الدوحة الراية :
في أجواءٍ تملؤُها السعادةُ والفرحة، احتفلت جموعٌ من الأشبال والزهرات الكشافة في ساحة الأحمد بسوق واقف التراثي الشعبي بأجمل الليالي التراثية ليلة «القرنقعوه»، في إحياءٍ للموروث الشعبي والتراث القطري الأصيل، وتعريف الأطفال بعادات المجتمع وتقاليده القديمة، وموروثاته الشعبية في الشهر الكريم.
وقدّمت الفرقةُ الموسيقيةُ الكشفية بقيادة المايسترو محمد أحمد صالح، التابعة لجمعية الكشّافة والمرشدات القطرية، في سوق واقف، استعراضات موسيقية متنوعة، تضمنت معزوفات القرنقعوه: وطنية ومارشات، امتزجت فيها الموسيقى الوطنية بالموسيقى الشعبية القطرية الأصيلة، الأمر الذي ساهم في إضفاء البهجة والسرور على المواطنين والمقيمين، وردّد الأطفال الأغنية التراثية المعروفة بهذه الليلة: «قرنقعوه قرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة…»، كلمات يتغنّى بها الأطفالُ في قطر، ومعظم دول الخليج العربي، في ليلة «القرنقعوه» التي توافق منتصف شهر رمضان من كل عام. وخرج الأطفال في أبهى حللهم، مرتدين الملابس الكشفية والتقليدية الزاهية، حيث يرتدون عادة الأثواب الجديدة، ويضعون على رؤوسهم «القحفية»، وهي عبارة عن طاقية مطرزة يرتديها الأولاد في الخليج، وقد يرتدون كذلك «السديري» المطرز والمنديل الكشفي؛ دلاله على الكشافة القطرية. وقال عددٌ من المواطنين: إنَّ مشاركة الكشافة القطرية الاحتفال بهذه الليلة تعكس حرصهم الشديد على إحياء تلك التقاليد القديمة المعروفة منذ القدم بكافة الدول الخليجية، وتبين مدى إدراكهم وحرصهم على غرس التراث القديم في نفوس الأطفال الصغار الذين لا يدركون معاني تلك العادات والتقاليد، وحرصًا منهم على عدم اندثارها، خاصةً مع التقدم التكنولوجي الذي طغى على الحياة البدوية القديمة وألبسها أجواءً أخرى.