المحليات
مكارم الأخلاق

التماس الأعذار له فوائد كثيرة

إنه ينشر المحبة والألفة بين الناس.

إنه يزيل سوء الظن والعداوة بين الناس.

إنه يدفع الإنسان إلى التسامح مع الآخرين.

إنه يجنب الإنسان الوقوع في الخطأ.

ولذلك، فإن التماس الأعذار هو صفة من صفات المؤمنين، وهو من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم.

ويستند التماس الأعذار إلى مجموعة من المبادئ الإسلامية، منها:

العدل: فالإسلام يدعو إلى العدل في جميع المعاملات، بما في ذلك التعامل مع الآخرين. ويعد التماس الأعذار نوعًا من العدل، لأنه يجنب المسلم الحكم على الآخرين بشكل متسرع أو ظالم.

حسن الظن: فالإسلام يحث المسلمين على حسن الظن بالآخرين، حتى مع وجود بعض الأدلة التي قد توحي بعكس ذلك. ويعد التماس الأعذار من أوجه حسن الظن، لأنه يحاول أن يجد مبررًا لتصرفات الآخرين، حتى لو كانت هذه المبررات غير واضحة أو غير ظاهرة.

الرحمة: فالإسلام دين الرحمة، ويدعو المسلمين إلى الرحمة بالآخرين، حتى مع غير المسلمين. ويعد التماس الأعذار نوعًا من الرحمة، لأنه يحاول أن يفهم تصرفات الآخرين والدوافع التي دفعتهم إلى فعل ما فعلوا.

آية في القرآن الكريم جمعت مكارم الأخلاق

ذكرت كتب التفاسير أن هناك آية في القرآن الكريم جمعت مكارم الأخلاق، قال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ «الأعراف: 199».

ومعنى قوله تعالى خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، هو أن الإنسان يأخذ العفو وهو ما زاد عن حاجتهم وليس كلمة «شكرًا» فالعفو هو ما زاد عن الحاجة.

ويعتبر الأمر بالعرف هو الشيء المعروف وبيان الصواب والخطأ، والإعراض عن الجاهلين، نظرًا لأن الجاهل يعطل الإنسان ولا نستطيع مساعدته.

إن من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله الله تعالى له في الآية الكريمة: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ آية شافية كافية جمعت مكارم الأخلاق كلها.

علو الهمة من مكارم الأخلاق

علو الهمةِ يستلزم الجد والإباء، ونشدان المعالي، وتطلب الكمال، والترفع عن الدنايا، والصغائر، ومحقرات الأمور، والهمةُ العالية لا تزالُ بصاحبِها تضربه بسياط اللوم والتأنيب، وتزجرُه عن مواقفِ الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل، حتى ترفعه من أدنى دركاتِ الحضيض إلى أعلى مقامات المجدِ والسؤدد.

قال ابن القيم: «فمن علت همتُه، وخشعت نفسُه، اتصف بكلِّ خلق جميل، ومن دنت همتُه، وطغت نفسُه، اتصفَ بكلِّ خلق رذيل».

العلو لغةً: مصدر من علا الشيءُ عُلُوًّا فهو عَليٌّ وعَلِيَ وتَعَلَّى، ويقال: عَلا فلانٌ الجبل إذا رَقِيَه وعَلا فلان فلانًا إذا قَهَره، والعَليُّ الرَّفيعُ، وتَعالَى تَرَفَّع، وأصل هذه المادة يدلُّ على السموِّ والارتفاع.

والهمَّة لغةً: ما هَمَّ به من أمر ليفعله، يقولون: إنه لعظيمُ الهَمِّ، وإِنه لَصغيرُ الهِمَّة، وإِنه لَبَعيدُ الهِمَّةِ والهَمَّةِ بالفتح.

يقول ابن القيم: والهمة فعلة من الهمِّ، وهو مبدأ الإرادة، ولكن خصوها بنهاية الإرادة، فالهمُّ مبدؤها، والهمَّة نهايتها.

والهمة في الاصطلاح هي (توجه القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق؛ لحصول الكمال له أو لغيره).

وأما علو الهمة فهو (استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور، وطلب المراتب السامية).

يقول الراغب الأصفهاني: والكبير الهمة على الإطلاق هو من لا يرضى بالهمم الحيوانية قدْرَ وسعِه، فلا يصير عبد رعاية بطنه، وفرجه، بل يجتهد أن يتخصص بمكارم الشريعة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X