في ظلِّ الأحداثِ الراهنةِ والانفتاحِ الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي، اتسعت لدينا مفاهيم كثيرة للسياحة، وكانت تقتصر لدينا على الجوانب الترفيهية والتسويقية والثقافية والتاريخية والدينية، هناك دول عربية وأوروبية وآسيوية وإفريقية نقوم بزيارتها من أجل السياحة بمفهومها الشامل، واليوم نجد صناعة السياحة بصور مُتعددة الآفاق وتركيز قيادات الدول عليها، وتكاد تلعب دورًا كبيرًا من خلال التركيز عليها والترويج لها، وذلك لآثارها الاقتصادية والثقافية والسياسية على الدول، ومنها السياحة الرياضية، التي تُعرف بأنها إحدى الوسائل الترويجية للجذب السياحي، ولها آثار تنموية للحَراك الاقتصادي للدول التي تستضيفها، وعاصمة الرياضة الدوحة لها بصمة الريادة، ونموذج قوي يُحتذى به اليوم على خريطة السياحة العالميّة، وأثبتت جدارتها من خلال استضافتها، ابتداءً من دورة الألعاب الآسيوية ٢٠٠٦ حتى مونديال قطر ٢٠٢٢ إلى كأس العرب ٢٠٢١ وختامًا بطولة كأس آسيا قطر 2023، وأبهرت العالم من حيث التنظيم والاستضافة، والخِدمات السياحية من حيث المُنتجعات السياحية والفنادق الفاخرة والأماكن السياحية المُتنوّعة والبنية التحتيّة وسهولة التنقلات، والمواصلات، التي تتلاءم مع كافة شرائح السائحين والزوّار، وتكمن أهمية السياحة الرياضية من الناحية الاقتصادية في إنتاج الأدوات الرياضية المُختلفة وكل ما يتعلق بها من سلع مُختلفة وتفعيل الخِدمات والأماكن السياحية للدولة المُستضيفة من فنادق ومطاعم وغيرها، ولها آثار ثقافية بتبادل الخبرات والقيم الثقافية بين الشعوب، وتنقل الصورة الثقافية والأبعاد التاريخية لروّاد الثقافة والتاريخ، ولعبت عاصمة السياحة قطر ٢٠٢٣ دورًا بارزًا وحيويًا بإبراز المعالم الثقافية القطرية والعربية بين الأصالة والمُعاصرة بصورة احترافية جعلت كثيرًا من السائحين يعدّون قطر وجهتهم السياحية المُفضلة في كل عام، وتلعب العوامل السياسية دورًا كبيرًا وفعالًا في السياحة الرياضية، من حيث تقدمها أو تأخرها بحكم العَلاقات السياسيّة، لكن قطر بحكم قوة علاقاتها ودبلوماسيتها المُتزنة نجحت في السياحة الرياضية، وقدراتها التنظيمية جعلت الكثير من الشعوب يطالبون، بعد نجاحها المُبهر باستضافة أكبر الأحداث العالمية وعلى رأسها كأس العالم ٢٠٢٢، بأن تقوم الدوحة باستضافة البطولات والمحافل الرياضية الكبيرة بالعالم لما تمتلكه من مُقوّمات سياحية واقتصادية وأمنية وملاعب رياضية بمعايير دولية رفيعة المُستوى، وكسبت ثقة العالم وتوطدت معها الجوانب الاجتماعية بين مُختلف الشعوب، وأضافت نكهة ثقافية واجتماعية رائعة راسخة في أذهان شعوب العالم والشعب القطري، حيث تغيرت مفاهيم السياحة الرياضية بصورة كبيرة، وبعد خوض التجارِب السياحية الرياضية الكبيرة أصبح الجميع ينتظرون الفعاليات والبطولات الرياضية التي تستضيفها الدولة، وبهذا انعكست الآثار الناجحة للسياحة الرياضية في توطيد السياحة الاقتصادية والثقافية والرياضية والاجتماعية، وجلبت الاستثمارات الاقتصادية، وذلك لما تتميز به الدولة من مُقوّمات أمنية واقتصادية تعتبر نقطة جذب كبيرة، وأصبح العالم اليوم ينتظر المُفاجآت غير المُتوقعة مع البطولات التي تستضيفها الدوحة، وأصبحت السياحة الرياضية وجهة استثمار للدولة والمِنطقة، ومبارك من القلب لفوز العنابي بكأس آسيا ٢٠٢٣، وإبراز السياحة الرياضية بكل مُفرداتها، ودوام قطر بالمُقدمة بالعالم، وإبداع القطاع الرياضي والسياحي.