الرياضة تُعزِّز الاستقرار الأسري الرياضة والصحة النفسية

إن الأسرةَ هي أهم عوامل التنشئة الاجتماعيّة للطفل، إذ تعتبر الأسرة المُمثلة الأولى للثقافة وأقوى الجماعات تأثيرًا لسلوك الطفل، فالآباء يُحاولون تنشئة أطفالهم اجتماعيًا بتحديد ما يجب أن يؤدّيه الطفل، هذه المُحاولات تتأثر بالإمكانات الاجتماعيّة التي تعيش فيها الأسرة، فبعض نماذج السلوك التي يتعلمها الطفل من الأسرة تكون مُميّزة للثقافة، فمن خلال التفاعل بين أعضاء أفراد الأسرة يتعلم الطفل القيم والعواطف والمكانة الاجتماعيّة المُتوقعة.

لا تقتصر وظيفة الأسرة في الإنجاب فقط، وإنما تتعدّى ذلك لما هو أسمى وأرقى، فهي تعتبر الحلقة الهامة والأساسية في بناء مُجتمع ما، فإن صلحت صلح المُجتمع كله، وإن فسدت فسد المُجتمع بأسره، لما لها من دور تربوي وتثقيفي وتعليمي وترفيهي لمُختلف أفرادها الذين يُكوّنون المُجتمع الكبير.

فالأسرةُ هي الخليةُ التي يتكوّن منها نسيج المُجتمع، كما أنها الوسط الطبيعي الذي يتعهد الإنسان بالحماية والرعاية منذ سنوات عمره.

كما أن هناك طرقًا تُساهم في التنشئة الصحيحة للفرد من خلال المُساهمة الفعالة في تربية النشء الصالح، وتعتبر كمؤسسات للتنشئة الاجتماعية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الأندية والمؤسسات الرياضية التي تُعنى بالأنشطة البدنية الرياضية التنافسية والتربوية والترفيهية بمُختلِف أشكالها، حيث يميل إليها الإنسانُ بمُختلف فئاته العمرية، فهي تمنحه نوعًا من المتعة والرفاهية الكامنة في ذاته، كما أنها تُجدّد طاقته الداخلية التي تُساعده على الاستمرار بكامل قواه العقلية والبدنية والروحية، بالإضافة إلى الترويح والترفيه عن النفس والابتعاد عن جو العمل المُتعب والملل الذي ينجم عن مُختلِف المُمارسات اليوميّة الضروريّة لحياة الفرد.

للرياضة أهميةٌ كبيرةٌ، ليس فقط في الحفاظ على لياقتنا البدنية، بل لها أيضًا تأثيرٌ إيجابيٌ كبيرٌ لتهذيب السلوك، وتجنب السلوكيات الخطرة خاصة بالنسبة لليافعين، فمن شأن الرياضة أن تُجنّبهم السلوكيات الضارة مثل التدخين، وغيرها، فضلًا عن أن مُمارسة الرياضة تُساعد الفرد على تفريغ الطاقة السلبية، وتجعله ينشغل بأمورٍ إيجابية، وتُعد بديلًا عن استخدام الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، التي انتشرت بشكل كبير، وقد تؤثّر سلبًا على صحة الأطفال واليافعين.

فتأثير الأسرة يظهر على الطفل بوضوح وخصوصًا في تنمية القدرات الحركيّة والرغبة في الاهتمام بالنشاط الرياضي.

الرياضة والصحة النفسية

تلعبُ الرياضةُ دورًا أساسيًا في تعزيز الصحة العامة للشخص بما في ذلك الجسديّة والنفسيّة، والحفاظ على مُستوى لياقته البدنيّة، ما يتسبب في شعوره بسعادة أعلى وتوترٍ أقل، في المُقابل يُمكن أن تتسببَ الرياضة في حدوث أضرار وآثار جانبية أخرى تؤثر في الصحة النفسيّة.

ونرغب جميعًا في التمتّع بجسم ذي صحة جيدة، وهو ما يستوجب اتباع نظام غذائي سليم والمواظبة على مُمارسة الرياضة. مع ذلك، يواجه الكثير منا مُشكلةً في إيجاد الدوافع التي تُشجعهم على الالتزام بالتمرينات الرياضية والقيام بها بشكل دوري.

وقد يحرصُ الكثيرون على مُمارسة التمارين الرياضيّة لمجرد الحصول على جسم صحي، غير أنهم لا يعلمون إلا القليل عن فوائد مُمارسة الرياضة، فهي لا تقتصر فقط على تحسين الصحة البدنيّة، لكنها تنعكس أيضًا على الصحة النفسية.

وقد تُساعد التمارين الرياضيّة على تنظيم الهرمونات الأساسية في المخ، التي تُسهم في تحسين الذاكرة والتركيز، وتُحسّن الوظائف الإدراكية، وتُتيح النوم الصحي، وتُعزّز الصحة العامة للمخ.

كما أن الرياضة تُقلل من مُستويات التوتر والإجهاد النفسي من خلال تأثيرها الإيجابي على مُستويات السيروتونين وهي مادة كيميائية تُساعد على تنظيم الصحة النفسية، وتُحفز الناقل العصبي نورابينفرين الذي يُحسّن المِزاج.

كما تُساهمُ الرياضةُ في إفراز الأندورفين، وهي مادة كيميائية طبيعية في الجسم تُقلل من مُستويات هرمون التوتر وتُقلل أيضًا من مُستويات الاكتئاب والقلق.

كما أن الرياضة لها دور كبير في احترام الشخص لذاته، وهذا يُساعد في التعامل بشكل أفضل مع التوتّر وتحسين العَلاقات الاجتماعيّة مع الآخرين.

ولها دور أيضًا في تحسين النوم، وتعزيز المرونة والتعاطف والثقة، وتُساعد أيضًا على زيادة الأداء البدني والإبداع والتطوّر المعرفي والتنظيم الذاتي.

وفي المُقابل فإن قلة النشاط البدني ترتبط أكثر بمشاعر وأعراض نفسيّة سلبيّة. هذه التأثيرات المُتنوّعة أكدتها العديد من الدراسات والأبحاث المَيدانية التي أوضحت أيضًا أن الكثير من الأعراض النفسية السلبية مثل القلق والحزن والآلام النفسية الجسدية تنخفض بعد مُمارسة التمرينات الرياضيّة تدريجيًا، على الرغم من كون هذا الانخفاض يختلف من فرد لآخر، ومن سياق لآخر. ومن هنا فالمطلوب من الفرد أن يهتمَ بمُمارسة نشاط رياضي مُعين، وأن يجدَ لذلك الوقت الكافي.

 مُستشارك الأسري: سلوك العصبية

هل يمكن للرجل العصبي الذي يخرج عن شعوره لأتفه الأسباب أن يتغيّرَ؟ أم أن هذا طبع لا يُمكن تغييره؟ وهل الأفضل للبنت المخطوبة تركه قبل الزواج رغم عقد القران؟ أم أنه من المُمكن أن يتغيّر؟

أختكم أم فهد.

الإجابة /‏‏‏‏

الشخص العصبي الذي يخرج عن شعوره بسرعة جدًا، غير قادر على ضبط نفسه، وقد تخرج منه كلمات دون أن يشعرَ، فهو شخص حساس يغضب من بعض المواقف التي يعتبرها البعض مواقف عادية.

نقول للبنت المخطوبة التي عُقد قرانها من هذا الشخص العصبي: إذا كان بينكما حب ومودة ورحمة، فمن الأفضل ألا تفسخ العقد، وأن توجّهَ اهتمامها وعنايتها بما هو أهم لحياتها الزوجية ولاستمرارها، فتتخلص أولًا من تفكيرها السلبي في الطلاق، والتذمّر المُستمر من طباع الزوج وتصرّفاته، وتُركز على الحفاظ على بيتها وأسرتها وزوجها.

ولا بدّ أن ترتقي بفكرها وبأسلوبها وبإحساسها لمُستوى أعمق وأعظم في حوارها ونقاشها، لا تغضب لغضبه، ولا يعلو صوتها لارتفاع صوته، بل يجب أن تكونَ دائمًا الوجه المُشرق الذي يُقابل الغروب ويتحدّاه، ويُقاوم قسوته وشدته وحدة مِزاجه بسلاح الذكاء، فالرجل يحب الزوجة الحكيمة والذكية التي تستطيع أن تفهمَ كل ما يصدر عنه، وتُبرّر له ولو كان ليس لديه مُبرّر يُقدّمه لها، فتصمت لصمته، وتُنصت لكلامه، وتُهدئ من ثورته وجموحه، وعندها استعداد دائم للعطاء.

كما يحتاج منها إلى التحلّي والصبر والإنصات إلى حديثه وعدم إظهار أي سخرية أو اعتراض على كلامه، والابتعاد عن التوتر والقلق وكثرة الكلام.

وإذا كانت نظرة البنت إلى خطيبها بالنظرة السلبية فقط، فهذا سيؤثر على حياتها الزوجية، فالعصبية سلوك موجود في الزوج، وحتى تغيّر هذه النظرة التشاؤمية فعليها أن تسأل أيضًا عن الأشياء التي تُسعدها مع زوجها في حياتها الزوجية، وما هي الإيجابيات التي يتحلّى بها زوجها، فقد تكون هذه دافعًا لاستمرار الحياة الزوجية، فقد تكون المرأة عصبية، ويكون الزوجُ هادئًا، والحياة الزوجيّة تستمر، وقد يكون العكس كذلك، والحياة الزوجية تستمر، وكل منهما يتعايش مع الآخر.

والزوج العصبي يتغيّر حسب ذكاء الزوجة وفطنتها وتعاملها معه، ولا بد للزوج أيضًا أن تكونَ لديه الرغبة والإرادة القوية في الابتعاد عن العصبية والتخلّص من هذا السلوك الخاطئ، ولا بد أن تكونَ البيئة التي يعيش فيها تتحلّى بالهدوء والاستقرار النفسي، ودائمًا أقول وأكرر، لأختي الفاضلة، إنها تحتاج إلى ذكاء وفطنة الزوجة في التعامل مع زوجها.

وتُحاول أن تُفعِّلَ دور الحوار الأسري في حياتها وتجلس معه فترات طويلة، تتعود على وجودها معه في كل اللحظات، لتتعود على حياته وأسلوبه وطباعه المُختلفة. زوجها يحتاج منها إلى أن تُنصتَ إليه بوعي وذكاء وإدراك تام لمُحيطه ولعالمه.

وتستخدم معه قدراتها وإمكاناتها كأنثى جميلة في روحها وفي مشاعرها، وفي تصرفاتها، فتنجح بإذن الله تعالى في امتلاك قلبه، بإرضائه وطاعته في غير معصية، وبإسعاده بالانسجام مع اختياراته وتلبية رغباته الطبيعيّة بقدر وسعها وطاقتها، حينها ستجد زوجها يتغيّر في تصرفاته وأفعاله.

ويجب أيضًا أن تجلسَ وزوجها مع مُستشار أو مُستشارة نفسية في مركز الاستشارات العائليّة، من أجل منحهما آليةَ التعامل مع بعضهما، وهذه القواعد تُعطى لكل المُقبلين والمُقبلات على الزواج.

كما أنصحك أختي السائلة أن توجهي المُقبلة على الزواج بعد هذه الاستشارة، أن تُصلي أيضًا صلاة الاستخارة مرة أخرى، إذا اطمأنت إلى هذا الزوج وارتاحت تسير على بركة الله، وتسعى للنجاح داخل بيتها ومع زوجها فتُحسن إدارة حياتها ماديًا ومعنويًا بعدل وإنصاف، وأن تعرفَ كيف تحتوى زوجها فى معظم الظروف، وفي كل الأوقات، فلا تظهر أمامه بمظهر الضعف والفشل والتذمّر والشقاء، لأن الزوج يحب أن تكونَ زوجته سندًا لظهره وراحةً لنفسه، وأمانًا له في سره وعلنه.

همسات:

– مُمارسة الرياضة تزيد قدرةَ الفرد على التركيز والانتباه والإدراك والمُلاحظة، والتصوّر، والتخيّل، والابتكار.

– الأفراد الذين يُمارسون الرياضة يشعرون ببهجة الحياة.

– مُمارسة الرياضة تزيدك ثقة بالنفس، وتُعطيك قدرة أكثر على التفوّق.

– مُمارسة الرياضة تُساعدك على تحقيق التكيّف الاجتماعي والنفسي داخل أسرتك ومُجتمعك ووطنك.

– مُمارستك للرياضة تُعلمك المُثابرة وعدم الاستسلام ومواجهة الواقع مهما كان نوعه.

– الرياضة تُعزّز العافية النفسية، وتُقلل من الكرب، والقلق، والشعور بالاكتئاب، والوَحْدَة.

– الانتظام في مُمارسة التمارين الرياضيّة ولو كانت خفيفة يُساعد على الرفع من درجة شعور الفرد بقدراته البدنية والتفاعلية.

– مُمارسة التمارين الرياضيّة تزيد من درجة احترام الفرد لذاته والرضا عنها.

التفكير الإيجابي:

– الحفاظُ على نظام غذائي مُتوازن ومُمارسة الرياضة.

– الخروج في نزهة ضمن مجموعة.

– تعلمْ طرقًا للحفاظ على المواقف الإيجابيّة.

– مارس عادات النوم الجيّدة.

– تحدّث عن مشاعرك مع شخصٍ تثق فيه.

– تحدث إلى شخص ما حول ما تشعر به.