الدوحة – قنا :
نظم معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر ورشة بعنوان (الهوية الوطنية في دولة قطر) بمشاركة عدد من الخبراء والأكاديميين المعنيين في التراث والهوية.
وتهدف الورشة إلى تحديد مفهوم الهوية الوطنية في دولة قطر من خلال دراسات ذات أسس علمية، والمساهمة في المجال العلمي المتعلق بالهوية الوطنية في دولة قطر، وربط الباحثين بأصحاب المصلحة والمستفيدين والأطراف المعنية في القطاعين الخاص والعام لمناقشة تجاربهم فيما يتعلق بهذا الموضوع، ومشاركة ومناقشة نتائج الدراسة التي أعدها معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر.
وتخلل الورشة عرض لنتائج الدراسة قدمه الباحث فهد البوعينين وحلقة نقاشية شارك فيها سعادة السيد خالد بن غانم المعاضيد، مدير مركز الوجدان الحضاري وعضو مجلس الشورى، والدكتور جاسم سلطان، مفكر ومستشار استراتيجي، والدكتور حسن السيد، أستاذ القانون بجامعة قطر، والسيدة مريم ياسين الحمادي، كاتبة ومدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، والدكتورة بثينة الجناحي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة قلم حبر.
وقال الدكتور أحمد البوعينين، الأمين العام لدار الوثائق القطرية، في كلمة “تأتي هذه الورشة لتبرز أهمية فهم وتعزيز الهوية الوطنية في دولتنا، حيث تعد الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات والدول، وهو ما يميز كل دولة عن غيرها بثقافتها، اجتماعياتها، سياساتها، وحضارتها، مؤكدا أن الهوية الوطنية بمثابة الشفرة الحضارية للمجتمعات، والتي تواجه تحديات متعددة من الداخل والخارج، مما يتطلب جهودا مكثفة للحفاظ عليها وتعزيزها”.
وأوضح أن دار الوثائق القطرية تلعب دورا حيويا في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية القطرية من خلال الحفاظ على الوثائق والسجلات التاريخية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من تراثنا الثقافي والحضاري. كما تعمل على إتاحة هذه الموارد للباحثين والأكاديميين والجمهور، مما يساعد في تعميق فهمنا للماضي وتوجيه مسار مستقبلنا.
وأكد البوعينين على دور مؤسسات الدولة قائلا:” وفي ظل العالم المتغير والتحديات العديدة التي تواجه هويتنا الوطنية، من الضروري أن تسهم المؤسسات التعليمية والبحثية مثل جامعة قطر ومعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية في رصد هذه التحديات واقتراح سياسات عامة تساعد في الحفاظ على هويتنا وتعزيزها، منوها إلى أن هذه الورش تمثل فرصة فريدة لتبادل الأفكار والخبرات وتشكيل مستقبل يحافظ على هويتنا الوطنية في مواجهة التحديات العالمية”.
وفي كلمتها قالت الدكتورة كلثم الغانم مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر:” جاءت هذه الدراسة لتقيس مستويات التمسك بالهوية الوطنية، وتوفير بيانات موثوقة حول محددات الهوية الوطنية. وقد تم جمع بيانات من عينة ممثلة من المواطنين بلغت 1202، والخروج بنتائج علمية، هذه النتائج سوف تساهم في تعزيز المعرفة العلمية بخصوص موضوع الهوية الوطنية وإشكالياتها”.
وأضافت :”هدف فعاليتنا اليوم هو إيصال هذه النتائج للجهات ذات الصلة وللباحثين، ومناقشة نتائج الدراسة وتوضيح مفهوم وخصائص ومهددات الهوية الوطنية في دولة قطر وطرق تعزيز هذا المفهوم، وزيادة التعاون وتبادل الأفكار والمساهمة في مجال المعرفة التي تتعلق بالهوية الوطنية”.
ودعا المشاركون في ختام الورشة إلى أهمية استمرار تطبيق دراسات الهوية الوطنية عبر الزمن ومعرفه التغيير، وإدراك خطر البعد عن اللغة العربية على هوية المجتمع، وتنفيذ الدراسات التي تساهم في الحفاظ على اللغة العربية، والتركيز على دور الأهل في تعليم الأولاد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في المجتمع القطري، وعلى أن تقوم المؤسسات العامة بتوعية الأسر القطرية من خلال برامج تنبه إلى عواقب الاعتماد على عاملات المنازل في الحياة الأسرية وتربية الأطفال، الأمر الذي قد تكون له آثاره السلبية على تعزيز الهوية القطرية.
كما أكدت على أهمية التحدث باللغة العربية مع الأطفال، والاعتماد على اللغة العربية في التعليم وفي أماكن العمل، بالإضافة إلى غرس القيم الوطنية عند الشباب والالتزام بعناصر الهوية الوطنية، وبناء على نتائج الدراسة التي تشير إلى نسب عالية من الاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء الوطني فإن الاستمرار بالأنشطة الحالية مثل الاحتفال باليوم الوطني والالتزام باللباس الرسمي وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالهوية الوطنية، أمر ضروري.