البطاقة الشخصيّة

الاسم: يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر النمري القرطبي المالكي.

شهرته: ابن عبدالبر.

كنيته: أبوعمر.

تخصصه: حديث وفقه.

تاريخ ميلاده: 368 هـ – 978 م.

مكان ميلاده: قرطبة «الأندلس – إسبانيا».

تاريخ وفاته: 463 هـ – 1010م.

مكان وفاته: شاطبة «الأندلس – إسبانيا».

طول عمر وعلو سند

من منّة الله على الإمام ابن عبدالبر أن طال عمره فعاش خمسة وتسعين عامًا، فأدرك من العلماء ما لم يدركه جمع غفير من أقرانه، وتميز بقدم سماعه، وبورك له في عمره فسخره في طاعة الله والدعوة إليه، والتعليم والتدريس، والجمع والتصنيف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، ولقب بحافظ المغرب، وتخرّج على يده ُثُلة من العلماء الأفذاذ من أشهرِهم ابن حزم، والذي كان ينبسطُ إليه ويُؤانسه، وعنه أخذ فنّ الحديث.

الموسوعيّة العلمية

امتاز الإمام ابن عبد البر بالتبحّر في العلوم فكان موسوعةً علميةً، إذ هو فقيه لا يشق له غبار، ومن أوائل رجال الفقه الذين اهتموا بالفقه المقارن، ومع كونه رأسًا في المالكية، لكنه كان كثيرًا ما يأخذ بأقوال الشافعية، ويُرجِّحها على أقوال أصحاب مذهبه، وهو أيضًا من رجال الحديث الذين يعتمد على ضبطهم وروايتهم، وهو أحفظ أهل الأندلس والمغرب، بل هو مِمَّنْ بلغ رتبة الأئمة المجتهدين. والمطلع على مؤلفات ابن عبد البر يدرك أنه أمام قامة كبيرة، فمؤلفات الرجل تنبئ عن موسوعته، واتساع باعه في العلوم، فقد كتب في الفقه والحديث والتراجم والسير، والأدب، وفضل العلم وغير ذلك، وكل مؤلفاته أصبحت محط اهتمام العلماء من بعده، بل أضحت مصادر يعتمد عليها عند من جاء بعده إلى يوم الناس هذا.

كتابه العظيم «التمهيد»

قدّم ابن عبد البرّ للمكتبة الإسلامية عددًا كبيرًا من المؤلفات العظيمة النافعة في شتى العلوم والمعارف، لكن كتابه الموسوم بـ «التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد» كان له الحظ الأكبر من العناية والرعاية والثناء، صنّفه ورتّبه على أسماء شيوخ مالك، حسب حروف المعجم، وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله، قال ابن حزم: «لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟» قال ابن عبدالبر عن كتابه» التمهيد» :

سمير فؤادي من ثلاثين حجّة وصاقل ذهني والمفرّج عن همّي

بسطت لهم فيه كلام نبيّهم لما في معانيه من الفقه والعلمِ،

وفيه من الآداب ما يهتدى به إلى البرّ والتقوى، ونهيٌ عن الظلم.

رحمه الله وغفر له وجزاه خيرًا على ما قدّم وعمل.