الباب المفتوح … صناعة مساحة العمل العربي المشترك في إدارة الصراع مع إسرائيل
على اختلاف تفاصيل ومكونات السياسة العربية في دول الطوق و الخليج العربي، إلا أن استراتيجية المشروع العربي في إدارة الصراع واحدة، وهي تحقيق حالة من التوازن تحقق قيام دولة فلسطينية حسب قرارات مجلس الأمن وحسب اتفاقات السلام المُبرمة، هذا الطرح العربي واضح منذ زمن، أما في هذا المبحث نود طرح تفاصيل المستجدات المؤثرة على السياسة العربية في ظل الحرب القائمة و تداعياتها على السياسة الدولية، وبنفس الوقت التركيز على مساحة التوافق العربي لتحقيق مصالح مشتركة مشتقة من إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، بداية مع منطقة الخليج وتنقسم مستجدات صناعة القرار إلى قسمين: الأول تطور العلاقة مع إيران كجار استراتيجي جغرافيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وعلى مستوى بناء حالة تعددية مساقات التحالفات الدولية، وحالة الاستقطاب الدولي، وثانيًا المصلحة (متعددة الجوانب) المُتحققة من تفعيل حالة الاستقرار مع رسم خطوط قيام الدولة الفلسطينية، وما يتبعها من اعتراف بإسرائيل، وكلا المحورين حدث عليهما تغيُّر و تطوُّر كبيران خلال الأشهر الأربعة الماضية، و ظهر ذلك جليًا في تصريحات بيان الخارجية السعودية حول أهمية قيام دولة فلسطين، وما يترتب عليها، من الجانب الآخر تأتي دول الطوق، طبعًا لكل دولة حساباتها ومصالحها والضغوط التي تُمارَس عليها ومساحة الحركة التي تعمل بها، وشاهدُ الطرح في هذه النقطة تحديدًا وكلمةُ السر هي (مساحة الحركة) وكيف ترسم هذه المساحة لكل دولة، وماهي مكوناتها وكيف تتعامل معها الولايات المتحدة، هذه المساحة تأتي من تنافس قطبين داخل الدولة، الأول هو النفوذ الأمريكي المبني على اعتماد الدولة عليها سواء ماليًا بشكل مباشر أو اقتصاديًا كميزان تجارة تفضيلي، أو مساعدات عسكرية أو مدنية و ما يتبع ذلك من نفوذ مُتشعب، والقطب المقابل هو حجم الضغط الشعبي داخل هذه الدول ومكوناتها السياسية من جماعات أو أحزاب أو كتل سياسية، مؤثرة، علمًا أن هذه الكتل السياسية والشعبية تستمد صلاحيتها من خلال دعم الرأي العام الشعبي داخل الدولة، وبالتالي فإنها -براغماتيًا- تعمل على دعمه، والنتيجة أنه في ظل استمرار الحرب الشرسة على غزة و فلسطين والمُمارسات الخارقة لكل مكونات القانون الدولي والإنساني والمعاهدات الدولية التي يمارسها جيشُ الاحتلال في فلسطين، فقد زادت مساحةُ الضغط والحركة الشعبية داخل دول الطوق على حساب عنصر المساعدات والنفوذ السياسي، والنتيجة هي زيادة (مساحة الحركة) وهي كلمة السر كما قلنا لدى هذه الدول، والنتيجة المُراد تقديمها من هذا الطرح هي -بالإشارة لما ذكرناه سابقًا حول مكونات مساحة العمل العربي المُشترك- وجود بيئة و مُناخ مناسبين، إقليميًا وعالميًا لزيادة هذه المساحة المُشتركة للعمل العربي لتحقيق مصالح استراتيجية في غاية الأهمية والقيمة للحكومات العربية والشعوب العربية على حد سواء، من خلال العمل الجاد والحقيقي و المسؤول لإيقاف الحرب وإحلال السلام، وقيام دولة فلسطينية حسب قرارات مجلس الأمن والأمم المُتحدة، وطبعًا بناء استراتيجية جديدة لإدارة الصراع مع إسرائيل.