كتاب الراية

إبداعات.. الكويت في قلب أهل قطر

عشنا أجواء وطنيّة رائعة بالذكرى ٦٣ لليوم الوطني الكويتي، والذكرى ٣٣ لتحرير الكويت، مع الإخوة الكويتيين، ابتداءً من زيارة سمو الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للدوحة، وذلك باستقبالٍ كبيرٍ من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، ومراسم رفيعة المُستوى تليق بسموه، خاصة أنها الزيارة الأولى بعد توليه الحكم، وتزامنت مع اليوم الوطني، وكانت فرحة قطرية وعربية غمرت قلوبنا بالسعادة الحقيقيّة، حيث تؤرخ وتوثق عمق العَلاقات التاريخيّة بين البلدين، المبنية على مبادئ وقيم ثابتة منذ تاريخ طويل حافل بالإنجازات والمواقف الثابتة بروح عربية أصيلة، نجدد ثمارها الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وتربطنا لغة وثقافة ومنهج ثابت بعمق التحوّلات الاقتصادية والثقافية والسياسية، وتزداد رغم قوة التحديات السياسيّة، وتصمد بقوة المواقف والتصدي لأي تيار يُهدد أمن وسلامة البيت الخليجي.

وأجمل ما كان في أولوية الزيارة الكويتية القضية الفلسطينية، وهي القضية العربية ومصدر اهتمام وأولوية كافة الخطابات والزيارات التاريخيّة، حيث تم التأكيد على ضرورة وجود آلية لوقف الحرب، وذلك بالمُشاورات المُشتركة والموقف السياسي الواحد، تحسبًا لوقوع كارثة إنسانية، حيث ستؤثر حتمًا على المِنطقة العربية بأكملها، وليست فلسطين وشعبها فقط، وهذه الزيارات تُعزّز العَلاقات الأخوية بالمقام الأول، وتفتح آفاقًا جديدةً للعَلاقات بين البلدين، للارتقاء بالعمل الخليجي المُشترك، تزامنًا مع الأحداث الراهنة التي تمرّ بها المِنطقة، فهي بحاجة إلى مزيدٍ من اللقاءات التشاورية التي تدعم وَحْدة الصف الخليجي وقوة الترابط بين الشعوب، ما يزيد من رفعة البيت الخليجي، وهذا سوف يُعزز المكانة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية لخدمة المنطقة الخليجية والعربية، كما أنها عززت التعاون الأمني لمُكافحة الجرائم والمُخدِّرات وتأمين الحدود، وأهمها مُحاربة التطرّف وخطاب الكراهية، ونشر ثقافة الاعتدال، وهي تعتبر من أهم الركائز الثقافية، حيث لعب الذباب الإلكتروني دورًا كبيرًا، لكن نستطيع مُحاربته بزيادة الوعي الثقافي والأمني لسلامة البيت الخليجي والعربي، وشعوبنا اليوم لديها الوعي الكافي، وتمتلك قوتها الداخلية من قوة وترابط قياداتها الرشيدة، ودعمت الزيارة تعزيز العَلاقات المُشتركة وقوة الروابط بين البلدين، إن إهداء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى سيف المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني لسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يأتي تقديرًا لسموه وقوة العَلاقات والروابط بين البلدين، خاصة أن هذا السيف لا يُهدى إلا للملوك ورؤساء الدول، بالإضافة إلى ما لمسناه من مشاعر الشارع القطري وقوة التعبير الوطنية والمُشاركة القوية باحتفالات اليوم الوطني الكويتي وزخْم المشاعر الفياضة عبر وسائل الإعلام المُختلفة؛ تعبيرًا عن الحب والمُشاركات الوطنيّة للشعب الكويتي، قيادةً وشعبًا، حتى أصبحت الآثار الناجمة عن هذه العَلاقات بوابة الاستثمارات في شتى المجالات، وسوف تعود ثمارها على أمن وسلامة كل من الشعبين القطري والكويتي، وهذا هو طموح المِنطقة الخليجية والعربية، وحفظ الله قطر والكويت، وعامًا وراء عام، نُشارككم أفراحكم وإنجازاتكم.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X