الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
انطلقت أمس أولى فعاليات مركز ومسجد المجادِلة الذي افتتحته مؤسسة قطر الأسبوع الماضي، حيث تضمنت الفعالية يومًا مفتوحًا للجمهور للتعريف بالمركز وجولة بين أروقته بالإضافة إلى عدد من الجلسات المتنوعة.
وقالت د. سهيرة صديقي المديرة التنفيذية لمركز ومسجد المجادِلة إن المركز يبرز الوحدة بين النساء، وما يمكن أن يكون لها من قوة وتأثير، موضحة أنه لم يتم تعيين إمام للمسجد بَعد، وأن المسجد سيقدم دروسًا في الحفظ والتجويد، وفي شهر رمضان المقبل سيكون هناك إمام لصلاة التراويح، كما أنه لا تقام فيه صلاة الجمعة وتقام فيه الصلوات الخمس.

ونوهت إلى أن منتصف المركز مقسم إلى ثلاث مناطق، تركز على البرامج والأبحاث، وأن البرامج تختص بالبرامج الاجتماعية وبرامج التطوير وغيرها من البرامج المصممة خصيصًا للمرأة المسلمة، حيث يعمل المركز على أكثر من 30 برنامجًا. ولفتت إلى أن المركز يضم مكتبة صغيرة تركز كتبها على النساء في الإسلام، والقضايا التي تهم المرأة المسلمة، وهي جزءٌ من الجهد البحثي للمركز، ومنها ما هو متوفر باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية، لتسلط الضوء على موضوعات المرأة في الإسلام.

وقالت نور المعاضيد مدير الاتصال بمركز ومسجد المجادِلة إن المبنى يضم ساحة خارجية تشمل حديقة واسعة وباحات لأماكن التجمع للنساء كما توجد تحفة معمارية عبارة عن منارة معلقة بالإضافة إلى منحوتة أبدعتها الفنانة القطرية شعاع علي والتي تشير إلى أهمية الكتب والاطلاع والمعرفة.
ولفتت إلى أن اسم المجادِلة مشتق من التاريخ الإسلامي وتحديدًا لقصة خولة بنت ثعلبة التي ذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تسأله عن مسألة الظهار وكان الحكم فيها هو الطلاق ولكنها ظلت تجادل وتستعطف الرسول وتدعو الله إلى أن أنزل الله تعالى الحكم في القرآن وكان يتضمن الحل لمسألتها، ومن هذا المنطلق فإن اسم المجادِلة هو إشارة إلى فتح الحوار والبحث عن الحلول في حدود الشريعة. وأوضحت أن فُرش مسجد المجادِلة مكون من سجادة موحدة، لتعكس الوحدة التي تنشأ بين النساء، وبه محراب واحد فقط وليس محرابًا لكل شخص كالمتعاد في بعض المساجد، كما أن المسجد منفتح على المركز ليوحي بروح الوحدة بين النساء، وهو ما حرصت عليه مؤسسة قطر في التصميم المعماري.
ولفتت إلى أن الصلوات العادية موجودة بمسجد المجادِلة، ولكن لا تتوفر صلاة الجمعة والإمام، والجماعة بين النساء في المسجد كما هو معتاد كصف واحد، وأنه سيتم الإعلان عن توفير إمام لصلاة التراويح قريبًا. وأشارت إلى أن المركز يوفر فصولًا دراسية تُعنى بعدد من البرامج التي يقيمها المركز، إضافة إلى المكتبة، لافتة إلى أن البرامج تتضمن برامج تطويرية وأخرى دينية وثالثة بحثية واجتماعية، وأنه خلال الأسبوع الجاري سيتم إطلاق أكثر من 30 برنامجًا حضوريًا، حيث يُطلب التسجيل على الموقع. ونوهت المعاضيد إلى أن عملية التسجيل تشهد إقبالًا ملحوظًا من النساء، وأمس، تم تدشين البرامج الأولى. وأوضحت أن مكتبة المركز مخصصة للكتب عن النساء، أغلبها كُتب من قِبل نساء مسلمات، وهي مكتبة مفتوحة ومصغرة عن مكتبة قطر الوطنية، وأن المكتبة مرتبطة بالبحوث التي يجري العمل عليها، وكلها في مجال قضايا المرأة. وكشفت المعاضيد عن إطلاق المركز لمؤتمر خلال العام الجاري، كما أن عددًا من البحوث تم توثيقها على الموقع الإلكتروني للمركز. وأشارت إلى أنه، بالأمس، تم تدشين أولى فعاليات المركز، باليوم المفتوح والذي تضمن عددًا من الجلسات، وأن البرامج تبدأ اليوم، ويمكن التعرف عليها من خلال الموقع الإلكتروني للمركز. جدير بالذكر أن برامج المركز تأتي انطلاقًا من التاريخ العريق لإسهامات النساء المسلمات والطبيعة الحيوية للمدارس الفكرية الإسلامية، حيث تدمج برامج وفعاليات «المجادِلة» بين هدي الإسلام والسياق الحديث لعصرنا وما يقتضيه ذلك من احتياجات خاصة للمرأة، كما يهدف هذا الطرح المتكامل للبرامج لتحفيز تطور المرأة الذاتي وقدراتها، وتعميق فهمها للنتاج الفكري الإسلامي، ودعم نموها الديني بشكل عام. كما أن برامج المجادِلة تنقسم إلى أربعة موضوعات أساسية وهي البرامج الدينية والتي تقدم للمشاركين فرصة للتعمق في فهم الطبيعة الاستطرادية للتراث الفكري الإسلامي وتعدد التخصصات التي تكونه، بالإضافة إلى البرامج التطويرية والتي تتطرق إلى رفاه المرأة ودعم تطورها في المجالات الدينية، والأكاديمية والعاطفية والاقتصادية والبدنية من خلال صفوف متخصصة.
وأضافت خلود علي نوح، أخصائية البرامج والتأثير في المجادلة: «لقد تم تصميم جميع مساحات التعلم لدينا بطريقة تسهل المحادثة والمناقشة، والتي تعتبر أساسية لجميع برامجنا، لأننا نريد أن تكون المرأة المسلمة فاعلة بشكل مستمر. يمكن للراغبات التسجيل في برامجنا عبر الإنترنت على موقع almujadilah.qa، ونأمل حقًا أن تستفيد النساء المسلمات من مجموعة البرامج التي نقدمها. التسجيل مفتوح وستبدأ البرامج في السادس من فبراير حتى نهاية أبريل، ويمكن للمشاركات الاختيار من بين إجمالي 30 برنامجًا مختلفًا».
بالإضافة إلى البرامج والأنشطة المجتمعية، سيفتح «المجادِلة» سبلًا للتعليم الإسلامي والبحث ودراسة الإسلام التاريخي والمعاصر. إحدى ميزاته الرئيسية هي مكتبة تضم مجموعة واسعة تغطي التاريخ الإسلامي، وتاريخ المرأة، ومجموعة من الكتب الخيالية والواقعية لمؤلفات مسلمات. سيكون للمجادلة ناديان للكتاب يعملان جنبًا إلى جنب؛ نادي الكتاب باللغة العربية ونادي اللغة الإنجليزية حيث سيتضمنان محادثات مع المؤلفين. ولقد أُسس المجادِلة بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بهدف تعزيز الهوية الإسلامية للنساء وتوعيتهنّ بأمورِ دينِهنّ ودنياهنّ، شخصيًا وأسريًا واجتماعيًا، من خلال إيجاد مساحة للتعبّدِ والتعلّم، وللتطويرِ والإرشادِ واستنباطِ الحُلولِ من دَاخلِ الإسلام. وبينما تبدأ برامجه المجدولة في 6 فبراير، يمكن للنساء أيضًا زيارة «المجادِلة» دون الحاجة إلى التسجيل في البرامج بين الساعة 10 صباحًا و8 مساءً للاستمتاع بالمرافق العامة. لمزيد من المعلومات حول المركز والمسجد، بما في ذلك القائمة الكاملة للبرامج والأنشطة، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.almujadilah.qa.