الدوحة – نشأت أمين:

استعرض المشاركون في الجلسة الثانية لمؤتمر العدالة الغذائية من منظور حقوق الإنسان: تحديات الواقع ورهانات المستقبل والتي ترأسها سعادة د. محمد بن سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان «التجربة القطرية في تحقيق العدالة الغذائية» وذلك من خلال ثلاث أوراق عمل حيث حملت ورقة العمل الأولى عنوان السياسة الناجعة لدولة قطر في تحقيق العدالة الغذائية،

وتناول فيها مقدمها سعادة د. تركي بن عبدالله زيد آل محمود مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الخارجية إنجازات قطر في سياق العدالة الغذائية الناتجة عن الالتزامات الدولية الصادرة من المواثيق والمعاهدات الدولية الداعية لحقيق العدالة الغذائية، لفت فيها إلى الأهمية الدولية للقضاء على الجوع وأيضًا مجهودات قطر على سبيل المثال في تطوير وتحسن التقنيات المتعلقة بالزراعة وكذلك دعم الدولة للمزارعين المحليين لدعم الإنتاج. كما تطرقت الورقة إلى مساهمات الدولة في سياق الأزمات الإنسانية بتقديم الغذاء كالحالة في غزة على سبيل المثال وكذلك استثمار الدولة في صناديق استثمارية تعزز التنمية الزراعية، بالإضافة إلى إنشاء تحالفات عالمية متعلقة بالتحسين الغذائي.

وتناولت الورقة الاستدامة في نظم صديقة للبيئة، وأيضًا صنع قرارات تعزز العدالة الغذائية، بالإضافة إلى نشر الوعي والتثقيف في سياق العدالة الغذائية بين أطياف المجتمع ودوليًا.

أما ورقة العمل الثانية فحملت عنوان جهود دولة قطر للنهوض بقطاعات الإنتاج الغذائي وتناولت فيها مقدمتها السيدة فاطمة يوسف العبيدلي خبيرة التنمية المستدامة في جهاز التخطيط والإحصاء، مجهودات دولة قطر في دمج الأمن الغذائي وحقوق الإنسان في الاستراتيجية الوطنية القطرية الأولى والثانية والتركيز على الجانب الزراعي النباتي وإشكالية الجفاف والتصحر. وقدمت الورقة عددًا من التوصيات منها ضرورة دعم البحوث والابتكار وتطوير قاعدة البيانات، والتعاون مع المؤسسات البحثية والأكاديمية، لإجراء بحوث تدعم الابتكار في الجانب الزراعي وكذلك تنفيذ برامج ومبادرات لتعزيز استدامة الإنتاج الزراعي كمًا وكيفًا. فيما يتعلق بإدارة المياه وتطوير اليد العاملة وأيضًا دعم المزارعين المحليين من خلال تزويدهم بنظم مبتكرة وحديثة تقدم الكفاءة الإنتاجية واستغلال الموارد. وأوصت الورقة كذلك بتطوير السياسات الوطنية التي تضمن استدامة الموارد غير المتجددة وتعميق الشراكات الدولية، بحشد الجهود على المستويين المحلي والدولي، والاستفادة من الممارسات الفضلى على المستويين الإقليمي والدولي لتنمية القطاع الزراعي. وفي ورقة العمل الأخيرة استعرض محمد الخوري الأمين العام لإكسبو 2023 الدوحة للبستنة الإنجازات التي سعى إكسبو الدوحة لتحقيقها وهي تنظيم حدث مستدام بدمج الاستدامة، باستخدام المباني المستدامة وكذلك التأكيد على أن البيوت المحمية للزراعة هي إحدى الوسائل الجديدة المستخدمة في دول الخليج في سياق الزراعة، وتناولت الورقة كيفية سعي المعرض لتحقيق وسائل ومخرجات تصب في التنمية المستدامة وصنع ثقافة تسعى للمحافظة على البيئة.

وأشار مقدم الورقة لزيارة ٢٥ ألف طالب للمعرض تعلموا من خلاله ثقافة قوة النباتات والمحافظة على البيئة والاستدامة.

نائبة المفوض الأممي لحقوق الإنسان:

2.5 مليون يعانون من المجاعة في غزة

 أكدت سعادة السيدة ندى الناشف – نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أهمية اتحاد المجتمع الدولي في مسعاه لتعزيز والتصدي للتحديات التي تتعلق بمشكلات توافر الغذاء في العالم، وأن ينتقل التركيز نحو بناء أنظمة عالمية يمكنها أن تضع ضمن أولوياتها الاستدامة والكفاية والوصول للغذاء.

ولفتت في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العدالة الغذائية إلى أن العالم يواجه الكثير من الأزمات الاقتصادية وتغير المناخ، وأن هذا يدعو إلى بذل جهود مشتركة لحماية من يعانون من نقص الغذاء.

وقالت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: قطاع غزة على سبيل المثال به 2.5 مليون شخص، ما يعني أن أغلبية السكان، إن لم يكن كل السكان، يعانون من المجاعة.

السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد:

الجامعة العربية تدعم جهود قطر لإيصال المساعدات لغزة

التاريخ لن ينسى من يقف ضد وقف فوري لإطلاق النار بالقطاع

أشادت سعادة السفيرة هيفاء أبو غزالة – الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية بالجهود التي تبذلها القيادة الحكيمة في دولة قطر، والتي دفعتها إلى المرتبة الأولى عربيًا في مؤشر الأمن الغذائي العربي، واستضافة قطر للمعرض الدولي للبستنة، والذي يعقد لأول مرة في المنطقة العربية.

وقالت في كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العدالة الغذائية: نجتمع اليوم في ظرف دقيق يمر به عالمنا العربي، ولا يزال العدوان الإسرائيلي الوحشي على أهلنا في قطاع غزة مستمرًا، ولا تزال محاولات الدفع نحو خلق واقع جيوسياسي جديد باتجاه المصالح العربية مستمرًا، فضلًا عن باقي التوترات المتصاعدة في الإقليم.

وأكدت على أن محكمة العدل الدولية قالت كلمتها وانتصرت للقيم الإنسانية، منوهة إلى أن مجلس الأمن مطالب اليوم بحفظ الأمن والسلم الدوليين، والإعلان عن الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار. ولفتت إلى دعم جامعة الدول العربية للجهود المشتركة التي تبذلها دولة قطر وجمهورية مصر العربية، الرامية للتوصل لوقف إطلاق نار دائم، وإيصال المساعدات الأساسية المنقذة للحياة لأهل غزة. وأضافت سعادتها: إن التاريخ لن ينسَى كل من يقف ضد وقف فوري لإطلاق النار في غزة من أجل حقوق الإنسان ومن أجل الإنسانية يحمل على يديه دماء الأبرياء، الذين تزهق يوميًا أرواحهم بلا ذنب، فاليوم يمر 138 يومًا على بدء الحرب في غزة، وقد بات الوضع الإنساني كارثيًا، فمن لا يموت في غزة تحت القصف يموت من الجوع والعطش لعدم وصول الغذاء والماء والعلاج، حيث يعتمد سكان القطاع جميعهم على المساعدات الإنسانية التي لا تصل، فأي عدالة غذائية هذه عندما لا تستطيع الجهات الفاعلة والعاملة في المجال الإنساني الوصول الآمن والمستدام لجميع المحتاجين.

وأضافت: أنقل لكم الصورة القاتمة للأوضاع في القطاع، وقد كانت قطر أولى الدول التي دخلت إلى القطاع، ولقد شاهدتم الوضع الكارثي في غزة.

مقرر الأمم المتحدة الخاص:

الأمن الغذائي مهم لتحقيق تغيير مستدام

قال سعادة الدكتور ميشيل فخري – مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء إن محور المؤتمر يأتي في وقت مناسب، حيث إن الجميع يركز على العدالة الغذائية منذ تفشي جائحة كوفيد-19 في العالم بشكل متزايد، ومع ضرورة الاستجابة لمتطلبات الناس وتعزيز الحق في الغذاء من خلال السياسات الوطنية والدولية. وأضاف: الأمن الغذائي مهم لتحقيق تغيير مستدام والتركيز على القضايا الإنسانية، ونوضح أن حقوق الإنسان عنصر مهم، وحقوق الإنسان هي جزء من الممارسات اليومية ويحتاج إلى تركيز بين الحكومات، للتعامل مع التعقيد الذي ينجم عن تحقيق العدالة الغذائية. وتابع: حقوق العمال وحقوق المرأة وحقوق الطفل تعتبر مهمة لتعزيز القدرات البشرية، كما أن العلاقة بين البشر والبيئة مهمة، فالناس يصبحون في أفضل حالاتهم عند تعزيز العلاقة مع البيئة، لذا يجب على كل القطاعات الاقتصادية أن تعمل لخدمة وتمكين هذه العلاقة، إضافة إلى الحكومات والشعوب. وأكد على أهمية أن تحظى الشعوب بالقدرة الكافية على تحقيق الأمن الغذائي، نظرًا لكونه يحقق مصيرهم، وعلى الحكومات أن تتعهد بتوفير الظروف لتمكين شعوبها من الوصول إلى طعام مفيد وبمتناول اليد لتعزيز الكرامة البشرية.

بيلوف شودري:

وجود ما يكفي من الغذاء لكل الناس .. حق أصيل

أكد سعادة السيد بيلوف شودري – مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دولة قطر على أهمية موضوع المؤتمر، وأن هناك حاجة ملحة لمواجهة التحديات العالمية التي تتعلق بالأمن الغذائي، وأنها من الأمور المهمة جدًا، معربًا عن أمله في الخروج بتوصيات فعالة من المؤتمر. وقال شودري: الحقوق المتعلقة بالطعام ووجود ما يكفي من الغذاء لكل الناس هو حق أصيل، فإذا تم انتهاك الحق في الطعام بأي طريقة، فهذا يهدد الأمن الاجتماعي كذلك، وكل الأمور الأخرى تهدد هذا العنصر، وأن الكثير من الفئات في العالم يعانون بسبب الأمن الغذائي.

وأضاف: تقرير أهداف التنمية المستدامة سلط الضوء على موضوع الأمن الغذائي، فهناك أكثر من 5 ملايين شخص يعانون من هذا الموضوع منذ 2005، ومع ارتفاع الغذاء في 2022، فإن 730 ألف شخص عانوا من الجوع، أو الوصول للطعام الكافي، حيث ارتفع هذا الرقم إلى 2.3 مليار شخص.