كتب – محروس رسلان:
أكَّدَ عددٌ من العلماءِ والدّعاةِ لـ الراية أهميَّةَ الاستعدادِ النفسيِّ لاستقبالِ شهرِ رمضانَ الفضيلِ بالذكرِ والعبادةِ وصيامِ النّافلة في شعبانَ، ومصاحبةِ القرآنِ، ودوام استحضارِ ذكرِ الله، في كلِّ الأوقاتِ، وذلكَ بهدفِ تذكيرِ المرءِ لنفسِه باستمرارٍ أنه مقبلٌ على الطّاعات والصلوات، وقراءة القرآنِ وكثرة الطاعة والصدقة، وذلك ليجدَ في نفسه ارتباطًا بالله واستعدادًا وجاهزيةً ومرونةً للعبادة والطاعة، وتحرّي الخير. وأوضحوا أنَّ الاستعداد لشهر رمضان المُبارك يقصد به التحضير اللازم على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والأُمة، وهو يكون في مستويات كثيرة، تشمل المُستوى الإرادي، والمستوى العلمي التوعوي، والمُستوى الاقتصادي والاجتماعي، والمُستوى الحضاري والإغاثي. وأشاروا إلى عدة عوامل تندرج ضمن الاستعداد لشهر رمضان الفضيل، أولها الإخلاص لله- تعالى- واستحضار أعمال القلوب كالنية والعزم والهمّ بالعبادة والتلذذ بالتلبس بالصيام طاعةً وتذللًا، ومحبة للخالق والتنسك بمقاصده العامة والخاصة. وشددوا على ضرورة أن يستعد الإنسان بالتزوّد من الطاعات حتى يكون قادرًا على اغتنام شهر تركّز فيه العبادة، ويزيد فضله عن باقي أشهر العام، باعتباره أهم مواسم الطاعة خلال العام، موصين بمداومة الذكر خلال شهر شعبانَ، وصيام النوافل ومصاحبة القرآن.
د. محمد اليافعي: استعداد بصيام النافلة
أكَّدَ فضيلةُ الشَّيخ د. محمد بن سالم اليافعي – مدير فرع قطر بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – أنّه ينبغي الاستعداد الجيد من قبل كل مسلم ومسلمة لمواكبة هذا الحدث السنوي، وتلك العبادة الربانية الخالصة، وهي صيام شهر رمضان المبارك الركن الرابع من أركان الإسلام. وشدَّدَ على ضرورة الاستعداد النفسي لاستقبال شهر رمضان الفضيل بالذكر والعبادة وصيام النافلة في شعبان ومصاحبة القرآن ودوام استحضار ذكر الله في كلّ الأوقات، وذلك بهدف تذكير المرء لنفسه باستمرار أنه مقبل على الطاعات والصلوات وقراءة القرآن وكثرة الطاعة والصدقة، وذلك ليجد في نفسه ارتباطًا بالله واستعدادًا وجاهزيةً ومرونةً للعبادة والطاعة وتحرّي الخير. وأكد أن القرآن هو كلمة السرّ في التهيئة والاستعداد المبكر لشهر رمضان؛ لأن القرآن يفعل في القلوب فعلًا عجيبًا ويجعلها مهيأة لاستقبال شهر رمضان المبارك شهر القرآن بهمّة عالية ونفس راضية مطمئنة وسكينة تامة، لافتًا لإدراك السلف الصالح لذلك السر، وحرصهم على ملازمة ومصاحبة القرآن بشكل أكبر اعتبارًا من شهر شعبان، وذلك لأن القرآن حياة القلوب. ونوَّه إلى أن شهر رمضان يرسخ مظهرًا مهمًا من مظاهر توحد الأمة، حيث تجد الصائمين في جميع أنحاء العالم على وجه الكرة الأرضية لهم تقاليد وشعائر محددة للصيام تشمل الإفطار والصيام والصلاة على مستوى العالم كله.
د. خالد مفتاح: صيام التطوع وقيام الليل
أشارَ د. خالد مِفتاح- الداعيّة الإسلاميّ والخبير الشرعي – إلى أنَّه جاء عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنَّه قالَ: كان النّبي- صلى الله عليه وسلم – إذا دخل رجب قالَ: (اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان).
ونوَّه بأنَّ السلفَ الصالحَ كانوا يدعون الله أن يبلغَهم رمضانَ، ثم يدعونه أن يتقبله منهم، مشيرًا إلى أنَّه إذا أهلّ هلال رمضان فيسنّ الدعاء بالقول: (الله أكبر، اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبّ وترضى، ربي وربك الله).
وأكّد أنَّ هناك عدةَ عوامل تندرج ضمن الاستعداد لشهر رمضان الفضيل، أولها الإخلاص لله – تعالى- واستحضار أعمال القلوب كالنية والعزم والهمّ بالعبادة والتلذذ بالتلبس بالصيام، طاعةً وتذللًا ومحبة للخالق والتنسّك بمقاصده العامّة والخاصّة.
وقالَ: وثاني تلك العوامل أن تعبد الله على يقين وبصيرة بتعلم أحكام الصيام ومسائله وضبط مقاصده ووسائله ومتمماته ومكمّلاته ونوازله العديدة والمتكررة، حتى يتحقّق في عبادة الصيام قصد المُوافقة والامتثال والتعبّد.
وأشار إلى أنَّ ثالث عامل يتمثل في أداء الحقوق إلى أهلها، وأول هذه الحقوق المُتعلقة بحقّ الله في قضاء صوم رمضان فائت لعذر شرعيّ، وثانيها المتعلقة بالبشر من ديون أو مظالم أو أمانات أو حقوق للآخرين وغيرها.
د. نور الدين الخادمي: النيّة والعزيمة ركيزتا الصيام
قالَ فضيلةُ الشيخُ نور الدين الخادمي – أستاذ الفقه وأصوله بكُلية الشريعة في جامعة قطر -: إنَّ الاستعداد لشهر رمضان المبارك يقصد به التحضير اللازم على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والأمّة، وهو يكون في مستويات كثيرة، تشملُ المُستوى النفسيّ الإرادي، والمستوى العلمي التوعوي والمستوى الاقتصادي والاجتماعي، والمستوى الحضاري والإغاثي.
وأوضحَ أن الاستعداد الأول هو الإرادة وهي النيّة والعزيمة والقصد، وهي العمل الأوّل الذي يتأسس عليه صيام هذا الشهر، موضحًا أن الاستعداد الثاني، هو الاستعداد العلمي، ويقصد به أن يعرف المسلمون الفرد منهم والجماعة والأسرة، أحكامَ الصيام وآدابه ومقاصده.
ونوَّه بأنّ الاستعداد الثالث، هو الاستعداد التربوي التزكوي الذي هو ثمرة هذا الصيام، ويقصد به أن يترقَّى المسلم فردًا وجماعةً في هذا الشهر ترقيًا روحيًا وعقليًا وتزكويًا بما يقرّبه إلى الله، تبارك وتعالى.
وأشار إلى أنّ الاستعداد الرابع، هو الاستعداد الاقتصادي والتنموي؛ بمعني ما يلزم الشعب والأمة والعائلة من لوازم الطعام والشراب؛ لأن الله- تعالى- من أحكامه التي بيّنها في كتابه قوله- تعالى – :» وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر»، فرمضان استهلاك واستثمار واقتصاد.