ضوء أخضر.. الذكاء الاصطناعي مِفتاحُ «الريادة والابتكار»
لا شك أن هناك فوائدَ عديدةً لحضور الورش والمؤتمرات العلميّة، كونها أصبحت أداةً هامةً جدًا في تقديم فكر أعضاء هيئة التدريس والباحثين والعديد من الأشخاص، لما تحمله من معارفَ مُختلفةٍ، ولقدرتها على الانفتاح على المُجتمع الخارجي، ودفع عجلة التقدّم العلمي إلى الأمام، وتمكينها من تحقيق التقدّم ومواكبة تطوّر العصر الحالي.
وإيمانًا مني بأن القيمة المُضافة للمؤتمرات العلمية تكمن في بناء قاعدة معرفية وبحثية رصينة، شاركت الأسبوع الماضي في مؤتمر تمكين الأول للذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الأعمال (فرص وتحديات) تحت شعار: «الذكاء الاصطناعي مِفتاحُ الريادة والابتكار» على مدى ثلاثة أيام في مُنتجع جوهرة الواصل بولاية بدية بسلطنة عمان.
وتأتي أهميةُ تنظيم مؤتمر تمكين الأول في اختيار عنوان: «الذكاء الاصطناعي مفتاح الريادة والابتكار» الذي يعتبر من المُحرّكات الرئيسة للتطوّر الاقتصادي والاجتماعي حاليًا، فهو يُمثل هاجسًا يُراود كل المؤسسات العامة والخاصة على كافة الصُعُد، خاصة خلال السنوات الماضية، من حيث فوائده وكذلك من حيث سلبياته وتحدياته، حيث جاءَ هذا المؤتمر الدولي ليُسلطَ الضوءَ على هذه الجوانب والتقليل من مثل هذه التخوّفات والعمل على إيجاد بيئة جديدة، وفرص عمل مُتجدّدة لاستثماره بصورة جيّدة في التكنولوجيا الحديثة.
وقامَ المُشاركون في المؤتمر الذي تضمن تسعة محاور في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي والابتكار بتسليط الضوء على الفرص الجديدة التي يُقدّمها الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجال ريادة الأعمال، مع التركيز على تطوير الصناعات والخِدمات المحلية، ومُناقشة التحديات الرئيسة التي تواجه المِنطقة العربية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات التغلب عليها، وإنشاء منصة للتواصل بين الخبراء والباحثين وروّاد الأعمال لتبادل الأفكار والخبرات، وتشجيع الابتكار والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتحفيز الاستثمار في هذه المجالات، والتركيز على تطوير المهارات والكفاءات اللازمة للعصر الرقْمي وتعزيز قدرات الشباب والمُبتكرين، ولا يفوتني أن أتقدمَ بجزيل الشكر للبورد العربي للاستشارات والتدريب والتنمية البشرية مُمثلًا بالدكتور أحمد البدري، وكذلك يمتدّ شكري وتقديري للدكتور خميس العجمي رئيس المؤتمر وصاحب شركة تمكين الاستثمارية، لإتاحة الفرصة لحضور هذا المؤتمر المُثمر والمُفيد.
وختامًا، أتمنّى أن يتم تكثيف الدورات المُتعمقة بمجال الذكاء الاصطناعي في دولة قطر، حتى نواكبَ التطور بسنّ القوانين والتشريعات للتحكم في هذه الثورة التكنولوجية الجديدة، حتى لا تفرض علينا أي قوانين خارجية، ويكون لنا في دولة قطر قوانيننا الخاصة، لأن ما يخصّ الدول العربية والإسلامية من قوانين وتشريعات لهذا النظام التكنولوجي والتقني الحديث والمُتطوّر يختلف عن الدول الأخرى، لأن لدينا ضوابط دينية وأخلاقية وهُوية عربية وإسلامية يجب مُراعاتها في التعامل مع هذا الأمر، وسنتطرّق في الأسبوع القادم بإذن الله إلى تشريعات وقوانين الذكاء الاصطناعي ومُبادرة لصياغة ما يُمكن صياغته لأجل هذا التقنين.
والله ولي التوفيق،،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر