بقلم/ العنود الهاجري:
أكتب بقلمٍ يملؤُه الخِذلان.. هذا القلم يحارب بكتاباته ومفرداته لكي لا تموت القضية في قلوبنا.
أكتب ألمًا وأملًا أن يكون النصر قريبًا وحليفنا جميعًا، وسوف يأتي اليوم الموعود وستجمُعنا الصلاة على أرض فلسطين يومًا ما..
أهالينا في غزة لا يحتاجون لكلمات من المُواساة، هم بحاجةٍ إلى رغيف خبزٍ حارّ من مخبز المعشر أو النجمة أو مخبز أبو يونس، هم بحاجة إلى سماع أصوات ضحكات أطفالهم في فناء المنزل لا صرخاتهم، هم بحاجة إلى النظر في السماء الصافية دون الخوف من هجمات العدوّ الغاصب، عن ماذا أحدثكم؟
عن مستشفياتهم التي أصبحت دون أطباء ولا أجهزة ولا أدوية!! أم عن تلك الخيام التي تُؤوي عشرات النّازحين دون دفء ورحمة، بل أصبحت أغطيتهم هي الأمطار المنهمرة، وأحلامهم أصوات المدافع والقنابل، أم عن تلك الأم التي تلد طفلها وهي تعلم أنَّها ستفارقه بسبب أنعدامية الأمان. ما يؤلمني أكثر أنني أحدثكم عن مقومات الحياة الطبيعية التي هي من حقوقهم، ولكنها أصبحت مسلوبة، نحن نرى دماءهم ونسمع صرخات أنينهم، ولا نستطيع أن نردع هذا الظلم الذي أحاط وطّوق سماءهم، فسلام عليكم يا قوم لم تروا السلام يومًا.
ولا يسعني إلا أن أقول: الأرض أرضكم والسماء سماؤكم، فهذي أرض العزة والكرامة وأرض النضال والمقاومة، ونحن نؤمن بما قال الله تعالى في كتابه الكريم: ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ البقرة (٢١٤).. وأنتم الغالبون بإذن الله يا أهل فلسطين.