حوار – حسام نبوي:
فجَّرتْ مريم الجابر مُفاجأةً من العيار الثقيل بدخولِها عالمَ الهجن، كأوَّل قطرية تشاركُ في المِهرجان السنوي لسباق الهجن العربية الأصيلة المقام على سيف حضرةِ صاحب السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدَّى (حفظه الله ورعاه)، والكلُّ ينتظر ما ستقدمه مريم الجابر في المِهرجان السنوي الكبير. « الراية الرياضية « التقت مريم الجابر للحديث عن دخولها عالم « الريس «، وتربية الهجن والمشاركة في السباقاتِ، وقدرتها على المُنافسة في أغلى وأكبر المهرجاناتِ، وسط وجود أسماء وشعارات رنّانة لها باع كبير في عالم سباقات الهجنِ، حيث كشفت الستار عن كيفية دخولها مجال الهجنِ، وأسباب ودوافع ذلك، كما تحدّثت عن طموحاتها ورؤيتها المستقبلية في الحوار التالي:

• في البدايةِ، كيفَ جاءتْ لكِ فكرة دخول عالم الهجن؟
هي ليستْ فكرةً بل هي شغف بالأصالة والتراث والهُوية، منذ الصغر أمارس هواياتي البرية، وقضاء وقتي مع الخيل والطير والإبل.
وقبل دخولي عالم الهجن كنت مدربة خيل وفارسة لمدة تقارب 15 عامًا، إلا أنني عندما تعاملت مع الهجن انجذبت لها بشكل كبير، وبدأت في البحث عنها ودراسة كيفية التعامل معها وتضميرِها وامتطائها إلى أن أسرتني الهجن، ووجدت نفسي في عالم الهجن، حيث اشتريت مجموعةً من سنّ «المفاريد» وبدأت بتأسيسها، وكانت لي مشاركة بتلك المجموعة، وحصلت فيها على المركز الأوّل مع البكرة «الحايزة»، ومن ثم اشتريت مجموعةَ هجن من مختلف الأعمار؛ بهدف اكتساب خبرة أكثر، وشاركت في عدد من السباقات، وحققت عدة مراكز متقدمة في «أشواط مؤسسة الأصايل « والتي أشكر القائمين على تنظيمها، حيث مكنتني من تجهيز الهجن وتجهيز ذاتي لخوض السباقات الكبيرة.
• وما هو شعورك بالمشاركة بصفة رسمية كأول امرأة في المِهرجانِ؟
بكل تأكيد أشعر بالفخر، كأوّل قطرية يكون لها سجلات في اللجنة المنظمة لسباقات الهجن، وبكل تأكيد هذه المشاركة، ستفتحُ البابَ أمام العنصر النسائي لدخول عالم الهجن بكافة مجالاته، من حيث التضميرُ والتدريب والركوب، مثلها مثل رياضة الفروسية، ولكن بلمسات مختلفة، سيشهدها التاريخ.
• وكيف تم تسجيلكِ في اللجنة؟
بناءً على ما قمت به من اجتهاد شخصي مدة تقارب سنةً ونصفًا في تضمير الهجن، ومشاركاتي الدولية.
دعتني اللجنة المنظمة لسباقات الهجن مشكورة بالموافقة على تسجيلي كحالة استثنائية في الوقت الحالي، ومنحي رخصة المشاركة، الأمر الذي أتاح لي الفرصة اليوم بالمشاركة في أغلى المهرجانات، فتواجدي في المهرجان السنوي الكبير كان حُلمًا بالنسبة لي وتحقّق، ولله الحمدُ.
• وما هي الصعوبات التي واجهتِها؟
في البداية، واجهت صعوبات كثيرة، بحكم أنني الفتاة الوحيدة في هذا المجال، ولم أستطع أخذ الخبرة إلا بالتجربة والبحوث الشخصية، حيث أخذ ذلك من وقتي وجهدي الكثير، إلى أن صنعت نفسي من خلال التجارب والأخطاء التي مررت بها، حتى تمكّنت من خلال خبرتي البسيطة من الوصول إلى بداية الهدف.
فكما تعلم أن هذه الرياضة تتطلب تواجدي « بعزبة الريس»، معظم الوقت للإشراف على تغذية الهجن وتدريبها ومتابعة صحتها، ابتداءً من مرحلة التجهيز إلى مرحلة ما بعد السباقات. بالإضافة إلى تحميل الهجن وتنقلنا من دولة إلى أخرى، وليس من السهل الجمع بينها وبين وظيفتي ومهامي الخاصة.

• مريم شاركتِ في كم مهرجان من قبل؟
شاركتُ في أكثر من مهرجان، حيث شاركت في مهرجان ولي العهد بالطائف، كأول هجانة قطرية بعد أن تأهلت وحصلت على رخصة المشاركة في أول ماراثون نسائي تنظّمه المملكة العربية السعودية.
كما شاركتُ في مِهرجان الملك سلمان في ميدان الجنادرية بصفتي مالكة ومضمرة، حيث قمتُ بالمنافسة في أحد أشواط السيارات مع البعير « الشبابي»، وحقق مركزًا متقدمًا، وهذه المشاركات منحتني دفعةً معنويةً كبيرة لتقديم الأفضل في المستقبل والاستمرار في العملِ.
• وما هي مشاركاتك في مهرجان سيف سُموّ الأمير؟
أجهزُ للمُشاركة في شوط السيف، وفي ميدان الشيحانية بشوط السيارات من سن الجذاع، بالإضافة إلى شوط آخر من سن الحقايق بميدان لبصير، فأنا أستعد لتحقيق مفاجأة في المِهرجان، بإذن اللهِ.
• هل تستطيعين المنافسة على السيف؟
لمَ لا، فطموحي لا حدود له، أعلم أن المهمة صعبة، ولكن لا يوجد مستحيل، وأنا أثق في قدراتي وإمكانية التفوق والنجاح بالعمل الجاد، والسيف سيظل حُلمي وهدفي الذي أسعى لتحقيقه، وسأظلّ وراء حُلمي من مِهرجان للآخر حتى أحققه، بإذن اللهِ.
• وما هو طموحك في المستقبل؟
طموحي أن أمثّل المرأة القطرية خير تمثيل، وأثبت جدارتها في كافة المجالات.
• كلمة أخيرة؟
أتوجّه بالشكر الخالص إلى حكومتِنا الرشيدة على دعمِها السخي واللامحدود؛ من أجل الحفاظ على هذا التّراث والأصالة.
كما أتقدمُ بشكري وتقديري للجنة المنظمة لسباقات الهجن على منحي فرصة المُشاركة كحالة استثنائيّة في الوقت الراهن، وأتمنَّى أن أكون عند حسن الظنّ، وجديرة بهذه الثقة الكبيرة، وأن يحالفني التّوفيق وأحقق نتائج جيدة، بإذن الله.