الدوحة – عاطف الجبالي:

استضافت الدوحة أمس الاجتماع الثامن للجنة أصحاب المعالي والسعادة الوزراء المسؤولين عن السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، بفندق والدورف أستوريا لوسيل.

وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبر حسابها الرسمي على منصة (X) أن الاجتماع تضمن 5 مخرجات، وهي: تفعيل مبادرات الاستراتيجية الخليجية للسياحة، الخروج بعدد من الحزم الترويحية المشتركة بين دول التعاون، عقد فعالية خليجنا ملتقى الحضارات في مملكة البحرين بصفتها عاصمة السياحة الخليجية 2024، تفعيل الشراكات الدولية في قطاعات السياحة مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، استعراض أبرز التطورات الخاصة بالتأشيرة الخليجية الموحدة.

وقال سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة، إن اعتماد الإطار العام للاستراتيجية الخليجية للسياحة (2023 -2030) من قِبَل المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون في دورته الثالثة والأربعين، يمثل دفعة قوية للعمل السياحي الخليجي المشترك، وذلك لما تحمله من تطلعات وأهداف خاصة بدعم النمو في القطاعات السياحية لدول المجلس، لا سيما أن دولنا تتجه نحو تنمية قطاعاتها السياحية وتعزيز مساهمتها في إطار استراتيجيات التنويع الاقتصادي.

وأضاف خلال كلمته: ومن هذا المنطلق يكتسب اجتماعنا اليوم أهمية خاصة لتعزيز التعاون والتكامل بين دولنا الخليجية في مجال السياحة والبناء على ما لدينا من مشتركات والنجاحات التي تحققت طوال السنوات الماضية، الأمر الذي يوجب استكمال النقاشات الدائرة حول الآليات الخاصة بتنفيذ «الاستراتيجية الخليجية للسياحة» والمبادرات المتفرعة عنها مثل التأشيرة السياحية الموحدة لدول المجلس والبرامج الترويجية والحملات التسويقية المشتركة، وكذلك تبادل الخبرات والمعرفة، وهي مبادرات تسهم في تحقيق الهدف المنشود لهذه الاستراتيجية، بتعزيز آفاق التعاون السياحي.

وأشار الخرجي إلى أن صناعة السياحة أصبحت رافدًا مهمًا لتحقيق التنمية الاقتصادية عبر العالم، وبحسب البيانات الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، فقد بلغ عدد المسافرين الدوليين خلال العام الماضي 2023 حوالي 1.3 مليار مسافر، فيما بلغت مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد العالمي نحو 3.3 تريليون دولار أمريكي. ونوه رئيس قطر للسياحة إلى أن نجاح أي وجهة سياحية خليجية في جذب الزوار وتقديم تجربة سياحية متميزة، هو نجاح لباقي الوجهات، ودعوة متجددة للزائر في أن يتعرف أكثر على باقي الوجهات في المنطقة.

وقال إنه وفقًا للإحصاءات، فقد نجح قطاع السياحة الخليجي في جذب أكثر من 36 مليون سائح في عام 2022، بالرغم من التوترات الجيوسياسية التي تحيط بالمنطقة.وأضاف الخرجي: أرقام الزوار في المنطقة ما زالت في تصاعد، وأشير هنا إلى أن دولة قطر استضافت خلال شهر يناير أكثر من 700 ألف زائر، خلال تنظيمها لعدد من الفعاليات الرياضية والسياحية، وفي مقدمتها بطولة كأس آسيا لكرة القدم.

وزير السياحة السعودي:

 التأشيرة الموحدة تعمق الروابط الخليجية

هنأ سعادة وزير السياحة في المملكة العربية السعودية الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، دولة قطر بفوزها بكأس آسيا، مشيدًا بنجاحها في تنظيم البطولات، مباركًا إقرار مشروع التأشيرة الموحدة، التي تعد خطوة تاريخية تعكس التزامًا بتعزيز التعاون وتعميق الروابط السياحية، والتي سيكون لها أثر أكبر في تحسين مكانة دول الخليج كوجهات سياحية عالمية.

وأشاد سعادته بالتقدم المحرز في تفعيل الاستراتيجية الخليجية الموحدة، مؤكدًا ضرورة مواصلة جهود تفعيل المبادرات والبرامج المتفق عليها ضمن بنودها، منوهًا بما قامت به دول التعاون خلال الفترة الماضية على الصعيد السياحي، فقد أسهمت تلك الجهود في دفع دول المنطقة لتحقيق أعلى نسب تعاف في العالم، فكانت منطقتنا الوحيدة التي حققت نموًا في التدفقات، مقارنة بقبل الجائحة، إذ بلغت نسبة التعافي في أعداد السياح الوافدين إلى المنطقة 122 بالمئة في 2023 مقارنة ب2019، في حين بلغ المعدل العالمي للتعافي 88 بالمئة، مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة.

وأضاف وزير السياحة السعودي: لقد تحقق ذلك بفضل الحراك غير المسبوق، والتطور المتسارع لقطاع السياحة بدول المجلس، الأمر الذي يؤكد مستوى النضج في الترابط والتكامل بين الجهات المعنية في دولنا الشقيقة.

وكشف عن تخصيص المملكة العربية السعودية استثمارات تفوق 800 مليار دولار، لبناء مدن ووجهات سياحية خلال العشر سنوات المقبلة، كون السياحة أحد القطاعات الاقتصادية الواعدة بالمملكة، وأسهمت في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 للوصول إلى 100 مليون سائح، من بينهم 27 مليون سائح دولي، أنفقوا 27 مليار دولار.

البديوي:

 قطر مقصد للأحداث المحورية

أكد سعادة السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن الاجتماع الثامن لوزراء السياحة الخليجيين يعكس دور السياحة كقاطرة للنمو والتنويع الاقتصادي في المنطقة.

وتقدم بالشكر إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لدول التعاون، على ما تقدمه دولة قطر من دعم ومساندة للعمل الخليجي المشترك وخاصة في الجانب السياحي.

وأشار خلال كلمته أمس إلى أن قرار قادة دول مجلس التعاون الخليجي باعتماد مشروع التأشيرة السياحية الموحدة يسهل تنقل السياح والزوار بين دول التعاون، معربًا عن تطلعه للاستفادة القصوى من التأشيرة الخليجية الموحدة. وأوضح أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي قد أولوا اهتمامًا كبيرًا بالسياحة والتي تعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الواعدة لدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل.ونوه البديوي إلى أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من تاريخنا الغني والموارد الطبيعية والثقافية الفريدة التي تزخر بها منطقتنا لترسيخ مكانتنا كوجهة سياحية عالمية رائدة. وقال: أهنئ دولة قطر على استضافة كأس آسيا وفوز المنتخب القطري بالبطولة ما يمثل نجاحًا وإضافة مميزة إلى سلسلة الفعاليات والبطولات الإقليمية والدولية المهمة، التي تحتضنها دول الخليج والتي أضحت منارة للعالم ومقصدًا أساسيًا للأحداث المحورية ومثالًا يُحتذى به في النجاح والتميز.

كما هنأ البديوي مملكة البحرين على اختيار مدينة المنامة عاصمة للسياحة الخليجية للعام 2024.

 وزير الإعلام الكويتي:

 تعزيز مفهوم السياحة البينية

قال سعادة السيد عبدالرحمن بداح المطيري، وزير الإعلام والثقافة بدولة الكويت: صناعة السياحة تلعب دورًا مهمًا وحيويًا في تحقيق الاستقرار والأمن والرخاء والازدهار، كونها أهم القطاعات توفيرًا للفرص الاستثمارية، ورافدًا أساسيًا لمصادر الدخل الوطني، كما تمتلك دولنا إرثًا ثقافيًا وموروثًا شعبيًا إضافةً إلى التنوع المناخي والتطور العمراني الذي يشهد أقصى مراحل الحداثة، وهو ما يمكننا من رفع مستوى الجذب السياحي لدولنا من خلال تعزيز مفهوم السياحة البينية والعمل على تحسين الجودة لهذا القطاع الحيوي الهام، لفتح أبواب السياحة أمام الزائرين وتعزيز بيئة حيوية للنمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل واسعة النطاق. وأضاف خلال كلمته: تؤيد دولة الكويت وتدعم كافة السبل الممكنة التي تسهم في تفعيل العمل الخليجي المشترك الخاص بقطاع السياحة بأنماطه المختلفة، وكلنا ثقة وأمل باستطاعتنا رفع مستوى الجذب السياحي إلى المنطقة من خلال المضي في تنفيذ الاستراتيجية الخليجية للسياحة 2023 – 2030. وأكد وزير الإعلام والثقافة بدولة الكويت، أن اهتمام أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي بالقطاع السياحي وتشجيعهم الدائم بتعزيز مفهوم السياحة البينية وإيمانهم الراسخ بدوره في دفع عجلة الاقتصاد يُلقي على عاتقنا مسؤوليات العمل المستمر في تحسين الجودة لهذا القطاع الحيوي، لفتح أبواب السياحة أمام الزائرين وتعزيز بيئة حيوية للنمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل واسعة النطاق لأبناء دول مجلس التعاون، الأمر الذي يحتم علينا ضرورة انتهاز الفرص لنهضة سياحية مشتركة.