الدوحة – أحمد سيد:

عقدت شركة «كوشمان وویكفیلد – قطر» للاستشارات والخدمات العقارية، ندوة لإطلاق تقریرها السنوي عن أداء قطاع العقارات القطري، والتي شهدت حضورًا كبیرًا يعكس الاهتمام المتزاید بسوق العقارات في دولة قطر، وأهمیته كإحدى ركائز المنظومة الاقتصادیة للدولة.

وتركزت أحداث الندوة على عرض وتحلیل أداء سوق العقارات في قطر خلال سنة 2023، إلى جانب توقعات الأداء لسنة 2024 وما بعدها بناءً على أحدث اتجاهات السوق ومتطلباته، كما تطرقت «كوشمان وویكفیلد» للنتائج التي توصلت إلیها حول الفرص والمخاطر المتعلقة بالطلب العقاري الجدید في قطر مع التركیز على فرص التطویر العقاري المستقبلیة.

وأكد التقرير السنوي للشركة لعام 2023 أنه رغم وجود فجوة متزايدة في معدلات الإشغال بين المباني السكنية الجديدة والمباني القديمة، فإن معدلات الإشغال مرتفعة بشكل عام في مجمعات الفلل في جميع أنحاء الدوحة، مع نمو متزايد في الإيجارات خلال عام 2023. وقال إن إنشاء هيئة التنظيم العقاري في عام 2023، إلى جانب لوائح الإقراض العقاري المحدثة، من شأنها أن تساهم في زيادة الاستثمارات في قطاع العقارات في قطر على مدى السنوات المقبلة.

وأضاف أنه من المتوقع أن يوفر إطلاق البوابة العقارية الإلكترونية لوزارة البلدية والبيئة في شهر نوفمبر الماضي، والتي تسجل نشاط الإيجار والمبيعات، مستوى غير مسبوق من الشفافية لزيادة ثقة المستثمرين.

وأوضح أنه بعد طرح الوحدات السكنية في السوق والتي كانت محجوزة فترة مونديال كأس العالم، فقد شهد السوق تصحيحًا سعريًا لتهبط أسعار الإيجارات في الدوحة بشكل كبير خلال النصف الأول من العام الماضي، ثم تستقر الإيجارات السكنية خلال الأشهر الأخيرة.

وتشير إحصائيات كوشمان وويكفيلد إلى أن المعروض من الشقق والفلل في الدوحة قد نما إلى أكثر من 400 ألف وحدة بحلول عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب في المعروض قدره 6.2% على مدى العقد الماضي. وتتوقع أن تتباطأ وتيرة البناء الجديد إلى حد ما في السنوات المقبلة، مع تركز أكبر كمية من المساكن الجديدة في مختلف المناطق الرئيسية في لوسيل.

الوحدات الفاخرة

وبالنسبة للوحدات السكنية الفاخرة في السوق، أكد التقرير أن هناك اتجاهًا ملحوظًا في انتقال المستأجرين من الأبراج القديمة إلى الأبراج الجديدة في اللؤلؤة، وقد أدى ذلك إلى تفاوت في معدلات الإشغال بين المباني على أساس عمرها ونوعيتها.

ومع انتهاء عقود الإيجار السنوية ووصول سكان جدد إلى قطر، كان هناك طلب قوي على الشقق في المباني المشيدة حديثًا ذات المواصفات الأعلى، ويعني هذا الطلب أن العديد من المباني الجديدة في المواقع الجيدة غالبًا ما تصل إلى نسبة الإشغال الكامل في غضون ثلاثة أشهر.

ولفت التقرير إلى أن المقيمين في بعض الضواحي القديمة في الدوحة يتطلعون بشكل متزايد للانتقال إلى شقق حديثة في منطقتي «جبل ثعيلب» و»مدينة إركيه» في لوسيل، والتي غالبًا ما تكون متاحة بمستويات إيجار مماثلة.

وأشار إلى أنه في منطقة «جبل ثعيلب» بمدينة لوسيل تتوفر حاليًا الشقق المفروشة المكونة من غرفة نوم واحدة بأسعار تتراوح بين 5,000 ريال قطري و6,500 ريال قطري شهريًا، بينما تتراوح أسعار الشقق المكونة من ثلاث غرف نوم الآن بين 9,000 ريال قطري و11,000 ريال قطري شهريًا.

تسويق

ويتم تسويق الشقق عادةً مع شهر مجاني، وعادةً ما تتطلب الشقق المفروشة قسطًا يتراوح بين 500 ريال و1500 ريال قطري شهريًا اعتمادًا على عدد غرف النوم، وهناك نطاق متزايد من الإيجارات في جزيرة اللؤلؤة، وذلك بسبب إضافة المعروض الجديد من الوحدات السكنية في منطقتي «حدائق فلوريستا» و»قرية جياردينو»، في حين قام أصحاب العديد من العقارات القديمة بتخفيض الإيجارات المطلوبة لجذب المستأجرين.