الدوحة - قنا :
انطلقتْ أمسِ أعمالُ المُؤتمر الوطنيّ السّابع للتّدقيق الداخلي، الذي ينظمُه معهد المدقّقين الداخليين، تحت شعار: «كنْ شجاعًا»، وذلك بحضور سعادة السيد عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة، رئيس ديوان الخِدمة المدنيّة والتطوير الحكومي.
ويهدفُ المؤتمر، الذي يستمرُّ على مدى يومَين، إلى نشر الوعي بوظيفة التدقيق الداخلي وإبراز أهمّيتها في مجال تحسين الأعمال، ورفع مُستوى الرقابة والحوكمة وإدارة المخاطر.
وفي هذا الإطار، قالَ سعادةُ السيد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، في كلمة بالمناسبة :» إنَّ هذا المؤتمر يعكس روح التعاون والشراكة القوية بين ديوان الخِدمة المدنية والتّطوير الحكومي ومعهد المدققين الداخليين في دولة قطر».
وأكَّدَ سعادتُه حرصَ ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي على إدامة التعاون المهني المُشترك مع معهد المدقّقين الداخليين، والذي يبرز من خلاله الالتزام المشترك بتعزيز الكفاءة والابتكار في الأداء الوظيفي، إيمانًا بأهمية التدقيق الداخلي الفعَّال في الوزارات والمؤسسات في تقديم قيمة مضافة، وليمثل أداة مهمة من أدوات التطوير فيها.
وبيّن أنَّ الهدف من التعاون المهني الفعال بين الجانبَين يكمنُ في تعزيز الشفافية والتميز في الأداء والجودة والمساءلة في جميع جوانب العمل الحكومي، لتحقيق التّنمية والاستدامة.
وأوضحَ سعادةُ رئيس ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، أنَّ اختيار شعار: «كن شجاعًا» للمؤتمر الوطني للتدقيق في نسخته السابعة، يعبّر عن أهمية التحلي بالشجاعة اللازمة من الحكمة والمعرفة المهنية، لقيادة التدقيق والتعامل مع المتغيرات التي تطرأ في بيئة العمل من خلال التصدي للتحديات التي تواجه فرق العمل، من أجل بناء فريق تدقيق يتمتّع كل فرد فيه بالمهارة المطلوبة.
وأشارَ إلى أنَّ شعار المؤتمر يتوافق مع مبادئ وأخلاقيات مهنة التدقيق الداخلي التي تهدف إلى إرساء وتعزيز ثقافة أخلاقية تحكم هذه المهنة، وتوجه السلوك الأخلاقي للمدققين الداخليين، ومنها الكفاءة والنزاهة والاستقامة، والالتزام والموضوعية والمسؤولية، والتي تتوافق في مجملها مع قيم الخدمة المدنية في القطاع الحكومي، بما يسهم في خلق بيئة عمل أكثر كفاءة وإنتاجية.
وتابع:» إنَّ تطوير المواهب ورعايتها والاحتفاظ بها أحد أكبر التحديات التي تواجهها المؤسسات، خاصة مهنة التدقيق الداخلي، ويأتي ذلك ضمن جهود ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، الذي يساهم بدور حيوي في تنمية وتطوير قدرات العنصر البشري، وتدريب وتمكين الموظفين القطريين وإكسابهم المهارات الوظيفية اللازمة، إلى جانب إعداد كوادر إدارية متميزة قادرة على مواكبة التحولات السريعة في البيئة العملية، إضافة إلى الإسهام في إطلاق القدرات الإبداعية التي تقود إلى بناء قوة عمل وطنية ذات إنتاجية عالية، تماشيًا مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2030-2024».
ومن جانبه، أكَّدَ سعادةُ السيّد عبدالله بن حمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة الأسبق، الرئيس الفخري لمعهد المدققين الداخليين ورئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، أهمية موضوع المؤتمر ودوره في تقوية عمل المؤسسات، خاصةً فيما يتعلق بالشفافية ومكافحة الفساد.
ونوَّه سعادتُه، في كلمته خلال المؤتمر، إلى الموضوعات التي يغطّيها المؤتمر بشكل واسع، مثل: إدارة المخاطر ومكافحة الاحتيال، وتقارير التدقيق الداخلي، وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة، فضلًا عن تسليطه الضوء على العديد من التحديات التي تتعلق بتصاعد قضايا الفساد في المنطقة ككل، ما يؤكد الحاجة للعمل الجادّ على التدقيق بوجه عام.
وأوضحَ أنَّ التقييم والتدقيق الداخلي يسهم في تحقيق الكفاءة الشاملة والشفافية لكل المؤسسات، ويقدم كذلك معلومات قيمة تساعد في اتخاذ القرارات الصائبة، ويحافظ على الأصول العامة ويعزز ثقافة المساءلة والنزاهة، داعيًا المشاركين بالمؤتمر إلى الاستفادة من المعرفة التي يتيحها، وصولًا لتطبيق أفضل الممارسات في مؤسساتهم.
بدوره، أشارَ السيّد عادل محمد الهاشمي، رئيس معهد المدقّقين الداخليين، إلى أنَّ شعار المؤتمر: «كن شجاعًا»، يعبّر عن الشجاعة المستلهمة من الحكمة والعلم والمعرفة، والمُستنبطة من المهنية والمعايير الدولية، التي تشكل في مجملها قيمة مضافة لعمل المؤسسات.
وأوضحَ أنَّ المؤتمر يستضيف نخبة مميزة من المُتخصّصين والمحاضرين في شتَّى المجالات والعلوم، خاصة فيما يتعلق بالأمن السيبراني، والحوكمة، ووظيفة التدقيق الداخلي في الجهات الحكومية، والذكاء الاصطناعي، وتعافي الاقتصادي العالمي، وغيرها من الموضوعات، لافتًا إلى أنَّ هذه المؤتمرات تعد فرصة مهمة لبناء شراكات بين الزملاء والزميلات في مهنة التدقيق الداخلي، فضلًا عن كونها منصة لتبادل الخبرات والتجارب بهذا المجال.