رعاية شاملة لمرضى السكري
عيادات خدمية في حمد الطبية والرعاية الأوَّلية
16.7 نسبة الانتشار في قطر .. و33% بين النساء الحوامل
الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
توفر وزارة الصحة العامة نموذجًا لرعاية شاملة لمرضى السكري في دولة قطر، من خلال شركائها في القطاع ممثلين بمؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وذلك في ظل انتشار مرض السكري بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، ليس في قطر فقط بل في جميع دول العالم.
ومن خلال استراتيجية وطنية للسكري يعمل كافة الشركاء على رعاية المرضى المصابين، الذين تقدر نسبتُهم وَفقًا لآخر إحصاء 16.7 % من عدد السكان في الوقت الذي يتم فيه حاليًا إجراء مسح جديد للوقوف على الإحصاءات الجديدة حول انتشار الأمراض المزمنة بشكل عام ومنها السكري.
وتوفر مؤسسة حمد الطبية العديد من العيادات المُتخصصة لرعاية مرضى السكري من خلال مركزين مخصصين باسم المركز الوطني لرعاية السكري في كل من مستشفى حمد العام ومسيعيد فضلًا عن العيادت الأخرى في مستشفيات المؤسسة المنتشرة بجميع أنحاء الدولة.
ويوفر هذان المركزان كافة خدمات الرعاية التخصصية التي يحتاجها مرضى السكري في مكان واحد، وفي بيئة يتمكن المريض خلالها من التحدث إلى الكوادر الطبية، والحصول على الرعاية الصحية التي تتناسب مع حالته المرضية، كما يعمل المركز على تزويد مرضى السكري بالتثقيف الصحي والأدوية والأجهزة والأدوات الطبية التي يحتاجونها، إضافة إلى توفير الخطط العلاجية الفردية التي تتمركز حول المريض، حيث تقوم الفرق متعددة التخصصات الطبية بتقديم خدمات تشخيصية وتقييمية، وعلاجية عالية الجودة لهؤلاء المرضى.
الرعاية الأولية
كما توفر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من خلال 31 مركزًا صحيًا في جميع أنحاء الدولة الرعاية اللازمة لمرضى السكري، من خلال عيادات الأمراض المُزمنة المتوفرة في جميع هذه المراكز، وتستقبل أكثر من مليوني زيارة سنويًا لأصحاب الأمراض المُزمنة -من بينها السكري- الذين يمثلون الأغلبية بين المراجعين الذي يشلمون أيضًا مرضى الضغط والربو وأمراض القلب. وتركز البرامج الاستراتيجية التي توفرها مؤسسة حمد الطبية على زيادة أعداد المُثقفين الصحيين للسكري في النظام الصحي، ورفع قدراتهم من خلال توفير التعليم المُستمر حول مرض السكري للأخصائيين الصحيين، عبر مبادرات وطنية مُختلفة. وتشمل هذه المبادرات إنشاء دبلوم السكري ودرجة الماجستير، بالتعاون مع جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وتوفير برامج تعليمية إلكترونية للكادر الصحي، وتقديم برنامج الرعاية المتكاملة لمرضى السكري لكوادر الرعاية الصحية في مرافق الرعاية الصحية الأولية، وإطلاق سلسلة ندوات إلكترونية لأبحاث السكري والسمنة لتوفير أفضل رعاية، ممكنة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. ويعد أساس الركيزة الاستراتيجية لتمكين المرضى ضمن الاستراتيجية الوطنية للسكري في دولة قطر، هو توفير أدوات التثقيف والإدارة الذاتية لمرض السكري، لتمكين المرضى وتعزيز المعرفة الصحية لديهم من أجل اتخاذ إجراءات لتحسين حالتهم الصحية ومنع حدوث مضاعفات.
المثقِف الصحي
كما يلعب المُثقِف الصحي -في تعليم وتدريب الأشخاص المصابين بالسكري- دورًا مهمًا في رعاية المرضى، فهو يساعد المصابين بداء السكري على إجراء التغييرات اللازمة لتحسين نمط حياتهم، وتمكينهم من اتخاذ الإجراء الصحيح في حالة ممارسة الرياضة أو المرض أو السفر وما إلى ذلك.
وتقدم المراكز الوطنية للسكري التابعة لمؤسسة حمد الطبية مجموعة من خدمات التثقيف والدعم في مجال الإدارة الذاتية لمرض السكري، بما في ذلك جلسات فردية لمرض السكري، وجلسات تعليمية قائمة على المناهج الدراسية، بالإضافة إلى برنامج ديزموند المنظم (باللقاء المباشر أو الافتراضي)، وجلسات التعليم الجماعي، حيث يعد برنامج ديزموند برنامجًا دوليًا لتثقيف المرضى للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وتم تعديله بما يتناسب مع الأشخاص المصابين بالمرض. ويقدم فريق التثقيف -حول مرض السكري في مؤسسة حمد الطبية- استشارات عبر الهاتف لإدارة الطوارئ من خلال الخط الساخن لمرض السكري. وتعتبر مراكز مؤسسة الرعاية الصحية الأولية الرعاية الأولية الخط الأول لخدمات مرضى السكري، ولذلك تكرس المؤسسة جهودًا كبيرة في بناء القدرات والإمكانات لضمان حصول أخصائيي الرعاية الصحية الأولية على المعرفة والوقت والأدوات، ليس فقط للكشف عن مرض السكري وإحالة المرضى للرعاية الصحية المتخصصة، ولكن أيضًا لمساعدة من هم في رعايتهم على العناية بحالتهم بشكل أفضل والتعامل مع نظام الرعاية الصحية.
خدمات طبية
كما يتم توفير العديد من الخدمات المُتعلقة بمرضى السكري مثل توفير عيادات العيون وتحديد مواعيد متزامنة لفحص شبكية العين لمعرفة مدى تأثير المرض عليها، وكذلك توفير عيادات للقدم السكري وهذه الخدمات تتوفر في كل من مؤسستي حمد الطبية والرعاية الأولية. جدير بالذكر أن دراسة قطرية للمواليد في دولة قطر وجدت أن مرض السكري أكثر شيوعًا بين النساء الحوامل في قطر، وبحسب نتائج الدراسة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط والتي يجريها قطر بيوبنك، فإن نحو 33% من النساء الحوامل مصابات بالسكري من بينهن 30% مصابات بسكري الحمل و3% بالسكري العادي.
منشأة متخصصة
كما توفر وزارة الصحة العامة الرعاية الطبية اللازمة للأطفال مرضى السكري، وذلك من خلال مركز سدرة للطب الذي يُعدُّ المنشأة الصحية المتخصصة لرعاية هذه الفئة من المرضى سواء من النوع الأول أو الثاني، فضلًا عن توفير البرامج التوعوية حول مرض السكري في المدارس.