فنون وثقافة
في لقاء خاص مع ممثلي الصحافة المحلية.. علي بن طوار :

«إتقان» علامة مميزة على شاشة تلفزيون قطر

حققنا أعلى نسب مشاهدة بساعات الذروة في رمضان الماضي

المؤسسة القطرية للإعلام أكبر داعم ومحفز للبرنامج

خطة للمشاركة في المهرجانات المحلية والعالمية

استحداث «إتقان» وهي شخصية افتراضية تعتمد على الذكاء الاصطناعي

الدوحة- هيثم الأشقر:

مدفوعًا بشغفه وحبه لاكتشاف العالم عن طريق دراجته الهوائية، يعود علي بن طوار الكواري في نسخة ثالثة من برنامج «إتقان»، ليتناول مواضيع مميزة، ويلتقي بضيوف استثنائيين، ودائمًا تحت شعار «الإتقان». في موسم يتحدث عن الريادة، والتطور، والعلم، والثورة التكنولوجية المتسارعة. منطلقًا من قطر التي تحتل الصدارة العربية في الريادة والتطور وتحقيقًا للرؤية الشاملة.

وأكد الباحث ومقدم البرنامج علي بن طوار الكواري أن هذه النسخة من «إتقان» بدأت كالعادة من قطر التي باتت مركزًا إقليميًا للحلول الذكية والتحول الرقمي، لينطلق بعدها البرنامج إلى العالم للتعرف أكثر على أوجه الذكاء الصناعي والابتكارات العلمية والتكنولوجية. وقال في تصريحات لـ الراية: إن البرنامج حرص على الإتقان قبل البحث عن الإتقان. متمسكًا بالمصداقية والهوية والثقافة والخطوط العريضة للبرنامج، في وقت لا مجال فيه إلا للعقل المستنير، والعقول المتقنة المعتمدة على تقنيات العصر المتسارع الوتيرة.

 مشددًا على دور الهوية كمحرك أساسي للتقدم إلى المستقبل. حيث قام البرنامج بزيارة مركز نوماس للتعرف على خططه ورؤيته لتعزيز الهوية والتراث في نفوس الأجيال الصغير، وذلك إيمانًا من فريق عمل البرنامج بأن التسلح بالماضي هو السبيل الوحيد للتقدم إلى المستقبل. وتثبيت الهوية لدى شبابنا يمنحهم مستقبلًا مشرقًا مستندًا على أسس قوية تتعلق بالدين والقيم، والعادات والتقاليد. مشيدًا بالجهود التي تقدمها الدولة للمحافظة على التراث الثقافي الوطني، وتعزيز القيم والهوية العربية والإسلامية، باعتباره مسؤولية وطنية من أجل مصلحة الأجيال المقبلة.

دعم كبير

ويرى الكواري أن دعم المؤسسة القطرية للإعلام ذلل العديد من العقبات أمام فريق عمل البرنامج حتى أصبح «إتقان» علامة مميزة على شاشة تلفزيون قطر، وذلك في ظل ما يحققه المشروع من نجاحات عديدة. مشيرًا إلى أن فريق عمل البرنامج يضم نخبة محترفة في صناعة الصورة والمحتوى، حيث تم تصوير البرنامج بتقنيات عالية الجودة، مستخدمًا نمط الإنتاج «ديجيتال سينما»، لإظهار المحتوى بشكل يليق بفكرة الإتقان حيث يتكون فريق البرنامج من 46 شخصًا من مختلف التخصصات في التصوير، الإضاءة، الجرافيك، المونتاج، المؤثرات البصرية، موضحًا أن طاقم العمل الفني كان فرنسيًا بالكامل وتحت إدارة إيمانويل سولر وهو من أبرز الأسماء العالمية في عالم الصورة. فيما ركز فريق البحث المكون من 14 شخصًا على مدار ثمانية أشهر على البحث المطلق، للوصول إلى شريحة مهمة من البحوث.

حلقات متنوعة

وأشار إلى أن البرنامج الذي يتكون من 20 حلقة، تم تصويره في ثلاث قارات، وهي آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، ليجول البرنامج في 5 دول وهي قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الجنوبية، وفرنسا، وألمانيا. فيما طرح البرنامج مواضيع ريادة الأعمال بنسبة 25%، والتكنولوجيا بنسبة 20%، والنماذج العلمية بنسبة 20%، والتعليم 15%، والصحة 10%، والمشاريع الحكومية 10%. مضيفًا: ووصلنا إلى غرف الابتكار التي أدت إلى تغيير العالم، وخاصة ممن لديهم شراكات مع دولة قطر، وسعينا في كل ذلك إلى تعزيز المصداقية، بتقديم المعلومة المدققة والصادقة، كما أدخلنا لأول مرة عنصرين أساسيين، وهما «إتقان» وهي شخصية افتراضية، اعتمدنا فيها على الذكاء الاصطناعي، وكانت تصاحبني دائمًا، ليدور حوار بيني وبينها، في إطار من التفاعل. لافتًا إلى أن البرنامج حرص على التنويع في أسلوب الطرح ما بين الترفيه، والتوعية، والتنمية، ليأتي الموسم الثالث من البرنامج بقالب مميز، لا يشبه غيره، وذلك بالتركيز على المستقبل، وما ستكون عليه دولة قطر، وخاصة بعدما أصبح اسم الدولة يتردد في جميع دول العالم، واهتمامها الكبير بالأجيال القادمة، ولذلك كان القرار بالتركيز على هذه الأجيال. متطرقًا إلى «دراجته الهوائية»، والتي تستقطب شريحة عريضة من الشباب، حيث تستهويهم هذه الدراجة بحركاتها، ويشعرون بقربها منها، كما حرصنا على التوجه إلى أماكن بعيدة لاستقاء المعلومة الصحيحة، وبالشكل الذي يؤدي إلى اكتمال الصورة الصحفية، حرصًا على الدقة والمصداقية. ولفت الكواري إلى أن الموسم الثالث ناقش مواضيع متنوعة مثل التكنولوجيا وتأثيرها على العائلة، سباق الريادة، الحروب التقنية، مستقبل الروبوت في قطر، المبادرات والمشاريع الشبابية القطرية، خاصًّا بالذكر حلقة «التزييف العميق»، والتي كانت بمثابة خدعة أخلاقية للمشاهدين، عن طريق تقديم شخصيات مشهورة، مثل خالد جاسم، وعبدالله الغافري. لتوعية الجمهور بمخاطر استغلال الشخصيات المشهورة في عمليات الاحتيال الإلكتروني. وحلقة الطب البديل والطب الرقمي، من خلال زيارة لمستشفيات في كوريا، حيث شاهدنا علاجات مهمة استحوذت على نسب مشاهدة عالية، وتفاعل كبير.

الدبلوماسية الرقمية عززت مكانة قطر الدولية

وعن الدبلوماسية الرقمية ودورها في تعزيز مكانة قطر دوليًا يقول الكواري: تعد قطر من أولى الدول التي حققت خطوات واسعة في مجال التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات، مما منح الدولة مكانة واحترامًا دوليًا من كبرى الشركات والقطاعات المتخصصة في هذا المجال، حيث أكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة سيسكو الرائدة في مجال تقنية المعلومات والشبكات أن دولة قطر أكثر دولة رقمية على مستوى العالم، حيث بلغت نسبة الإنترنت في قطر 94.1%، وهي من أعلى المعدلات العالمية.

مضيفًا: لمسنا في برنامج «إتقان» تقديرًا عالميًا للدبلوماسية الرقمية القطرية، حيث وجدنا هناك ترحيبًا من كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات بالبرنامج، وقمنا بالتصوير لأول مرة داخل شركة مايكروسوفت، والتي تقدر ميزانياتها بحوالي 3 تريليونات دولار، في بادرة لا تمنحها هذه الشركة العالمية لجميع المؤسسات العالمية، وهو ما يعكس القوة الناعمة لدولة قطر، وقدرتها على أن تكون فعالة في القرارات الدولية في كافة المجالات.

ويرى علي بن طوار الكواري أن نظرته لقوة قطر الناعمة قبل برنامج إتقان تختلف كثيرًا عن الآن، حيث تعرف عن قرب على ما تقدمه دولة قطر للإنسانية، ودورها المؤثر والملهم للعديد من علماء العرب الذين أبدوا رغبتهم في التواجد بدولة قطر كونها بيئة محفزة للنجاح والابتكار. مشيرًا إلى حلقة العقول العربية والتي سلطت الضوء على أبرز العلماء العرب المغتربين، والذين يمتلكون عقولًا وأدمغة فرضت على أكبر الشركات والجامعات، مشيرًا إلى أن الحلقة استعرضت أيضًا قصصًا ملهمة لمن تعلم في قطر.

وعن كواليس برنامج «إتقان» أوضح الكواري أن البرنامج مليء بالتحديات، واللحظات الصعبة والجميلة، حيث كان البرنامج بمثابة الرحلة الاستكشافية، والتي استطعنا من خلالها سبر أغوار أنفسنا واستكشاف قدراتنا على تحمل التحديات، لنوصل رسالة هامة لمشاهدينا مفادها أننا نمتلك البذرة الحقيقية للنجاح، ولكن ينقصنا فقط العمل بجد وإتقان. وأضاف قائلًا: خضنا الكثير من الصعاب، ولكننا بفضل الله، ثم الفريق، طوّعنا كل هذه الصعاب، وتمكنّا من تنفيذ نسخة استثنائية تليق بفكر وذائقة المشاهد القطري والعربي.

فريق متخصص لرصد الآراء حول البرنامج 

وحول نسب المشاهدة أشار إلى أن البرنامج حقق هذا العام نسب مشاهدة عالية، مستندًا على النجاحات التي حققها في الموسمين السابقين. حيث حقق البرنامج العام الماضي أعلى نسبة مشاهدة في ساعات الذروة خلال شهر رمضان الفضيل، فيما وصلت منشورات إتقان إلى أكثر من 1460005 على الانستغرام، وبلغ عدد التفاعلات 28500 لتتجاوز نسبة التفاعل 317.377%، أما على منصة «فحقق البرنامج في رمضان الماضي 460000 تفاعل، وأكثر من 7969 زيارة يومية، وأكثر من 1500 تغريدة تم فيها الإشارة إلى حساب برنامج إتقان، أما على اليوتيوب فقد بلغ عدد المشاهدات لكل حلقة ما بين 15 إلى 30 ألف مشاهدة يومية، ليتجاوز عدد المشاهدات على يوتيوب المليون مشاهدة. ويشير الكواري إلى وجود فريق متخصص للبحث والرصد واستطلاع الآراء حول البرنامج، حيث يقوم هذا الفريق بتقييم البرنامج بصفة دورية، من خلال سؤال طلاب جامعة قطر، ورصد ردود أفعال المعنيين. مضيفًا: أحرص على الوقوف على ردود أفعال المشاهدين حول البرنامج تأكيدًا على المصداقية، وانطلاقًا من المرجعية التي نعتمدها وهي البحث عن «الإتقان». وكشف عن خطة البرنامج للمشاركة في العديد من المهرجانات المحلية والعالمية، مشيرًا إلى أن فريق البرنامج يدرس حاليًا المهرجانات التي سيتم المشاركة فيها. مبديًا ثقته في قدرة البرنامج على حصد العديد من الجوائز استنادًا لما يحققه من نجاحات كبيرة على مدار مواسمه الثلاثة. مؤكدًا على أن النجاح لا يأتي بمحض الصدفة، وإن كان النجاح ليس هدفاً لنا في حد ذاته، بل هدفنا الإتقان.

«إتقان» مؤسسة متكاملة لها رؤية واستراتيجية

وعن الخطوة القادمة للبرنامج يقول: البرنامج يتتبع خطوات النجاح والإتقان أينما كانت، مُنطلقًا من روعة الفكرة والعزم والإيمان، ليستكشف العلم وروح المغامرة، ويطلق العنان للعقول المُبدعة. لذلك فنحن نسعى لأن يكون «إتقان» ليس مجرد برنامج بل مؤسسة متكاملة لا تقوم على أفراد بعينها، مؤسسة لها رؤية واستراتيجية، وقاعدة بيانات كبرى، وتمتلك صفًا ثانيًا من المخرجين والمقدمين والمصورين والمعدين. وذلك استنادًا إلى النجاحات التي حققها البرنامج في السنوات السابقة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X