الجماهير تواصل تسجيل الأرقام القياسيّة
الحداثة الكبيرة للملاعب المونديالية فرضت الواقع الجديد للمدرجات
الدوحة الراية :
علَى غرارِ كلِّ الأدوار السابقة أثبتَ الدورُ رُبع النّهائي تفرُّدَ النسخة الحالية بالكثيرِ من الخصوصيَّة الفنّية والجماهيرية، بعدما شهدت المباريات الأربع مستوياتٍ راقيةً غير معهودة، وحضورًا جماهيريًا كسرَ الأرقام القياسية، ما يدعم قناعاتٍ مسبقةً بأن البطولة التي تقام للمرة الأولى على ملاعب مونديالية وبأجواء مثالية غير مسبوقة، هي المُثلى في تاريخ آسيا. وجاء التأكيد على أنَّ النسخة القطرية الثالثة على مُستوى الاستضافة بعد 1988 و2011.. أخذتْ مكانَها مبكرًا كأفضل نسخة تلقى التفاعل في تاريخ البطولات القارية، جنبًا إلى جنبٍ مع التنافسية الكبيرة، بعدما جسدت الأدوار الإقصائية حتى الآن أفضل تقارب فني بين المنتخبات الآسيوية. وكانت النسخة الحالية قد شهدت إعادةَ كتابة تاريخ الحضور الجماهيري الإجمالي للمُباريات في البطولة القارية، وقبل إحدى عشرة مواجهة من الختام، وكان ذلك مع انتصاف مُنافسات دور ال16، وتحديدًا في رابعة المواجهات التي جمعت المنتخب القطري بنظيرِه الفلسطينيّ في الدور ذاته، عندما تواجد في مدرجات تلك المواجهة العربيّة التي جرت على استاد البيت الموندياليّ، 65 ألفًا و459 متفرجًا، ليبلغ إجمالي الحضور آنذاك مليونًا و68 ألفًا و587 متفرجًا، الأمر الذي كسر الرقْم السابق المسجل في نسخة عام 2004 التي جرت في الصين والذي سجل إجماليًا بلغ 1.04 مليون مشاهد.
وتواصل ازدياد إجمالي الحضور بشكل مذهل مع الإقبال الكبير الذي شهدته مواجهات رُبع النهائي القوية، حتى بلغ الرقْم مع نهاية دور الثمانية مليونًا و339 ألفًا و812 مشجعًا، مع التذكير بأنه ما زالت هناك ثلاث مباريات: (مواجهتان في نصف النهائي، والمباراة النهائية)، ما يعني وصول الحضور إلى رقْم، سيكون من الصعب كسره، عطفًا على الحداثة الكبيرة للملاعب المونديالية التي استضافت البطولة، وسعة استادات كأس العالم السبعة التي أُقيمت وتقام عليها المباريات من أصل تسعة ملاعب.
صورة مضيئة قدّمتها جماهيرنا في النسخة التاريخيّة
304 آلاف و588 حضروا مباريات العنابي
بلغَ إجماليُّ الحضورِ الجماهيريِّ لمُنتخبِنا الوطنيّ في الخُمس مُباريات التي خاضها في كأس آسيا حتى الآن 304 آلاف و588 مُشجّعًا، في رقْم قياسي لجماهيرنا الوفية في البطولة القاريةِ، وكانت البداية مع مباراة لبنان في الافتتاح، والتي شهدت حضورَ 82 ألفًا و490 مشجعًا في استاد لوسيل، ثم مباراة طاجيكستان، والتي شهدت حضور 57 ألفًا و460 مشجعًا باستاد البيت، ثمّ مباراة الصين في ختام دور المجموعات، وشهدت حضور 42 ألفًا و101 مشجع، وفي دور ال 16 أمام فلسطين باستاد البيت حضرَ 63 ألفًا و753 مُشجّعًا، وفي مواجهة أوزبكستان في الملعب نفسه بربع النهائي حضر 58 ألفًا و791 مشجعًا، ليصلَ إجمالي الحضور الجماهيري 304 آلاف و588 مشجعًا. وقدَّمت جماهير العنابي صورة مضيئة، وزيّنت المدرجات، وقدمت أروع الأمثال في التشجيع المثالي. وتواصل جماهير العنابي الدعم والمساندة للفريق في البطولة الهامة، حيث تعد العدة الآن للتوجه إلى استاد الثمامة، لحضور مباراة إيران في المربع الذهبي من البطولة، لاستمرار تقديم الصورة المضيئة للجماهير القطرية في البطولة القارية، ولاستمرار تقديم الدعم اللازم للاعبين في اللقاء الهام والمرتقب والذي يتطلع خلاله العنابي لتحقيق فوز جديد والعبور إلى المباراة النهائية من البطولة القارية، فالحضور الجماهيري في المباريات الماضية كان له أكبر الأثر في نفوس اللاعبين، وكان بمثابة دافع معنوي كبير لهم لتقديم أفضل ما لديهم وتحقيق الانتصارات الرائعة التي تحقَّقت حتى الآن، وسوف تكون مباراة الأربعاء ملحمةً جماهيريةً جديدةً في استاد الثمامة في حبّ العنابي، وتمنّي الجماهير القطرية النفْس بتحقيق إنجازٍ جديدٍ، وفوز جديد والعبور إلى المُباراة النهائية، وعيش أجواء احتفاليّة جديدة في البطولة القارية.
في أكثر النسخ تفاعلًا في تاريخ البطولة
إعلاميون يشيدون بالحضور الجماهيري
شهدتِ البطولةُ الاستثنائيّةُ تسجيلَ رقْم قياسيّ في الحضورِ الجماهيريّ، لتأخذ مكانَها كإحدى أكثر النّسخ تفاعلًا في تاريخ البطولة، فيما ينتظر المُنتخبان العربيّان: قطر والأردن دعمَ جماهيرهما في مُباريات نصف النهائي من أجل مواصلة الطموحات، وبلوغ النّهائي في العاشر من فبراير الجاري.
من جهته، أشادَ جاسم الهويدي – ناقد رياضيّ ولاعب المُنتخب الكويتيّ السابق- بروعةِ تنظيم قطر كأسَ آسيا 2023، وما رافقها من حسن التخطيط في شتّى المجالات.. مشيرًا إلى أنَّ ذلك نابعٌ من الخبرة التي اكتسبتْها قطر من استضافتها كأسَ العالم قطر 2022. وأضافَ الهويدي في مداخلة مع قناة SSC السعودية – وردت ضمن برنامج «برا 18»- : إنّ «الأمر المبهر واللافت في استضافة قطر للبطولة هو الحضور الجماهيريّ الكبير لمباريات البطولة، بالرغم من عدم وجود بعض المُباريات القوية، وهذا الأمر يدلُّ على مدى نجاح قطر في استضافة هذا الحدث».
ولفتَ إلى أنَّ «استخدامَ قطر نفس المُؤثّرات البصريّة وموسيقى دخول اللاعبين إلى أرض الملعب التي استخدمتْها خلال استضافتِها كأسَ العالم، أبقى جميعَ المُتابعين لمُباريات البطولة في نفس أجواء المونديال».
استعادة ذكريات كأس العالم
قالَ الحاج السيّد أبوورقة – صحفي سوداني في مقابلة له خلال برنامج «دوحة آسيا»-: «إنَّ حسّي الصحفي جعلني أشدُّ الرحال إلى الدوحة كي أواكب فعالياتِ كأس آسيا، معتبرًا أن العالم بأسْره لم يرتوِ بعدُ من مونديال 2022، لذلك تقاطرنا على الدوحة علّنا نستعيد شيئًا من لحظات كأس العالم الرائعة».
وتابعَ أبوورقة قائلًا: «إنَّ قطر أبهرت العالم بمونديال 2022، وما زالت تتحفُنا إلى اليوم بالأحداث الرياضية الكُبرى، فما تقوم به هذه الدولةُ يفوق الخيالَ، فهي تقدم صورةً زاهيةً ومشرقةً عن الوطن العربيّ».