قادة المستقبل.. المبادرة في علم القيادة
«كُن مبادرًا في زمن التغيير واسعَ أن تكون الشخص الذي يبادر قبل الكل للوصول لما يريد» أن تكون مبادرًا -في زمن التطوير والتغيير والتنمية- خيرٌ لك من أن تبقى على الهامش، كمن يسير مثل بقية الآخرين لا يحسب لنفسه أدنى تقدير، فالمبادرة تعني أننا كبشر مسؤولون عن حياتنا، وتبتدئ بالسلوكيات والمشاعر والقرارات التي نتخذها، وليست نتاج ظروفنا ويولد المبادر لديه حس المسؤولية وهي أن تقع المسؤولية عليه، ويكون هو الشخص الذي يتحمل المسؤولية بكل ما فيها سواء بنجاحاتها أو عواقبها، أو حتى أخطائها، بما أنه قال: «نعم أنا قادر على أن أتحمل هذه المسؤولية» يعني أنه مقتنع بأنه قادر ويعلم ما يقرره عقله ويعمله جسده،
ماذا نعني بالانفعاليين؟ أتعلم أن الانفعالي ينتشر وبكثره في مجتمعنا ، هذه حقيقة فالشخصيات الانفعالية تتأثر بالبيئة المحيطة حولها، سواء الأسرة أو الطقس أو العمل، وعليها يحددون قراراتهم وتعتبر من أسوأ الشخصيات هي الانفعالية لأنها تابع لا صاحب قرار، ولا مبادر ويحكمون على أنفسهم جرّاء حدوث حادث معين، ويتسمون بالطاقة السلبية التي تتولد كل يوم في داخلهم، ما ينعكس سلبًا على تفكيرهم وجسدهم ولكن المبادر هو من يوظف الظروف لصالحه ويعمل وفق ما تقرر عقليته بمعنى أنه مهما كانت الظروف حوله صعبة، فهو مؤمن بأنه يستطيع ويقدر أن يعمل تحت هذه الظروف يقول: «نعم أنا أقدر، أنا أستطيع، الحياة إيجابية، خلقنا من أجل العمل لا الكسل، هذه مسؤوليتي أنا محاسَب، أغيّر نفسي والآخرين»
بين المثير والاستجابة هناك قرار:
«نعم! قرار لابد أن يُتخذ من قبلك أنت أيها الإنسان» .
يقول روزفلت «لا يمكن لشخص أن يجرحك إلا بموافقتك».
الإنسان هو السبب فيما إذا كان سيسمح للآخرين أن يتدخلوا في حياته، أو يضع لهم حدودًا يلتزمون بها، فالإنسان هو الذي يقرر كيف يتعامل مع الآخرين وكيف يريد أن يظهر لهم ويحدد كيف ستكون شخصيته أمامهم.
المثير هو المنبه الداخلي والخارجي الذي ينتبه له الإنسان، مثل ردة فعل أحد الإخوة سواء صراخ أو سخرية أو حركات استفزازية، وعليها تكون استجابتك إما أن ترد في الوقت نفسه أو في وقت لاحق، والانفعاليون تكون ردود أفعالهم مبنية على ما رأوه أو ما شعروا به في الوقت نفسه.
طريقة استجابتك للظروف والأحداث التي تمر بها هي نتاج سلوكياتك وشخصيتك، لو قال أحد منهم: فلان مات، هناك تحدد استجابتك إما أن تحزن وتبكي في لحظتها أو تؤمن أن الموت حق والجميع سيرحلُ، ومالهم إلا الدعاء وتدعو في داخلك وأنت في قمة هدوئك، إن أسمى مرحله يصل لها الإنسان هي التوجّه، التي نعني بها طبيعه استجابتنا في ظل الظروف الصعبه مثل الموت والمرض أو الأحداث التي تتغير في العالم، ونشير إليها من منظور ديني هو حسن الظن بالله عزوجل.
القائد العظيم هو الذي يرسم حدودًا لحياته الشخصية وأن يستعد لأي ظرف قد يصيبه، ولكن ما يحدد قوته هي طريقه استجابته للمواقف.