الدوحة – الراية :
تفتتح متاحف قطر 23 فبراير الجاري «دفقة سكون»، أول معرض شامل لأعمال الفنانة السويسرية المرموقة بيبيلوتي ريست (م. 1962) في مِنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بـ «مطافئ: مقر الفنانين». يأتي المعرضُ في شكل عمل فني تركيبي شامل يمتد على مساحة عرض تبلغ أكثر من 650 مترًا مُربعًا في جاليري الكراج بمطافئ، ويُقدّم تشكيلةً من بعض أبرز أعمال الفنانة إلى جانب قطع تفاعليّة جديدة أُنشئت خاصة لهذا المعرض الذي يُشرف على تنظيمه القيِّمُ الفني ماسيميليانو جيوني، الذي يُقام في إطار فعاليات فبراير الخاصة بمُبادرة «قطر تبدع»، الحركة الثقافية الوطنية التي تنشط على مدار العام، والتي ترعى الأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بها وتُروِّج لها، كما تُعرِّف المُقيمين والجمهور العالمي بالصناعات الإبداعيّة في قطر، ويُسدل المعرضُ ستاره في 1 يونيو المقبل.
وجاءَ في تعليقٍ لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: «كثير ممن استمتعوا بعمل بيبيلوتي ريست التركيبي الغامر في متحف قطر الوطني يعتبرونه المُفضلَ لديهم. نفخر ونسعد بتعميق عَلاقاتنا مع هذه الفنانة عبر تقديم هذا المعرض التفاعلي الجديد والرائع، والأول من نوعه في مِنطقتنا، والذي صممته لجمهورنا. صحيحٌ أنها تستخدم في أساليبها وسائل تكنولوجية مُتقدّمة، إلا أنها تتمتع بروح إنسانية عميقة، فلا شك أنها ستُلهم الأطفال في الاحتفال بالسنة الدولية للأسرة هذا العام، فيما تأخذ الزوّار البالغين في رحلةٍ إلى فضاء نتساءل فيه عن منظورنا للعالم ولبعضنا بعضًا».
تُزيّن مطبوعات جدارية من النسيج وستائر مُتعددة الألوان مُحيط فضاء المعرض الذي يتخذ شكل سلسلة من «محطات كهربائية»، تصفها الفنانة بأنها عروض تفاعليّة حيث تُولِّد عروض الفيديو بتقنية الإسقاط الضوئي، وقطع الأثاث، والسجاد، والأغراض المنزلية معًا فضاءً رحبًا لـ «الحياة الساكنة» يُمكن للجمهور أن يُشاركَ فيه. وداخل «غرف المعيشة» هذه – وهي فضاءات نابضة بالحياة ومأهولة في نفس الوقت – تُعرض صور على المُشاهدين، تُحوِّلهم وكل سطح في المعرض إلى شاشات وحوامل للصور. وتُعدّ هذه الأعمال وغيرها المعروضة في «دفقة سكون» تتمةً لبحث ريست الموسّع في مُلتقى الحواس البشرية والتقنيات الرقْمية، مُتخيلةً مُستقبلًا يلتقي فيه البيولوجي والإلكتروني في جسم كهربائي جديد.
وقالت بيبيلوتي ريست مُعلقة على الموضوع: حينما أُبدع عملًا فنيًا، فإنني أُقدّم تقديرًا، تقديسًا لجمال العيش وبشاعته. فتكريمًا لكل حواسنا وللعقل، منحتني الطبيعة يديَّ، والآن أُعيدهما إليها. إنني أرى جميع المُنتجات الفنيّة، من خزف، ولوحات فنية إلى تطريز، وأفلام وموسيقى، بمثابة شهادات تقدير. إذ إن الفن الذي يُلامس روحك وروحي حقًا يغمرنا بالحكمة، فهو يُدرّبنا على قَبول الآراء المُختلفة، ويزرع السكينة في قلوبنا ويُصلح بين العقل والغريزة، يُساعدنا على الاعتراف بتحيّزاتنا وتحقيق التوافق النفسي، فبوسعه أن يُولِّدَ عالمًا خياليًا شبيهًا بالمدينة الفاضلة ويُساعدنا على أن نكونَ في حالة من الإجلال والشكر. إنني أرثي حال كل أولئك الذين لا يستطيعون الاستمتاع بالفن، ناهيك عن أولئك الذين لا يُريدون ذلك».