الدوحة – قنا:

انطلقت اليوم فعاليات العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/ ضمن مبادرة الأعوام الثقافية، بافتتاح معرض خاص بالحلي الأمازيغية من القصر الملكي المغربي، وذلك في متحف الفن الإسلامي.
ويضم المعرض 220 قطعة ذات أهمية تاريخية وثقافية، تشكل جزءا مهما من المتحف الوطني للحلي بالأوداية في الرباط بالمغرب.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض المجموعة خارج المغرب، ويستمر حتى 20 مايو 2024، وهو بمثابة تكريم للحرفيين الذين صنعوا هذه الكنوز، وعلى وجه الخصوص النساء اللاتي حافظن على هذه التقاليد.
تمثل مجموعة القصر الملكي الأمازيغي في المغرب، من الريف، الأطلس المتوسط، الأطلس الكبير، الأطلس الصغير، الأطلس الصغير الأوسط، الأطلس الصغير الغربي، الجنوب الشرقي، المناطق شبه الصحراوية، وصولا إلى الصحراء المغربية، لتفتح نافذة فريدة على ثقافة البلاد، وتكشف هذه المشغولات اليدوية، التي تتميز بتقنيات وأشكال ومواد مختلفة، عن السمات الإقليمية المميزة لمراكز إنتاج الحلي الرئيسة في المغرب، وتعكس تراث المغرب الثري، مظهرة براعة صناعة تشكيل الأسلاك والترصيع، واستخدام المرجان والعنبر والزجاج والخرز والعملات المعدنية.
وترتبط الزخارف المستخدمة، بما في ذلك الأنماط الهندسية والتصوير المنمق للطبيعة، بنمط حياة الشعب الأمازيغي، عاكسة ارتباطهم العميق بالطبيعة والبيئة.
وقالت السيدة شيخة النصر، مدير متحف الفن الإسلامي في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن هذا المعرض هو الفعالية الأولى ضمن العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/، حيث يعرض متحف الفن الإسلامي تحفا وحليا أمازيغية تسافر خارج المغرب لأول مرة، والتي تبين غنى الثقافة المغربية والحرفية العالية لدى الصانع التقليدي المغربي في صنع المجوهرات والحلي من الفضة والعنبر وغير ذلك.
من جانبه، قال السيد المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب في تصريح مماثل لـ /قنا/: إن معرض /الحلي الفضية لمجموعة القصر الملكي المغربي/ هو أجمل ما نعطي به انطلاقة العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/، حيث جاء ليكرس قيم الأخوة والصداقة والتبادل الثقافي بين البلدين، وهو لحظة تاريخية، حيث إنها المرة الأولى التي تستضيف فيها قطر معرضا مخصصا لبلد من شمال إفريقيا، مما يجعله فرصة لمد الجسور الثقافية”، مشددا على أهمية فعالية العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/، الذي يعد فرصة مواتية من أجل التعرف على ثقافة البلدين في كلا الاتجاهين.
وأوضح قطبي أن هذه المبادرة تخول تثمين وإشعاع غنى الحلي المغربية، كما تلقي الضوء على مهارات ومعارف الصانع المغربي، حيث يتيح لزوار متحف الفن الإسلامي فرصة فريدة للسفر في تفاصيل هذه القطع، وتأمل إبداعاتها واستكشاف واحد من أوجه التراث المغربي العريق وممتد الجذور، مؤكدا على أن هذه الحلي تحمل أهمية كبيرة في الثقافة والتراث المغربيين، حيث تعرف بتراثها المتجلي في تنوع الأشكال المنتجة والمواد المستخدمة والتقنيات المعتمدة، وهي كلها عناصر تعكس تعدد المكونات الثقافية للمملكة المغربية والتي انصهرت في بوتقة واحدة لتكون هوية مغربية غنية بتعدد مشاربها.

من جهته، قال السيد عبدالعزيز الإدريسي مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، رئيس قسم المتاحف بالمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، وقيم المعرض في تصريح لوكالة الأنباء القطرية: “إن هذا المعرض فريد من نوعه نظرا لمكانته ورمزيته الكبيرة بالنسبة للمغرب، حيث إنه لأول مرة تعرض هذه المجموعة خارج المملكة المغربية في بلد شقيق، مشيرا إلى أن المعرض يضم 220 قطعة وتحفة فنية من الحلي موزعة على كافة مناطق المغرب، وتبين الفروق بين كل جهة، منوها في الوقت نفسه بأن المغرب ملتقى لعدد من الحضارات، وأن هذه الحلي تبين التلاقح بين الثقافات.
وأشار الإدريسي إلى أن المغرب لديه لقى أثرية لأقدم مجموعة من الحلي تعود لـ 150 ألف سنة، ولهذا لم يكن اعتباطا اختيار معرض من هذا النوع، ليعطي انطلاقة العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/.
جدير بالذكر أن معرض /الحلي الأمازيغية للقصر الملكي/ ينظمه كل من المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمملكة المغربية ومتحف الفن الإسلامي، وتم تنظيم المعرض بتنسيق من عادل الفقير المندوب العام للعام الثقافي /قطر – المغرب 2024/
ويعد هذا المعرض باكورة فعاليات العام الثقافي /قطر ـ المغرب 2024/ الذي يقيم شراكات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الأخرى، ويهدف إلى تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة عبر تطوير برامج متعلقة بالجوانب الثقافية كافة، باعتبارها جزءا من نسيج حياتنا اليومية.
وستشمل السنة الثقافية أكثر من 80 فعالية ومعرضا وبرنامج تبادل ثقافي خلال سنة 2024، تمثل شهادة على أواصر الصداقة العميقة بين المغرب وقطر، وسبيلا لتعزيز الروابط الثقافية، وتمتين الجسور بين البلدين.
وتقدم مبادرة الأعوام الثقافية عام 2012، برئاسة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، شراكات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الأخرى.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة وتحفيز الشعوب على الاتحاد معا، وتعزيز الروابط وتشجيع الحوار، وتعميق التفاهم، ومع أن البرامج الرسمية لا تتجاوز العام الواحد، فإن أثرها يمتد طويلا عبر مشاريع للإرث.
ويتم تطوير العام الثقافي /قطر – المغرب 2024/ بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة في قطر، ضمن اللجنة المنظمة لمبادرة الأعوام الثقافية مع نظراء من المملكة المغربية، وبمساعدة وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، وسفارة دولة قطر في الرباط، وسفارة المملكة المغربية في الدوحة.
وشملت الأعوام الثقافية السابقة: /قطر – اليابان 2012/، و/قطر – المملكة المتحدة 2013/، و/قطر – البرازيل 2014/، و/قطر – تركيا 2015/، و/قطر – الصين 2016/، و/قطر – ألمانيا 2017/، و/قطر – روسيا 2018/، و/قطر – الهند 2019/، و/قطر – فرنسا 2020/، و/قطر – أمريكا 2021/، و/قطر – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022/، ثم /قطر – إندونيسيا 2023/.