حوار- السيد بيومي:
قدَّمَ لاعبو المنتخب الأردني ملحمةً كُروية كبيرة، ونجحوا للمرّة الأولى في تاريخِهم في الوصول إلى المُباراة النهائيَّة لكأس آسيا بعد مشوارٍ حافلٍ خاضوا خلاله تحدياتٍ كبيرةً.. المشوار الأردنيّ انتقل من الشكّ في التأهل بعد اللَحاق بركب ثُمن النهائي من بوابة المركز الثالث إلى المجد الكُروي بالوصول للنّهائي من الباب الكبير، وعلى أنقاض الشمشون الكُوري بعد مباراة تاريخيَّة في نصف النهائي، تسيّدها النّشامى تمامًا، منذ بدايتها لنهايتها، واستطاع أبطال الأردن أن يضعوا سون ورفاقه في مأزِق كُروي انتهى بهم عند تلك النقطة، بينما واصل المُنتخب العربي الشقيق الطريق نحوَ المشهد الختامي لكأس آسيا قطر 2023.
وكانَ المهاجم علي علوان المُنتقل حديثًا لصفوف نادي الخور قادمًا من الشمال، أحدَ أفراد الكتيبة الأردنيّة الواصلة للنهائي، ولعب دورًا مؤثرًا في تأهل منتخب بلاده واضطره تراكم الإنذارات للغياب عن مُباراة كوريا، لكنّه لم يغب عن المشاهد الاحتفاليّة بعد المُباراة، وكان ل الراية * الحوار التّالي مع المهاجم المتألّق، وإليكم تفاصيلَه في السّطور التالية:
— في البداية، صفْ لنا مشاعرَكم في تلك اللحظة؟
لن أكون مبالغًا أو كاذبًا إذا قلت إنها لحظةٌ تاريخيةٌ بكل ما تحمله الكلمة من معنًى، فنحن كلاعبين عشنا الحُلم ومشيناه خطوةً خطوةً، وكلما عبرنا مرحلة، نظرنا إلى المرحلة التالية، والآن نحنُ نقفُ على أعتاب إنجاز تاريخي، لنا كلاعبين، وقبل ذلك لمُنتخب بلادنا، والذي يستحقّ أن نكون في مكانة متقدمة.
— يعني هذا أنكم لم تكونوا تخطّطون للوصول للنهائي؟
لا يوجد تخطيط بالمعنى الحَرفيّ، ولكنها كانت آمالًا وطموحات، وعملًا دؤوبًا من الجميع، وتعاهدنا في البداية على أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل إسعاد جماهيرنا، والحمد لله كان التوفيق حليفَنا، وتكلّل مجهودنا بالوصول إلى المُباراة النهائيّة.
الطريق الصعب
— وهل كان الطريق صعبًا؟
بكلِّ تأكيدٍ، فنحنُ كنَّا في مجموعةٍ صعبةٍ ومعقدةٍ، والدليل أنَّ حساباتِ التأهّلِ لم تحسمْ إلّا في اللحظات الأخيرة، وكانت الترشيحات تصبُّ في البداية في صالح المُنتخبِ الكوري، ولكن عندما واجهناهم في الدور الأول كنّا الأفضل، وهم مَن تعادلوا معنا، واستطعنا في تلك المباراة أن نقول؛ إننا نمتلك كل مقومات المنافسة، وقبل ذلك فزنا على المُنتخب الماليزي، لكنّه رغم ذلك أدَّى أداءً جيّدًا، وفي مُباراتنا مع البحرين كان التأهل مضمونًا، ولذلك تراجعنا بعضَ الشيء، والحمد لله أنّنا عندما عبرنا للدور الثّاني كشفنا عن الوجه الحقيقيّ للمُنتخب الأردنيّ.
— بالمُناسبة هل انتابكم الشكّ في المواصلة بعد تلك المباراة؟
كما قلتُ لك؛ إنّها كانتْ مجموعةً معقّدةً، لكنّنا عندما حسمنا التأهّل كان الجميع يركّز على أن نكونَ في الموعد في المُباريات الإقصائية، والحمد لله، نجحنا في ذلك رغم صعوبته، وها نحن قد وضعنا قدمَنا في المباراة النهائية.
المشاركة والغياب
— في مباراة طاجيكستان حصلت على إنذار، وغبت عن مباراة كوريا هل شعرت بالحزن؟
أبدًا فأي 11 لاعبًا سيشاركون سيكونون على قدر المسؤولية، وكلنا على قلب رجل واحد، وسواء لعبت أم لم ألعب أكون راضيًا وداعمًا، ويكفيني شرف التواجد في قائمة المُنتخب، وتحت أمر الجهاز الفني في أي وقتٍ.. حتى لو لم يكن الغياب بسبب الإنذارات، فرؤية الجهاز الفني جديرة بالاحترام، وكلنا نعمل بروح واحدة، وتحت شعار المنتخب الأردنيّ.
— وهل تتمنّى المشاركة في المباراة النهائية؟
طبعًا.. وهو حُلم لكلّ لاعب، ولكن كما أسلفت لك فأنا مجرّد عنصر في الفريق ولي دور يراه المدرب، وهو من يحدّده سواء في الواجبات المكلف بها أو التوقيت، ولكن في النهاية ما يهمّني هو الفوز، وتحقيق الإنجاز مع زملائي بالفريق.
الحُسين عُموتة
— كابتن علي.. ما هي كلمة السرّ في تألق النشامى؟
هناك أكثر من كلمة، فقبل كل شيء جماهيرنا الوفية التي تتفانى في تشجيعِنا وتمثل الوَقود الذي يشعل نيران الحماس داخلنا، ويجعلنا نقاتلُ من أجل إسعادِهم، وهم قدّموا على مدار البطولة ما يمكن أن نطلقَ عليه ظاهرةً فريدةً، ولهم كل الشكر، ونتمنى أن نوفّق في إسعادهم في النهاية، والحمد لله الكل يقفُ خلف المنتخب، بكل ما أُوتي من قوة.
— وماذا عن اللاعبين؟
نحن نعمل لرفع اسم بلدنا عاليًا، ونؤمن أيضًا بقدراتنا وإمكاناتنا التي تؤهلنا لمقارعة الكبار، وهذا الجيل كان محظوظًا بالظروف التي سنحت لنا في نسخة الدوحة، وسعداء بكوننا عوّضنا أجيالًا عظيمةً مثّلت الكرة الأردنية، لكنها لم تكن موفقةً بالوصول إلى ما وصلنا إليه.
— وماذا عن الكابتن الحُسين عموتة؟
رغم أنَّ شهادتي قد تكون مجروحة، ولكنه مثال واضح على الانضباط والالتزام، ويبذل مجهودًا كبيرًا، ويسعى دومًا للأفضل، وهو كذلك يرفع شعار الاحترام لكافّة عناصر الفريق، ورغم أنه جاء في وقت صعب، ولم تكن النتائج كما نتمنّى إلا أنّه نجحَ في قيادة الفريق للمباراة النهائية، بجانب المستوى المتميز الذي أشادَ به الجميعُ.
— إذن تجاوزتم المرحلة الصعبة مع المدرب؟
في البداية، لم يكن هناك تفاهم بيننا، لكن الآن الوضع اختلف، وأدركنا حجم المجهود الذي يبذله، وفهمنا طريقة تفكيره ونتحسن سويًا يومًا بعد آخر، ومن وجهة نظري، أنه من أفضل المدربين الذين مرّوا على المنتخب الأردني، وإن شاء الله، يمكننا أن نكتب التاريخ سويًا، ولا يتوقف حُلمنا عند التأهل النهائي.
— كلمة أخيرة
أوجّهها إلى الجماهير الوفية، وأقول لهم: كنتم خلفنا دومًا، ونحن عازمون على مواصلة المشوار سويًا، وأن نُهدي لكم اللقب كأقل هدية، وإن شاء الله نكون دومًا على منصات التتويج.