كتاب الراية

دراجيات .. ماذا بعد آسيا؟

بعدَ أن أُسدِلَ الستارُ على كأس أُمم آسيا التي نظّمتْها قطرُ بامتيازٍ، وتُوِّج بها منتخبُها بطلًا بجدارةٍ، والمُنتخب الأردني وصيفًا باستحقاقٍ، يفترضُ أن تتوجّه الأنظارُ من الآن إلى السعوديَّة التي تحتضنُ النسخةَ القادمةَ من الكأس القاريَّة عام 2027، لكن قبلها سيكون الموعد مع تصفيات كأس العالم 2026، التي تقتضي من الاتّحاد القطري تجديدَ الثقةِ في المدرّب، وتقتضي من نظيرِه الأردنيّ إقناع مُدربه المغربيّ الحُسين عموتة بالاستمرار، وتتطلب أيضًا من السعودية العمل على الجبهة الفنية للمُنتخب بتصحيح ما يجب تصحيحُه، وعلى الجانب التنظيمي؛ لإخراج نسخة مُتميزة؛ تمهيدًا لاحتضان مونديال 2034.
ستكون مأموريَّةُ العنّابي حامل اللقب الآسيويّ صعبةً في السعوديَّة بعد أربع سنوات، حيث تقتضي تطعيمه بنفَسٍ ووجوهٍ جديدةٍ، لخوض تصفيات كأس العالم 2026، وهو الأمرُ الذي يمر حتمًا عبر الفصل رسميًا في قضية المدرب ماركيز لوبيز بأسرع ما يمكن، خاصةً بعد أن نجحَ في مهامّه في ظرف وجيز، ولقي إجماعًا في وسط اللاعبين، رغم تمسّكه بالعودة إلى فريقه الوكرة الذي يشرف عليه منذ ستّ سنوات، لكن يبدو أنَّ التوافق حصل بين الاتحاد والوكرة حتى يستمرَّ مع المنتخب القطري في تصفيات كأس العالم، وهو الأمر الذي سيسمح له بالتركيز على عمله كمدرّب للمنتخب، ويسهّل من مهمته لمعرفته بالكرة القطرية وما تزخر به الأنديةُ من مواهبَ.
بعد كأسِ آسيا وخروج السعودية على يد كوريا الجنوبية بمُستوى متذبذب ومشاكل انضباطية مع بعض اللاعبين، يفترضُ أيضًا أن يستدركَ روبرتو مانشيني الموقفَ، ويدركَ حجمَ المسؤولية والمأمورية المُلقى على عاتقه مع منتخب منظِم للنسخة القادمة، ومرشّح للتأهل إلى مونديال 2026، في ظلّ التحولات التي تشهدها الكرة السعودية التي دخلت عالم الاستقطاب من بوابة استقدام نجوم الكرة العالمية، الذين يرفعون مستوى اللاعب السعودي دون أدنى شكّ، ويرفعون من حجم طموحات الجماهير السعودية في المحافل الدولية، لتكونَ في مستوى حجم الإنفاق والاستثمارات السعودية في الكرة وكل الرياضات، وهو الأمر الذي يقتضي مزيدًا من الالتزام والجهد من جميع الأطراف الفاعلة في الكرةِ.
ما يتعلقُ بقطرَ والأردن والسعوديّة، ينطبقُ على العراق المطالبة بتعويض ما فاتها في آسيا بالتأهل إلى مونديال 2026 ضمن الثمانية مُنتخبات، وينطبق على الإمارات التي تراجع مستوى الكرة فيها على مستوى الأندية والمنتخبات، على غرار سوريا والبحرين وعُمان التي يفترض أن تستثمر في زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم، وتستثمر في تنظيم السعودية بطولة كأس أمم آسيا حتى تُحسّن من مُستوى منتخباتها، وتحاول استنساخ ما فعلته قطر والأردن أمام عمالقة الكرة الآسيويّة الذين يحتكرون بطاقات التّأهل إلى نهائيات كأس العالم.

[email protected]

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X