تُعد الفنانة هاريت بيكر فنانة النرويج الشهيرة، التي صُنفت -من بين ما صنفت- مع رواد المدرسة الواقعية لكنها أيضًا كانت ممن رسخوا بفنهم مفاهيم للمدارس الأخرى، فكانت ضمن رواد الانطباعية أيضًا وكان لها إنتاج كثير في هذا الباب.

أيضًا تعد فكرة استخدام الضوء -في المدارس الإسكندنافية- لها طابعها الخاص، بحيث مال الكثيرون أمثال إليف بيترسون، الذي كان أحد أهم أساتذة هاريت بيكر، كانوا أميَل للضوء الخافت وتوزيعه سواء من درجات الأصفر والأحمر الشاحب أو من درجات الأخضر والأزرق الأكثر خفة، أي إنه في معظم الحيان لجأ فنانو إسكندنافيا إلى ما يُعرف بالتشحيب أي استخدام الضوء الشاحب، الذي يقول بعض النقاد إنه كان مناسبًا أكثر لطبيعة بيئتهم التي يندر سطوع الشمس فيها، ومن ثم كان أكثر تعبيرًا عن بيئتهم.

ولدت هاريت بيكر في يناير 1845 لأسرة نرويجية غنية في هولمستراند وانتقلت للعيش في أوسلو حيث بدأت دروسها الأولى في الرسم على يد المعلم الكبير جوشيم كالمير، الذي كان يتحلق حوله العديد من التلاميذ، ثم انتقلت للدراسة مع فريدريك إيكر سبيرج ثم كريستين برون، لكن فلنقُل إن أهم خطوة في مشوارها الفني كان الفنان النرويجي الكبير إيليف بيترسون، الذي تعلمت منه تقنيات كثيرة ومنها تقنيات توزيع الضوء وكانت تليمذته النجيبة في معظم أعمالها وكان هو أيضًا متأثرًا نوعًا ما بالانطباعية، بعد ذلك التحقت بأكاديمية ميونيخ للفنون حتى عام 1878، وبعدها رحلت لتكمل دراستها في إحدى المدارس الباريسية الشهيرة آنذاك وهي مدرسة مدام تريلات، وقضت في باريس نحو عشر سنوات عاصرت فيها أوج المدارس الجديدة ومن بينها المدرسة الانطباعية وتأثرت بها كما ذكرنا وقامت برحلات داخل أوروبا حيث حصلت أختها على الميدالية الفضية في المعرض العالمي، ثم ميدالية الملوك الشهيرة التي تُمنح للنابهين من فناني النرويج، تُعد أعمالُها من أهم الأعمال التي تتسابق المتاحف على اقتنائها خصوصًا متحف بيرجن الشهير، توفيت هاريت بيكر عام 1932.

 

 

 

[email protected]