق بالله تعالى أولًا، ثم بنفسك، دون المُبالغة في ثقتها، بل أعطها تقديرها، ولا تنقص من شأنها.
لا أريدك أن تستسلم أمام القلق والخوف من الآخرين، والسماع لكلام الناس؛ فأنت لديك قدرات ومهارات، استغلها ووظفها أحسن توظيف، وأنا مُتأكدٌ، بإذن الله تعالى، أنك تستطيع أن تتغيّر للأحسن، وتضع بصمتك في هذه الحياة.
وإياك أن تعيشَ وحيدًا بعيدًا عن الناس، مُعتقدًا أن هذا أفضل لك؛ فهذا لا يُعطيك الخبرة الكافية في كيفية التعامل مع الناس، واسمع إلى قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن الذي يُخالطُ الناسَ ويصبرُ على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يُخالطُ الناسَ ولا يصبرُ على أذاهم).
واعلم أن كل الناس مهما كان وضعهم أو مكانتهم مُهمون في التعامل معهم، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، غنيًا أو فقيرًا، أعطه الاهتمام الكافي، واستمع له ولآرائه، ولا تحتقرها مهما بدت غريبة؛ وهذا سيدفعهم للتعامل معك بطريقةٍ أنيقةٍ وصحيحة.
لا تجعل من الآخرين نسخةً منك، واقبلهم كما هم، ولا تُحاول تغييرهم ليكونوا نسخة منك؛ فكل إنسانٍ له شخصيته المُميّزة.
تستطيع أن تطرد التفكير الخاطئ من دماغك، وهذه المُشكلة يرجع سببها إلى تكوين شخصيتك، فهناك بعض الشخصيات تتميز بالضعف في التعامل مع أي مُشكلة مهما كان حجمها، ولهذا أنا لا أريدك أن تهرب من المُشكلة، بل واجهها، وأقنع غيرك بالحقيقة إن كنت على الصواب، أما إن كنت على خطأ فحاول أن تعترفَ بذلك، وهذا الاعتراف دليلٌ على قوة الشخصية وليس ضعفها.
ولهذا مطلوبٌ منك -أخي الفاضل – الخطوات التالية لعلاج هذه المُشكلة:
1- اطرد عنك الخوف واليأس، من خلال تفكيرك السلبي عن شخصيتك، بحيث تستبدل التفكير السلبي بالتفكير الإيجابي.
2- لا تُحاول أن تُصغّر وتُحقّر من نفسك أمام الآخرين، وأنك لا تستطيع أن تتكلم وترد بطلاقة؛ فهذه البرمجة قد تؤثر على سلوكك وعلى حركاتك.
3- مارس تمارين الاسترخاء؛ لأنّها تُساعدك في التّغلب على القلق والتوتر، واختر مكانًا هادئًا في الغرفة، واستلقِ على السرير، ومدَّ رجليك ويديك، وليكن النور خفيفًا، وحاول أن تستخرجَ كل المشاكل والهموم والأفكار التي تُعاني منها، وارمها وراء ظهرك، وحاول تَكرار هذا التمرين لعدة مرات.
4- حاول دائمًا أن تبتسمَ، لأن الابتسامة تدفعُ المزيد من الدم إلى شعيرات مخك، فتنشطه، وتريح الجسد، وتُحقق لك النجاح، فالابتسامة طريق النجاح.
5- تجنب القلق الذي يُسبب لك أقصى درجات التوتر.
6- يجب أن تكونَ موضوعيًا، ومُتجردًا إذا واجهك موقف ما يتطلب تدخلك.
7- إياك أن تكونَ مُتشائمًا تشتكي من كل شيء، بل كُن قائدًا يقوم بما يراه الأفضل لتحقيق الأمور.
8- تحلَّ بالهدوء، ولا تُكثر من الانفعالات، فهي ليست من سمات الشخصية القوية.
وبالله التوفيق.
همسات:
– عليك أن تزورَ أهل زوجتك وتهتم بهم وإن كانوا غير مضيافين ولا يُحبّونك أو حتى أنّك لا تكنّ لهم الحب.
– لا تُبدِ إعجابك بأي فتاة أخرى أمام زوجتك، حتى لو كانت أختك!
– أعلِم زوجتك بتحرّكاتك خلال النهار ما أمكن، خصوصًا إذا كانت تغار كثيرًا.
– أعظم ما يمكن أن يُقدّمه الوالدان لأولادهم هو تأهيلهم بالمهارات التي تُساعدهم على مواجهة أعباء الحياة والعيش باستقلالية دون الحاجة لمُساعدة الآخرين.
– إشراك الطفل الأكبر في العناية بالمولود الجديد، وإعطاؤه دورًا ولو صغيرًا في رعايته يُخفف من تبعات الغَيْرَة بين الأطفال.
التفكير الإيجابي:
-لا تنغمس في مشاكلك (وتنتحب بشأنها)، بل ركز على الحلول.
– ركز على ما تستطيع عمله، وليس على سبب عدم استطاعتك.
– كن مُتسامحًا وامضِ قدمًا، إن الضغائن تعوق الإيجابية.
– إذا لم تتخلص من مُشكلات الماضي، فسوف تجد نفسك تُكرّرها لا محالة.
– التحدث إلى النفس يُعادل الأداء ذاته، انظر إلى أي رياضي، وستجد أن التحدث إلى النفس يُعد جزءًا أساسيًا من أدائه الإيجابي المُتوقع.
– ما تفعله خارج إطار وظيفتك يُحدّد بدرجة كبيرة ما يحتمل أن تفعله فيها.
– عليك بتقوية نقاط ضعفك، ونقاط قوتك كذلك، اجمع بين الجوانب السلبية والإيجابية من أجل الحصول على نتائج أفضل من حيث التنمية الشخصية.