متابعة- صابر الغراوي:
بطولة أمم آسيا قطر 2023 هي بطولة النجوم، لأنها شهدت لمعانَ وبريقَ عددٍ كبيرٍ من اللاعبين الذين تألقوا بشكل لافت، وقادوا منتخباتهم لتحقيق النجاحات المتتالية في هذه البطولة، بسبب الأداء المُتميز والروح القتالية والفنيات العالية التي يتمتع بها هؤلاء النجوم.
ولا خلاف على أن الثنائي أكرم عفيف قائد خط هجوم منتخبنا الوطني، ولاعب نادي السد، وموسى التعمري مهاجم منتخب الأردن ولاعب نادي مونبيليه الفرنسي أصبحا الأفضل على الإطلاق في البطولة، وهما الآن يتصدران قائمة الأفضل في هذا التجمع الآسيوي الكبير.
قائمة طويلة
وإذا أردنا أن نستعرض هذه القائمة فإنها تمتد لتشمل العديد من الأسماء، منها أسماء ودعت البطولة بالفعل مثل النجم العراقي أيمن حسين الذي لا يزال يتصدر قائمة الهدافين حتى الآن برصيد ستة أهداف، ومعه أيضًا النجم الياباني أياسي يويدا (25 عامًا) لاعب نادي فينورد روتردام الهولندي، الذي ظل يزاحم بدوره على لقب هداف البطولة حتى ودع «الكمبيوتر» المنافسات.
ولايمكن أن ننسى أيضًا المستوى الذي قدمه هيونج مين سون لاعب نادي توتنهام الإنجليزي، الذي ودع البطولة أيضًا من الدور نصف النهائي.
وحتى فيما يخص لاعبي منتخبيْ قطر والأردن فإن هناك العديد من الأسماء التي تستحق الدخول في قائمة الأفضل في هذه البطولة نذكر منهم -على سبيل المثال لا الحصر- لوكاس مينديز مدافع منتخبنا الوطني ويزن النعيمات مهاجم المنتخب الأردني.
جهد استثنائي
ورغم أهمية الدور الذي لعبه كل هؤلاء مع منتخباتهم، إلا أن ما قدمه الثنائي عفيف والتعمري يُعد جهدًا استثنائيًا وعملًا جبارًا لأن كلًا منهما لعب دور البطولة في تأهل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية.
والحقيقة أن اقتصار المنافسة بين هذيْن اللاعبيْن على لقب الأفضل في البطولة ليس فقط بسبب أن كلًا منهما قاد منتخب بلاده إلى المباراة النهائية، ولا حتى بسبب تسجيل كل منهما في مباراة الدور قبل النهائي، ولكن أيضًا لأن كلًا منهما قدم مستويات استثنائية جعلته يتصدر قائمة الهدافين في منتخب بلاده، فضلًا عن الجُهد الفردي الرائع الذي قدمه كل منهما والعمل الجماعي الكبير لكليهما. وتتعلق آمال جماهير المنتخبين بقدمي ورأسي هذين النجمين الذين يحملان هذه الآمال على عاتقيهما من أجل العبور بها نحو اللقب الكبير.
ترجمة الخطط
وإذا كانت هذه الجماهيرُ تعوّل كثيرًا على الأجهزة الفنية في وضع الخطط المُناسبة والترتيبات اللازمة من أجل تجهيز الفريق لموقعة النهائي، فإنها تنتظر من نجمها البارز ترجمة هذه الخطط على أرض الواقع ورسم ابتسامة عريضة على وجوه المشجعين، من خلال بذل أقصى الجهود الممكنة في المباراة حتى تتحقق أمنية التتويج باللقب.
والواقع الرقمي يؤكد وجود أفضلية نسبية لصالح أكرم عفيف على حساب موسى التعمري باعتبار أنه ساهم حتى الآن في ثمانية أهداف خلال هذه البطولة حيث أحرز خمسة أهداف وصنع ثلاثة أهداف أخرى، بينما نجح موسى التعمري في إحراز ثلاثة أهداف.
مستوى رائع
وتعتبر نجاحات أكرم عفيف في هذه النسخة استكمالًا للمستوى الرائع الذي قدمه في النسخة الماضية من أمم آسيا التي أقيمت في الإمارات عام 2019، وأحرز فيها عفيف هدفًا واحدًا وصنع عشرة أهداف دفعة واحدة.
والخلاصة التي يجب أن نذكرها هو أن أكرم عفيف نجم هجوم منتخبنا الوطني هو الأقرب حاليًا لنيل لقب أفضل لاعب في البطولة، ولكنه في الوقت نفسه يجد مزاحمة قوية من النجم الأردني موسى التعمري، كما أن الموقعة النهائية التي ستقام مساء اليوم ستلعب دورًا مهمًا في ترجيح كفة أحدهما على حساب الآخر، باعتبار أن الأمتار الأخيرة تحتاج لتركيز مضاعف منهما، ويعلم الجميع أن أيًا منهما إذا كان في حالته خلال لقاء اليوم فإنه سيتمكن من قيادة منتخب بلاده إلى التتويج بلقب بطولة أمم آسيا في نسختها الثامنة عشرة.