قادة المستقبل.. مبادئ القيادة الشخصية
أنت هنا من أجل معرفة من أنت؟ وأين تقف وكيف تعيش وتطبق رسالتك الحياتية الخاصة بك؟
سنركز على بَوْصلة حياتك وهي أن تفهم وجهتك وتعرف إلى أين أنت ذاهب ومن ثم تعرف إلى أين تقف الآن وعلى ذلك تحدد الطريق الصحيح، الغاية عندما نرسمها في أذهاننا تتطلب منا العمل من أجلها للوصول إلى ما نريد تحقيقه.
كل الأمور تبتكر مرتين:
مرة في الذهن وهي العقل، والأخرى على أرض الواقع، وكل ما تفعله على أرض الواقع جاء قبلها في الذهن، على سبيل المثال إذا أردت أن تصمم منزلًا خاصًا بك سوف ترسمه في ذهنك ومن ثم تحوله على أرض الواقع، وهذا الأمر يتطلب منك جهدًا للعمل عليه حتى لا يكون عقلك عرضة للآخرين، يسيّرونك ويضعون ما لا تريده وتطبقه، إن الله أعطانا العقل لنفقه ونعي ما نفعله في حياتنا لا لكي نركن العقل جانبًا ونسير في الحياة دون وجهة وأشير هنا إلى قوله تعالى «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» ووردت آيات قرآنية عديدة تدل على أهمية العقل وكيف للإنسان أن يحرص على توظيف عقله في بناء نفسه وتوجهاته ومن ثم قراراته، لذلك يجب أن يكون هناك تصور كامل في ذهنك عن حياتك بشكل عام، وتكون لديك عدة تساؤلات منها:
ما هي رسالتك في الحياة ؟
ما القيم التي تحيا من أجلها والأثر الذي تريد أن تخلفه وراءك؟
ماذا تريد أن تكون؟
هل تعلم أن هناك العديد من المشاكل التي يعيشها الإنسان في حياته ويكون السبب هو:
1- إما عدم وجود رسالة محددة في الحياة فتكون حياتك عشوائية دون خطة، مما يعرقل الأهداف الأكثر أهمية لديك.
2- والبعض منهم يسمح للآخرين أن يشكل حياته ودوره وقيمته في المجتمع ويضع له دورًا وحجمًا معينًا فمضى في تنفيذه دون خيار.
بالفعل هناك من يعيش على الهامش ويعيش حياة روتينية قاتلة دون أن يعرف من هو ولماذا وُجد على هذه الأرض وتستمر حياته وكأنها سفينة تضربها الأمواج من كل مكان وهذا الأمر يسمح للمشكلة الثانية أن تدخل وبشكل سهل وهي السماح للآخرين في أن يدخلوا السفينة ويساعدوا في جعل الأمواج تضرب ما بداخل عقله، ما يجعل الشخص في تشتت دون وجهة يتجه إليها.
قد لا تكون أنت المبتكر الأوّل!!
صحيح أن كل شيء يُبتكر مرتين ولكن ليس كل ابتكار يأتي بنتاج لتصميم واعٍ إذ يقوم الآخرون أو الظروف الخارجية عن دائرة تأثيرنا إلى تشكيل حياتنا نيابة عنا على سبيل المثال: لا يزال الوالدان هما اللذان يشكلان حياة أبنائهما حتى في اتخاذ قرارات العمل والدراسة وهذا ما ينعكس في أغلب الأحيان سلبًا عليهم.
لذلك لديك خيار إما أن تكون أنت المبتكر الأول وتسير على ما وضعته مبادرتك وعقليتك أو تكون مبتكرًا ثانيًا بناء على ما وضعه الآخرون لك في حياتك.
إن ابتكار القيادة والإدارة جاء في أهم نقطتين وهما القيادة وهي العقل والذهن، والإدارة وهي الواقع الذي وضعته أنت كمبتكر أول. وجاءت القيادة قبل الإدارة لأنها التي تقود الإدارة وعليه فالعقل يقود الواقع وما تفعله في حياتك.