باريس – قنا:
باريس – قنا: حضرَ صاحبُ السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مأدبة العشاء الرسمية التي أقامها فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة، تكريمًا لسموه والوفد المرافق في قصر الإليزيه أمس.
وفي بداية المأدُبة، ألقى فخامة الرئيس الفرنسي كلمة رحب فيها بسمو الأمير المفدى والوفد المرافق، معربًا عن ترحيب وتشرف الجمهورية الفرنسية بهذه الزيارة، وسعادته الشخصية البالغة بها. كما أشاد فخامته بما حققته العلاقات الثنائية خلال السنوات الماضية من إنجازات، مجددًا شكره وتقديره لسمو الأمير على جهود دولة قطر الدبلوماسية إقليميًا ودوليًا. من جانبه، أعرب سمو الأمير المفدى في كلمة بهذه المناسبة، عن تقديره البالغ لفخامة الرئيس الفرنسي على ما لقيه سموه، ووفده المرافق من حفاوة الاستقبال، مؤكدًا حرصه على مواصلة العمل المشترك لتوطيد العلاقات الثنائية على كافة الصُعُد، لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين.
كما أكّد سمو الأمير على ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات الرسمية بزيادة استثمارات دولة قطر في فرنسا إلى 10 مليارات يورو خلال السنوات القادمة، والتي ستوجه لتعزيز الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، وأشاد سموه خلال الكلمة باستعدادات مدينة باريس لاستضافة أولمبياد باريس 2024 في الصيف المُقبل، معربًا عن تطلع دولة قطر للتعاون في إنجاح تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي.
وجرى خلال مراسم مأدبة العشاء الرسمية، منح سمو الأمير المفدى وسام جوقة الشرف برتبة «فارس» من فخامة الرئيس الفرنسي تقديرًا لجهود سموه في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين.
من جانبه، منح سمو الأمير المفدى، فخامة الرئيس الفرنسي سيف المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، تجسيدًا لدور فخامته في دعم العلاقات بين البلدين وتطويرها.
حضر مأدبة العشاء الرسمية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وعددٌ من أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير ورجال الأعمال وكبار المسؤولين.
وحضرها من الجانب الفرنسي عددٌ من أصحاب السعادة الوزراء، وأعضاء مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية ورجال الأعمال وكبار المسؤولين.
كلمة سُموّ الأمير
وفيما يلي كلمة سُموِّ الأمير المُفدَّى خلال مأدبة العشاء الرسميّة للرئيس الفرنسي:
فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون
السيدة ماكرون،
أصحاب السعادة،
الحضور الكرام،
بداية أشكركم فخامة الرئيس على كلمتكم الكريمة، وعلى حفاوة الاستقبال التي قُوبلت بها هذا اليوم في بلدكم الرائع.
لقد شاهدت منذ وصولي إلى باريس مظاهرَ الاستعدادات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية بعد عدة أشهر، وتذكرت الاستعدادات التي قمنا بها قبل بطولة كأس العالم 2022 في قطر.
لقد تابعنا الأداء المتميز الذي قدمه المنتخب الفرنسي في قطر، وما زلت أذكر حضوركم فخامة الرئيس للمباراة النهائية ولمباراة نصف النهائي مع المنتخب المغربي كذلك.
نحن ممتنون لفرنسا على ما قدمت لنا من دعم في مجالات أمن البطولة خلال استعداداتنا وخلال البطولة نفسها، والآن نحن نقومُ بالتعاون الأمني مع فرنسا أثناء استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية، ونتطلع إلى الحضور وتشجيع الرياضيين في هذه الدورة العريقة.
السيدات والسادة،
إنَّ الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا وقطر متعدّدة الأبعاد. وعلى الصعيد الدبلوماسي، فإننا نعمل بشكل وثيق لتحقيق حلول سلمية لمختلف النزاعات في العالم.
وحاليًا، تبذل فرنسا وقطر جهودهما بشكل يومي من أجل إحلال السلام والعدالة في الصراع الجاري في الشرق الأوسط.
إنَّ المخاطرَ الحاليةَ أعلى من أي وقت مضى، والعالم يشهد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الشقيق باستخدام سلاح التجويع والتهجير القسري والقصف العشوائي، وما زال المجتمع الدولي يفشل في تبنّي موقف موحد لوقف الحرب في قطاع غزة، وتوفير الحد الأدنى من الحماية للأطفال والنساء والمدنيين، وفي حين أننا نسابق الوقت لإعادة الرهائن إلى أسرهم، يجب علينا أن نضع حدًا لمعاناة الشعب الفلسطيني.
صديقنا العزيز،
تعتبر فرنسا منارة للحرية والمساواة، ولا أتصور شريكًا أقوى في أوروبا للضغط من أجل تحقيق العدالة فيما يتعلق بالدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
إن الدبلوماسية المشتركة بين بلدينا في مختلف المناطق عبر عقود من الزمن تعني أن فرنسا وقطر أكثر من مجرد شريكين… فنحن صديقان قبل أن نكون شركاء. وتمتد هذه الشراكة عبر العديد من القطاعات لتشمل الجوانب العسكرية والدفاعية والثقافية والاقتصادية والطاقة وغيرها.
في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من أزمة طاقة، تعمل قطر للطاقة وتوتال إنيرجي جنبًا إلى جنب لضمان توفير الإمدادات اللازمة من الطاقة لأوروبا، كما تعملان في مختلف أنحاء العالم للتخفيف من حدة الفقر وعدم المساواة في مجال الطاقة.
وفي المجال الاقتصادي، لدينا استثمارات مشتركة توفر فرص عمل وفرصًا اقتصادية في بلدينا، وتشمل العديد من المشروعات.
فهناك ما يقرب من 500 شركة فرنسية في قطر، بما في ذلك الشركة التي شاركت في إنشاء مترو الدوحة، وفي فرنسا يستثمر جهاز قطر للاستثمار في مجالات عديدة منها البنية التحتية والضيافة والقطاع الصحي والتكنولوجيا.
كما اتّفقنا خلال مباحثاتنا اليوم على زيادة استثمارات دولة قطر في فرنسا بمبلغ 10 مليارات يورو، والتي ستوجه لتعزيز الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين، وستمثل رافدًا مهمًا لعوائد استثماراتنا للأجيال القادمة والتي لا نقوم باختيارها إلا على أسس اقتصادية ربحية تعود بالنفع لبلدَينا وشعبَينا الصديقَين.
إنَّ روابطنا الثقافية والرياضية متميزة جدًا، بالإضافة إلى مساعينا في مجال التعليم، وكذلك التعاون في مجال إقامة معارض للمتاحف وبرامج لدعم الفنانين.
السيد الرئيس،
لدينا أملٌ في المستقبل، وأملٌ في تعزيز الصداقة بين فرنسا وقطر، وأملٌ في جهودنا المشتركة مع المجتمع الدولي لإحلال السلام والازدهار في العالم.
شكرًا جزيلًا.