المنتدى

قطر.. الروعة والإبهار

بقلم/بابكر عيسى أحمد:

 انشغالي بتطورات الأحداث في غزة والسودان حرمني من الكتابة عن تصفيات بطولة كأس آسيا قطر 2023، التي استضافتها دولة قطر بكل جدارة واقتدار، وليس غريبًا على قطر هذا الإبهار الذي أذهلت به الجماهير العربية والآسيوية، وانتهى بتتويج قطر للمرة الثانية على التوالي (2019-2023) بطلًا على آسيا، في مهرجان كروي رائع تداعت له الجماهير من كل مكان معبرة عن فرحتها بهذا التألق والبهاء، الذي ترجمته قطر على أرض الواقع.

الرائع في هذه الملحمة الكروية الزاهية أنها كانت عربية –عربية، بين فريق النشامى الأردني الناهض والمنتخب القطري المقتدر، وشهدها جمعٌ غفيرٌ من الجماهير التي ازدحمت بها جنبات استاد لوسيل الذي شهد أحداثًا عظيمة خلال مونديال قطر 2022، الذي ترك بصمات ما زالت عالقة في أذهان الجماهير التي تزاحمت على قطر من جميع أنحاء العالم.

ما زال عبقُ ذلك الحدث يعطرُ سماء العالم العربي والشرق الأوسط، حيث كانت قطر أول دولة عربية تستضيف مثل هذا الحدث العالمي الذي تُوج بفوز الأرجنتين بجدارة بكأس العالم لكرة القدم وتسلّم اللاعب الأسطوري المبدع ميسي الكأس، كما ارتدى بشتًا عربيًا أهداه إياه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تقديرًا للأرجنتين على إثراء تلك البطولة الفريدة والمبهجة والرائعة.

مثلما حدث بالأمس ارتدى كابتن المنتخب القطري الذي تُوج بالكأس الآسيوية، ذات البشت العربي الذي يعكس الأصالة والإباء والعنفوان، وصفقت الجماهير طويلًا للاعب المبدع أكرم عفيف بعد تتويجه هدافًا للبطولة وأحسن لاعب، كما تُوج مشعل برشم ذلك الشاب الفتيّ الذي ذاد بشهامة ورجولة وإبداع عن مرمى المنتخب العنابي بجائزة أحسن حارس مرمى في البطولة الآسيوية الثامنة عشرة، التي شارك فيها نحو أربعة وعشرين منتخبًا آسيويًا.

الإبهار ليس جديدًا على قطر، ففي جميع الأحداث الرياضية المُختلفة والإبداعات الإنسانية المتنوعة، تكون في الصدارة تحت الرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

وحمدًا لله أنني عايشت تلك السنوات العامرة بالعطاء، والقادرة على مواجهة كافة التحديات على مُختلف الصُعد إلى أن نهضت قطر بكل جدارة واستحقاق تمثلُ شعلة مُتوهجة في سماء الخليج العربي.

ما زلت عند اعتقادي أن مسيرة قطر يجب أن يُوثقَ لها بشكل حضاري يغطي معظم إسهاماتها في مختلف الميادين والمجالات السياسية والدبلوماسية والإنسانية، وأن تدرس سياستها الخارجية التي تدعو للسلام وتعتمد الحوار والتعايش السلمي كأساس لعلاقات الجوار والعلاقات الإنسانية بين الدول من أجل الأمن والاستقرار ورفاهية كل الشعوب، بعيدًا عن الاحتراب والموت المجاني والعبث بمقدرات الأمم والشعوب.

الرياضة هي رسالة حُب بين الشعوب حيث التضامن والتسامح والتنافس بندية واحترام في ظل احترام القوانين واللوائح المُنظمة لكافة الفعاليات الرياضية، والتركيز على ما هو ثقافي يجمع بين الشعوب ويعكس التنوع لإثراء الواقع وتسطير صفحة جديدة في علاقات الشعوب، بعيدًا عن العنف والكراهية واحتقار الآخر وشطبه من خريطة الوجود.

نسأل الله أن يحفظ قطرً أميرًا وحكومةً وشعبًا، وأن تنعم بالأمن والاستقرار والسلام، فقطر هي واحة للسلام، ويد ممدودة للجميع في مواجهة المحن الإنسانية والسياسية، كما أنها مرآة تعكسُ تطلعَ الإنسان العربي والمسلم إلى الارتقاء بإنسانيته، وأن تواصل السير في ذات الطريق الذي اختطته لنفسها من أجل حاضرها ومستقبلِها ومن أجل الإنسان في كل مكان ذلك الإنسان المتطلع للحرية والسلام والعدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X