المحليات
إلزام التجار بالكشف عن مصدر الأنواع المحلية المعروضة

مطالب بحظر بيع الحطب المحلي

سلطنة عمان منعت تصدير الحطب.. و«السمر العماني» يباع في قطر!

تجار يبيعون القرط تحت مسمى حطب مزارع محلية

تشديد الرقابة على المناطق البرية لمنع احتطاب الأشجار

الدوحة – حسين أبوندا:

تشهد مبيعات الحطب انتعاشًا كبيرًا مع انخفاض درجة الحرارة وحرص المخيمين و»الكشاتة» على استخدامها في التدفئة وإعداد المشروبات الساخنة أثناء تواجدهم في المناطق المفتوحة، وهو ما دفع التجار لتوفير كميات كبيرة من الحطب سواء حطب المزارع المحلية والذي يكون في الغالب من نوع القرط أو السدر، وآخر مستورد من عدة دول إفريقية وأوروبية وخليجية مثل حطب السمر والزيتون والبلوط.

وأعرب مواطنون عن تخوفهم من التحطيب الجائر للأشجار البرية والتي أصبحت من الظواهر التي يلاحظونها في بعض المناطق أثناء زيارتهم للروض، مطالبين وزارة البيئة والتغير المناخي اتخاذ إجراءات لمنع بيع الحطب المحلي في الأسواق وإلزام تجار الحطب بالإعلان عن مصدر الحطب الذي يعرضونه للبيع وخاصة من نوعي السمر والقرط للتأكد من عدم حصولهم عليها من عملية احتطاب للأشجار البرية.

وشددوا على ضرورة قيام وزارة البيئة والتغير المناخي بتشديد الرقابة على المناطق البرية طوال ساعات النهار والليل لمنع حدوث أي حالات احتطاب للأشجار البرية والتي تزيد في الموسم الشتوي لارتفاع الطلب على حطب التدفئة، لافتين إلى أن الأشجار البرية من الإرث البيئي التي يجب عدم قطعها أو الاقتراب منها للحفاظ على التوازن البيئي بالمناطق البرية، ومن الضروري توقيع أقصى عقوبة على المخالفين سواء مَن تم رصدهم وهم يقومون بتقطيع الأشجار البرية أو مَن يبيعون أشجار السمر وأشجار البيئة القطرية المختلفة لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات التي تشكل ضررًا كبيرًا على الحياة الفطرية.

السمر العُماني

وأشاروا إلى أن بعض التجار يعرضون في وسائل التواصل الاجتماعي وفي منافذ البيع المختلفة سواء في المحلات المتخصصة ببيع مستلزمات الرحلات أو الباعة الجائلين نوعًا من الحطب تحت مسمى «السمر العُماني» رغم أن السلطنة وبحسب تقارير وأخبار صحفية منشورة في صحفها وصفحاتها منعت الاحتطاب منذ سنوات، كما منعت بأي شكل من الأشكال تصديره لخارج السلطنة، متسائلين عن مصدر هذا النوع بالتحديد من الحطب، وهل فعلًا مستورد من السلطنة أم تم احتطابه من المناطق البرية في قطر ويعرض تحت غطاء «حطب السمر العماني» تجنبًا للمساءلة القانونية.

وقامت الراية بالتوسع في بحثها في هذا الشأن من خلال متابعة إعلانات بيع الحطب المسمى بحطب «السمر العُماني» في مواقع البيع والشراء في المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت وتوصلت إلى عدم وجود أي إعلان يُظهر تجارًا يبيعون هذا النوع في تلك الدولة وأن جميع نتائج البحث تظهر أن حطب السمر العُماني يقتصر بيعه في قطر فقط، وهو ما يثير الشكوك حول مصدره وهل هو فعليًا قادم من السلطنة أم هو حطب محلي تم احتطابه من المناطق البرية. وتواصلت الراية أيضًا مع عدد من بائعي الحطب الذين ينشرون إعلانات بيعه في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع البيع والشراء على الإنترنت وتطبيقات الهواتف المحمولة، وسألتهم عن أنواع الحطب المتوفرة لديهم وخاصة السمر، حيث أكد معظمهم أن السمر الذي يبيعونه مستورد من سلطنة عمان وآخرون اكتفوا بالقول بأنه حطب سمر فقط ولكنهم لا يعرفون مصدره لأنهم قاموا بشرائه من تجار آخرين.

ورصدت الراية أيضًا مبيعات الحطب في منطقة سيلين ولدى البائعة الجائلين في الطرق السريعة حيث يوفرون نوعين من حطب السمر تحت مسمى السمر العُماني والسمر الإفريقي بسعر 50 ريالًا للكيس زنة 10 كيلو وبسعر 2000 ريال لحمولة سيارة النقل الصغيرة، وعند سؤالهم عن إذا ما كان حطب السمر الذي يبيعونه مستوردًا من سلطنة عمان وإفريقيا أم أنه حطب محلي تم احتطابه من المناطق البرية؟ كانت إجابتهم هل ترغبون بالشراء أم لا مشددين على أن مصدر الحطب هو أمر لا يعنينا كزبائن جاؤوا لشراء الحطب.

حطب القرط

وتعرض المحلات والباعة الجائلين نوعًا آخر من الحطب وهو حطب القرط الذي يؤكدون أن مصدره من المزارع المحلية، رغم أن وزارة البيئة والتغير المناخي تسعى للمحافظة على أشجار القرط وإكثارها في البيئة القطرية وذلك في إطار دعمها للتنوع الحيوي في الدولة.

ويتوفر لدى المحلات والباعة الجائلين أيضًا أنواع أخرى من الحطب منها حطب السدر المحلي ومصدره كذلك من المزارع كما يؤكد الباعة بسعر 15 ريالًا للحزمة وحطب البلوط الأوروبي بسعر 40 ريالًا للكيس زنة 10 كيلو وحطب الزيتون الإفريقي بسعر 40 ريالًا للكيس زينة 10 كيلو أيضًا، كما يبيعون أنواعًا مختلفة من الفحم وخاصة الإندونيسي بسعر 40 ريالًا للكيس زنة 10 كيلو والإفريقي بسعر 50 ريالًا للكيس زنة 10 كيلو.

احتطاب جائر

ورصدت الراية وجود عمليات احتطاب في بعض الأشجار البرية في المناطق الواقعة على طريق روضة راشد، حيث يظهر من خلال آثار القطع بأنها جديدة ولم يمر عليها سوى فترة زمنية قصيرة على احتطابها، ما يظهر استمرار عمليات الاحتطاب الجائر لبيعها للمخيمين وهواة الرحلات البرية. وتتمتع الأشجار البرية بفوائد بيئية في صد الرياح المحملة بالأتربة ومنعها من الوصول إلى المناطق السكنية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X