الدوحة- الراية:
مِهنة تصليح الذهب والفضة من الحِرف اليدويّة القديمة بسوق واقف، يُجيدها حرفيون مَهرة في محلات خاصة، لإرجاع المشغولات الذهبيّة لحالتها الأولى قبل الكسر أو الشرخ.
الآلة احتلت تدريجيًا المساحة الكُبرى في هذه المهنة وصناعة الذهب والفضة بشكل عام، بعد أن تقلص عدد الحرفيين، وإن كان مركز الحرف اليدوية بسوق واقف قد قام بجمع هؤلاء الحرفيين بمكان واحد، والحمد لله، يوجد إقبال عليهم. وتصليح الذهب والفضة لا يختلف عن فن صياغة الذهب والفضة مثلما لا يختلف عن فنون أخرى عديدة، مثل النقش والرسم على الفَخَّار والزجاج والخط والنحت في شيء ما، بل إنه في حال إذا ما تأملنا سنجد أنه يجمع في بوتقته سائر تلك الفنون، خاصة أثناء مراحل تصنيعه، إذ إن أي قطعة مصوغة مهما خفَّ وزنها وصغر حجمها، في حاجة قبل البَدء بصناعتها إلى نموذج مرسوم، إما أن يقومَ الصائغ باستحضاره عبر ما تجود به مخيلته الفنيّة وأفكاره الخصبة أو من خلال الاستعانة بمُصمم تنحصر مهمته في الرسم، بعدها تبدأ سلسلة طويلة من مراحل التصنيع تتمثل في الصهر والطرق والسحب والصب في قوالب والنقش، ما يجعل القطعة الذهبية أو الفضية في نهاية المطاف تحفةً فنيةً بعد أن تضافرت فنون عديدة في صناعتها، أولها الرسم، إلا أنه ليس دائمًا آخرها النقش.
يحرصُ الحرفي أو الصائغُ على أن يضعَ عليها لمساتِه الفنيّة بدقة ومهارة وابتكار لتكتسبَ جماليتها وفرادتها ورونقها الخاص حتى في عملية التصليح ولا يرضى إلا أن تُبهره أولًا قبل أن تُبهر مُقتنيها في نهاية المطاف. حرفة صياغة المعادن -كما الذهب- احتلت مكانةً عالية في الحضارة الإنسانيّة منذ عصر ما قبل التاريخ مرورًا بالعصور الوسطى، وصولًا إلى الحضارة الإسلامية، بسبب قيمة الذهب العالية، وبريقه الأخّاذ، ومُقاومته للتأكسد، وإمكانية تشكيله. والذهب ألوان وعيارات، حيث يتمتع المعدن الأصفر بقابليته للتحوّل إلى ألوان عدة بحسب المادة المُضافة إليه، منها الذهب الأصفر والوردي والأبيض، وتصليح وصياغة الذهب دائمًا تكون ما بين المِطرقة والسندان، حيث في السابق، كانت أدوات الصياغة محصورةً بين عدد محدود من الأدوات البسيطة، من أبرزها، المِطرقة والسندان، والملاقط، وحديدة السحب، وهي حديدة مُثقبة بسعة تدريجية ومُرقمة، تُستخدم لسحب الأسلاك الرفيعة حسب السماكة المطلوبة وبشكل دائري.