الدوحة – الراية:
تعتبرُ الدراما التراثية من أبرز ما حرصت الشاشة القطرية على تقديمه ضمن برامجها خلال شهر رمضان في الماضي، وقد كان مسلسل دانة من إنتاج التليفزيون القطري عام 1980، من أهم المسلسلات التي تم تقديمها في هذا الإطار، وقد تم عرضه في رمضان عام 1981. وهو من تأليف جاسم صفر وعبد الرحمن محسن وإخراج إبراهيم السباق ويعتبر أول مسلسل قطري مترابط الأحداث، بحيث إنه لم يقدم في هيئة حلقات منفصلة مثل كل الأعمال الدرامية التي سبقته، وبذلك أحدث العمل ثورة في صناعة الدراما عمومًا والتراثية بشكل خاص. والمسلسل للفنانين وداد الكواري، سعد بورشيد، عبدالعزيز جاسم، عبدالله غيفان، محمد البلم، علي ميرزا، وصلاح درويش.
وقد تم العمل على هذا المسلسل بأعلى درجة من الاحترافية، ما يؤكد نجاح هذا المسلسل في وقت عرضه وحصوله على عدد كبير من الجوائز منها جائزة برلين للأعمال التلفزيونية، وجائزة تونسية عن أفضل الأعمال التليفزيونية العربية، وجائزة أخرى كويتية، وهو ما جعل الكثيرين يعتبرونه من أهم وأقوى المسلسلات الخليجية في تلك الفترة.
ويقول الفنان عبدالله غيفان ل الراية الرمضانية حول ذكرياته مع هذا العمل: بدأنا التصوير في منطقة الشمال وقابلتنا العديد من الطرائف أثناء التصوير حيث لم يعتد الناس في هذه الفترة على الأعمال الدرامية ولم يدركوا بعد أن هناك فارقًا بين الخيال الذي يأتي في التمثيل وبين الواقع، وكان المُخرج قد استعان في هذا العمل بمجموعة من المتخصصين في الغوص لنتعلم منهم ونتعرف من خلالهم على التراث البحري حتى نطبق ذلك في عملنا على المسلسل، ولكنهم رفضوا في البداية وجودي وسطهم في البحر كنوخذة يقود الرحلة ضمن أحداث المسلسل لأنني لست نوخذة حقيقيًا.
وعن ظروف ترشيحه لهذا العمل يروي غيفان أن مخرج العمل الفنان إبراهيم السباق قد اختاره لأداء دور النوخذة، بعد أن اقتنع به كممثل في مسلسل «عيد وسعيد» لذات المخرج. ويؤكد غيفان أن هذا المسلسل قد تعمق في التراث إلى حد كبير، ويوضح أنه كان بصحبته وكل فريق العمل، المؤرخ سعيد المناعي الذي كان يعلمهم أسماء الأدوات المُستخدمة في تلك الفترة ويمدهم بالمصطلحات التي كان يستخدمها الآباء والأجداد أثناء عملهم على صيد اللؤلؤ، ويضيف أنه من خلال ذلك استطاع أن يتعايش مع شخصية النوخذة إلى أن تماهى معها.