جامعة قطر تطلق مبادرة «كلّمني بالفصحى»
حث الطلاب والأساتذة على التحدث بالفُصحى داخل الجامعة وخارجها
رفع مستوى حضور العربية الفصحى في التواصل والبحث العلمي

الدوحة الراية:
أطلق قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر وفرع الثقافة والفنون برابطة خريجي جامعة قطر مبادرة (كلّمني بالفُصحى)، بحضور الدكتورة صيتة العذبة، العميد المساعد لقطاع اللغات والإعلام والترجمة في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر والدكتور عبد السلام علوي رئيس قسم اللغة العربية وآدابها والدكتورة عائشة الكواري مدير الملتقى القطري للمؤلفين وعدد من أساتذة جامعة قطر وطلبتها.
وتهدف مبادرة كلّمني بالفصحى التي ستستمر أنشطتها وفعالياتها مدة عام كامل، إلى حث الطلبة والأساتذة والموظفين على التحدث باللغة الفصحى داخل الجامعة وخارجها من خلال تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة النوعية التي تحاول الإسهام في رفع مستوى حضور العربية الفصحى في التواصل والبحث العلمي والأنشطة الثقافية، وتطبيق قانون حماية اللغة العربية الذي أصدرته دولة قطر عام 2019.
وتضمن حفل الإطلاق كلمات ترحيبية وكلمات تعريفية بالمبادرة وأهدافها وأنشطتها، وعرضًا مسرحيًا بعنوان: «بالعربي» تأليف د. لؤي علي خليل، وأداء طلاب من مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها وهم: ألدار ميرزييف، جورجي غوغوخيا، سعود محمد الشمري، ناصر عيسى بلغيث، وإشراف الدكتور صالح سبوعي. وتعكس المسرحية واقع المجتمعات العربية التي أصبحت فيها اللغة العربية مهجورة في فضاء الحياة العامة، حتى أصبح مُتَكلِموها كالغرباء لا يجدون من يتواصل معهم. كما تضمن الحفل فقرة إلقاء شعري بعنوان: «لغتي» قدمها الطالب الشاعر محمد يعقوب التميمي، إضافة إلى فقرة فن الخط العربي التي قدمها الأستاذ حسام النحاس لكل زوَّار الاحتفالية. وأطلق في آخر الحفل وسم #كلمني_بالفصحى ودعوة للمجتمع الجامعي والمهتمين بالمشاركة فيه في منصات التواصل الاجتماعي والحث على استخدام العربية الفُصحى.
وفي كلمتها بالمناسبة، قالت الدكتورة صيتة العذبة، العميد المساعد لقطاع اللغات والإعلام والترجمة في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، أن الفصحى لغة رسمية للبلدان العربية وعلينا أن نوليها العناية والاهتمام؛ لأنها اللغة الأم كما تفعل كل دول العالم تجاه لغاتها، ولأن العربية لها خصوصية كونها المدخل إلى فهم القرآن الكريم فهمًا صحيحًا يجنّب الفهم الخاطئ الذي ينتج أفكارًا مشوهة ومنحرفة تعود سلبًا على المجتمع كله وليس على أصحابها فقط، وأشارت إلى أن توظيف الفصحى في التواصل والبحث العلمي ضرورة حتمية لأي نهضة، لأن الأمم تنهض بلغاتها، وليست هناك أمة تنهض بغير لغتها.
وأشارت الدكتورة صيتة العذبة إلى أن مسؤولية الحفاظ على العربية تقع على عاتق الجميع وليس على قسم اللغة العربية والمنتسبين إليه والمختصين بها فقط، لأن الفصحى عنوان الهوية الجمعية للأمة العربية والإسلامية والحامل لثقافتهم وتراثهم فضلًا عن أثرها في تنمية القدرات التعبيرية والتفكير الإبداعي والنقدي، وتحقيق التميز الأكاديمي والتواصل البنَّاء والجميل بين الكلية وأساتذتها وطلابها وتوفير بيئة أكاديمية محفزة على الإبداع وجاذبة له، ذلك أن العربية الفصحى التي امتازت بسعتها المذهلة وقدرتها البالغة على التعبير بدقة عالية ليست أداة للتواصل فحسب، بل هي أداة تفكير ووسيلة لنقل الأفكار والآراء والمفاهيم الصحيحة.
ومن جانبه تحدث الدكتور عبد السلام علوي، رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، عن أهمية الفصحى وضرورة إطلاق المبادرات والفعاليات التي توليها أهمية وعناية وتحث على الكتابة والتحدث بها، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدي إلى صقل المواهب الأدبية والقدرات الإبداعية لدى الطلبة والارتقاء بالذائقة الأدبية لديهم، فضلًا عن أن الفصحى تُسهم في التواصل الفعَّال بين طلبة جامعة قطر وأساتذتهم الذي ينحدرون من خلفيات ثقافية متعددة، وأن القسم منفتح على جميع المبادرات التي من شأنها أن تخدم اللغة العربية الفصحى والمشهد الثقافي عامة.
وفي كلمته، أشار الدكتور محمد خالد الرهاوي، رئيس اللجنة التنظيمية وصاحب فكرة المبادرة، إلى أن المبادرة تهدف إلى حث المجتمع الجامعي على التحدث بالفصحى، وتقريبها من الناس وتغيير الصورة النمطية السلبية عنها بأنها لغة متقعرة وصعبة ومعقدة وما إلى ذلك، مبينًا أن العربية تُحارب بعبارات تهدف إلى خلق حاجز وهمي بينها وبين أبنائها والمقبلين عليها، وموضحًا أن حفل الإطلاق هو بداية المبادرة وليس كل المبادرة، وأن المبادرة تتضمن فعاليات كثيرة كالمسابقات والندوات وأيام الشعر وأيام الخطابة والمناظرات والإلقاء والمعرض الفني وندوات ومحاضرات وإنتاج مقاطع فيديو قصيرة وبرامج تلفازية وإذاعية وغيرها من فعاليات وأنشطة تبرز جمال العربية وتشجع على الإقبال عليها والتحدث والتمسك بها.