اختتام أعمال النسخة الرابعة لمؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة لعام 2024
الدوحة – قنا:
اختتمت اليوم فعاليات النسخة الرابعة لمؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة 2024، تحت شعار “الاستدامة.. إرثنا للأجيال القادمة”، والذي نظمته وزارة البلدية، تحت رعاية سعادة السيد عبدالله بن حمد بن عبدالله العطية وزير البلدية، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجال إعادة التدوير والاستدامة من داخل دولة قطر وخارجها.
ونظم على هامش المؤتمر الذي عقد على مدار يومين، (11) جلسة حوارية بمشاركة (47) متحدثا، حول السبل المثلى والفعالة لإدارة النفايات وإعادة التدوير وتكريس الاستدامة كخيار في دولة قطر.
وشهد اليوم الثاني والختامي للمؤتمر عقد 5 جلسات نقاشية، استعرض خلالها المشاركون عدة أبحاث علمية وتجارب ناجحة في مجال إعادة التدوير والاستدامة، حيث ركزت الجلسة الأولى على “إعادة التدوير في المدن الذكية” وما تمثله من تحول كبير نحو نظام إدارة نفايات أكثر استدامة وفعالية من حيث الموارد.
وتطرقت الجلسة إلى العديد من الموضوعات بما في ذلك استغلال التكنولوجيا والبيانات والحلول المبتكرة التي تمكن من تحسين معدلات إعادة التدوير بشكل كبير في المدن الذكية، إلى جانب تقليل تأثيرها البيئي، وخلق اقتصاد قائم على التدوير.
واستعرضت الجلسة الثانية خبرات القطاع الخاص في مجال التدوير والاستدامة، وتطرقت إلى المعارف والخبرات والقدرات التي اكتسبتها الشركات الخاصة من خلال مشاركتها في مبادرات إعادة التدوير والاستدامة بدءا من جمع النفايات ومعالجتها، مرورا بتطوير تقنيات وحلول مبتكرة لاسترداد وإعادة استخدام الموارد.
وأشاد المتحدثون بدور القطاع الخاص في مجال إعادة التدوير والاستدامة لبناء مستقبل أكثر استدامة، فيما أكد المشاركون أنه يمكن للشركات الخاصة أن تلعب دورا حاسما في تحسين نظم إدارة النفايات، وتعزيز التطورات التكنولوجية، وخلق اقتصاد دائري تستخدم من خلاله الموارد بكفاءة، ويتحقق معه تقليل النفايات.
وسلطت الجلسة الثالثة الضوء على “كيفية تسويق المنتجات المعاد تدويرها”، إذ تطرق المتحدثون إلى الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة لتعزيز جمع ومعالجة واستخدام المواد التي يمكن إعادة تدويرها، وتناولوا أيضا الدور الحاسم الذي يلعبه تسويق المواد القابلة لإعادة التدوير في تعزيز عمليات إعادة التدوير وتعزيز بناء مجتمع أكثر استدامة، مؤكدين ضرورة خلق وعي وطلب وقيمة لهذه المواد عند المستهلكين والشركات بما يساعد على الانتقال إلى اقتصاد دائري حيث ينظر إلى النفايات على أنها موارد.
وركزت الجلسة الرابعة على الذكاء الاصطناعي والوسائل التكنولوجية في مجال إعادة التدوير، وتحسين كفاءة وتنوع مختلف العمليات، مما يؤدي إلى رفع الكفاءة وزيادة الدقة وتحسين الاستدامة، حيث أشار المتحدثون إلى التطبيقات الرئيسية بما في ذلك فرز وتحديد النفايات، وتحسين مسارات جمع النفايات، والصيانة الوقائية لمعدات معالجة النفايات، واسترجاع الموارد وإعادة استخدامها، إلى جانب تطوير استراتيجيات مستدامة لإدارة النفايات.
وفي هذا الصدد، ناقشت الجلسة الخامسة أفضل الطرق والتطورات في التعامل مع النفايات العضوية بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة، مع التركيز على التحولات الخضراء، حيث تطرق المتحدثون إلى التطبيقات الرئيسية ذات الصلة بما في ذلك التحلل اللاهوائي، وعمليات التحول الحراري للنفايات العضوية، وتربية يرقات الذبابة السوداء، ومصانع تكرير النفايات العضوية، مركزين في هذا المحور على السعي إلى وسائل فعالة ومستدامة ومبتكرة لتحويل النفايات العضوية إلى موارد قيمة، تسهم في خلق مستقبل أكثر خضرة واستدامة.
من جهتها، تطرقت الجلسة الأخيرة للمؤتمر إلى استراتيجيات تفادي إرسال النفايات إلى المكبات بشكل كامل والذي يشكل طموحا كبيرا نحو مستقبل أكثر استدامة، وذلك من خلال تعزيز منع النفايات، واسترداد الموارد، واستخدام حلول مبتكرة، حيث أكد السيد أحمد يوسف العمادي مدير إدارة الشؤون القانونية خلال جلسة عمل حول التجارب الناجحة للدول التي وضعت قوانين لإدارة النفايات، أن دولة قطر عملت على بلورة منظومة تشريعية شاملة ومتكاملة لإدارة النفايات تعكس التزامها التام بالحفاظ على البيئة ومجابهة مختلف التحديات التي تنتج عن انعكاسات التغير المناخي، لافتا إلى إصدار وزارة البلدية قرارا بحظر استعمال أكياس البلاستيك آحادي الاستعمال ذات الاستعمال الواحد في نقل المنتجات والبضائع بكافة أنواعها واستبدالها بالأكياس البلاستيكية الصديقة للبيئة.
واستعرض عددا من تجارب الدول الناجحة محليا ودوليا للتأكيد على فعالية القوانين واللوائح المصممة والمنفذة بشكل جيد في تحويل ممارسات إدارة النفايات وتحقيق نتائج إيجابية بيئية واقتصادية واجتماعية.
جدير بالذكر أن مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة قد حقق في النسخ الثلاث السابقة نجاحا مبهرا، مما جعل منه منصة محلية وإقليمية هامة في مناقشة القضايا المتعلقة بالحد والخفض والإدارة السليمة للنفايات وإعادة تدويرها، وتجمعا فكريا واستراتيجيا لتمكين أقطاب صناع القرار في مجال ترسيخ ثقافة الاستدامة وإدارة وإعادة تدوير النفايات، لتبادل الخبرات والأفكار وتجارب الشركات في هذه المجالات الهامة، فضلا عن كونه منصة متخصصة للخبراء لإيجاد أحدث الأساليب المعتمدة لإدارة ومعالجة النفايات، وداعما مهما لبناء جسور التعاون بين الأفراد والمجتمعات والحكومات من أجل الحفاظ على كوكب أكثر صحة واستدامة.
كما كرمت وزارة البلدية الشركاء والرعاة لمؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة في نسخته الرابعة، حيث قام المهندس أحمد محمد السادة وكيل الوزارة المساعد ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر والمعرض بتسليم دروع وشهادات التكريم للمكرمين والفائزين، بحضور عدد من مسؤولي الوزارة والمشاركين وطلاب وطالبات المدارس المشاركة بجائزة المبتكر الذكي.
وشمل التكريم الشركاء والرعاة للنسخة الرابعة من المؤتمر والمعرض وهم: اكسبو 2023 الدوحة (شريك استراتيجي)، شركة قطر للمواد الأولية (شريك ذهبي)، مجموعة شاطئ البحر (شريك بلاتيني)، شركة كيبل سيجرز إنجينيرج سنغافورة المحدودة (شريك فضي)، شركة المتحدة للتنمية والتطوير العقاري (شريك برونزي).
وكرم المهندس أحمد السادة رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة الرابع، الشركاء في جائزة المبتكر الذكي وهم: وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والنادي العلمي القطري، كما تم تكريم الفائزين بجائزة المبتكر الذكي وهم: مدرسة عائشة بنت أبي بكر الثانوية للبنات (المركز الأول)، ومدرسة حمد بن عبدالله بن جاسم الثانوية للبنين (المركز الثاني)، ومدرسة طارق بن زياد الثانوية للبنين (المركز الثالث.
وشمل التكريم أيضا الفائزين بالتصويت لأفضل مشروع للمبتكر الذكي وهم: مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا للبنين عن مشروع (نظام فرز النفايات الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي)، ومدرسة الخور الثانوية للبنات عن مشروع (حاويتك تساهم في تطور وطنك).
وتقدمت وزارة البلدية بخالص الشكر والتقدير لجميع الجهات والشركات والأفراد المشاركين في فعاليات مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة لعام 2024، الذي تحرص الوزارة على تنظيمه سنويا إيمانا منها بأهمية تبني ممارسات سليمة لإدارة النفايات، وإذكاء الوعي بأهمية الممارسات المستدامة والصديقة للبيئة.
وفي السياق ذاته، احتفلت وزارة البلدية بإطلاق جائزة المبتكر الذكي ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض إعادة التدوير والاستدامة الرابع، بالشراكة والتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والنادي العلمي القطري، بهدف توعية المجتمع بأهمية إعادة تدوير النفايات والاستدامة، في إطار الوزارة ممثلة بإدارة تدوير ومعالجة النفايات على تعزيز الشراكة المجتمعية من خلال الجمع بين البحث العلمي التقليدي وبين الجانب التكنولوجي الحديث المتمثل في الذكاء الاصطناعي.
وتهدف جائزة المبتكر الذكي للتعريف بالجهود المبذولة في وزارة البلدية واكتشاف المواهب الوطنية الشابة باعتبارهم ثروة المستقبل واستثمار طاقاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية تدوير النفايات والاستدامة والحفاظ على البيئة بشكل عام، وقد تم تدريب الطلاب والطالبات من خلال تقديم استشارات علمية وتقنية لهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبعد الإعلان عن الجائزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم للمسابقة 50 مدرسة وبعد إجراء عملية الفرز تم اختيار أفضل 10 مشاريع وعقد اجتماع تعريفي مع المدارس المشاركة ومن ثم الانتقال إلى مرحلة التنفيذ.