ما زلنا نعيشُ أجواء مونديال قطر٢٠٢٢ وحيويتها وثمارها بحُلةٍ جديدةٍ وبروحٍ رياضيةٍ وسياحيةٍ مُمتدة بكل أجواء عاصمة الرياضة والسياحة ٢٠٢٣، من استادات الدوحة المُكتظة بآلاف الجماهير من كل أنحاء العالم لمُشاركتهم الأحداث الرياضية لكأس آسيا قطر ٢٠٢٣، ونرى جماهير مُميّزة، وتسابقًا لحضور المُباريات الرياضيّة بالملاعب والاستادات، كما كنا نراها، وربما كانت مقتصرةً على الحدث الرياضي فقط، ولم يكن الاهتمام المُطلق بهذه الصورة التي نُشاهدها اليوم من الخليط السياحي والثقافي والرياضي، حيث تنقل الجماهير هُوية ثقافية ودينية ورياضية من الدوحة إلى بلدانهم، كما نرى بين الجماهير المُتنوّعة ثقافيًا من كل دول العالم، الآسيوي والإفريقي والأوروبي، والأجمل هذه الروح الرياضية التي تحملها الجماهير ذات الطابع الثقافي والسياحي المُتنوّع، فقد أبرزت حضورًا رائعًا من المُشجعين المُهتمين بالرياضة، وظهرت الروح الرياضية عند الخَسارة وعند فوز أحد الفريقين ومُشاركتهم فرحة الفوز بفعالياتهم الرياضية والثقافية بصورة تحمل احترام مبادئ الثقافة الرياضية وَفق الثقافة القطرية ذات المبادئ والثوابت، ووجدنا حضور القضية الفلسطينية بين جماهير العالم، حيث رفعت الجماهير الأعلام الفلسطينية ونقلوها إلى بلدانهم خلال حضورهم ومُشاركتهم وتفاعلهم الجميل بالعاصمة القطرية.

والأجمل تنوّع الجماهير وتبادل الثقافات في سوق واقف ومشيرب قلب الدوحة وكتارا، وأصبحت الهُوية الثقافية والسياحية القطرية والعربية تأخذ طابعًا مُميزًا لترويجها من خلال الجماهير التي حضرت لعاصمة الرياضة والسياحة ٢٠٢٣، حيث تنقل الصورة الحقيقية عن القطريين والعرب بصوت حي وبث مُباشر من الجماهير التي شاركت في الفعاليات والأحداث الرياضية في إطار رياضي وسياحي بالمقام الأول، إضافة إلى نجاح السياحة العائلية الرياضية، حيث نجدها بصورة لم تكن موجودةً بالسابق، لكن كانت نقطة اهتمام كبير من أصحاب القرار، وذلك لتوفر أهم الاحتياجات وهي الأمن والأمان وتوافر الخِدمات السياحية، وسهولة التنقلات وتنوعها، ما أتاح الفرصة للجميع للاستمتاع بالأجواء الرياضية والفعاليات الثقافية والسياحية ذات المضمون والمُحتوى الهادف الذي يُعبّر عن الثقافة القطرية والعربية، والمزيج الثقافي من كل العالم في ضيافة قطرية مُميّزة، ونجحت عاصمة السياحة الدوحة في خلق مفاهيم حقيقية للسياحة الرياضية الثقافية، بصورة مُشرّفة للقطريين والعرب ونموذج حي للعالم، بكيفية الاستثمار الاقتصادي والرياضي في إطار ثقافي سياحي يُحافظ على الهُوية الثقافية ويحظى باحترام الشعوب والمُجتمعات، حيث جعلت من سيستضيف بطولات وفعاليات رياضية في مأزق تنظيمي وثقافي، وذلك لما تميّزت به لؤلؤة الخليج قطر، من جهود احترافية، من حيث التنظيم والخدمات السياحية والثقافية ذات الطابع المميّز لكل ضيوفها من الخارج، وحظيت الدوحة بثقة عالمية من شعوب العالم، باختيارها لاستضافة البطولات الرياضية، ووجهتهم السياحية المُفضلة كسياحة رياضية وعائلية وترفيهية، وأضافت نموذجًا جديدًا لمظاهر الجماهير، فرغم الاختلافات الثقافيّة إلا أنهم اجتمعوا في أرض السلام والمحبة، ودام عزكِ يا قطر.

 

 

[email protected]