مائدة الإفطار في باكستان.. أطباق متنوعة وتراث غني

الدوحة – طارق المساعفة:
قالَ سعادة الدكتور محمد إعجاز، سفير جمهوريَّة باكستان الإسلاميَّة لدى الدولة: إن الأسر في باكستان تستعد لشهر رمضان المُبارك قبل حلول شهر شعبان، حيث تجري الاستعدادات على قدم وساق في البيوت والأسواق والمُجمعات التِجاريّة، وأضافَ خلال استقباله الراية في منزله في الدوحة على وجبة الإفطار: تقوم العائلات بتخزين المواد الغذائيّة الأساسيّة مثل التمور والحبوب والبقول والفواكه وغيرها من المُكوّنات المُستخدمة لإعداد أطباق رمضان الخاصة. وأشارَ إلى أن الأسر تقوم بتنظيف المنازل جيدًا وتزيينها بالأضواء واللافتات والخط الإسلامي لخلق جو احتفالي وروحي احتفالًا بقدوم الشهر الفضيل. مؤكدًا حرص الشعب الباكستاني على إقامة التجمعات العائليّة على مائدة الإفطار التي تكون عامرةً بمجموعة مُتنوّعة من الأطباق اللذيذة والمُميّزة، التي تعكس تراث الطهي الغني ورُوح المُشاركة في باكستان. وإلى تفاصيل الحوار:

• مرحبًا بكم سعادة السفير في الراية الرمضانية.. حدِّثنا عن استعداد البيوت في باكستان لشهر رمضان المُبارك.
– في باكستان، تبدأ الاستعدادات لشهر رمضان عادةً قبل شهر شعبان بوقت طويل، وهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان في التقويم الإسلامي. تستعد البيوت والأسواق والمُجمعات لاستقبال الشهر الفضيل باستعدادات مُختلِفة. حيث تقوم العائلات بتخزين المواد الغذائيّة الأساسيّة مثل التمور والحبوب والبقول والفواكه وغيرها من المُكوّنات المُستخدمة لإعداد أطباق رمضان الخاصة، ويشمل ذلك عناصر الإفطار والسحور.
يتم شراء لوازم رمضان الخاصة مثل الفوانيس وسَجَّادات الصلاة، كما يتم تنظيف المنازل جيدًا وتزيينها بالأضواء واللافتات والخط العربي لخلق جو احتفالي وروحي.
غالبًا ما تُخطط النساء في المنزل لقوائم طعام مُفضلة للإفطار والسحور، تتضمن أطباقًا تقليديةً بالإضافة إلى وصفات جديدة. عادة ما يتم إعداد الحَلْوَيَات الخاصة مثل: الخرما، والباكورا، والسمبوسة، وشات الفاكهة.
وتزيد الأسر من أنشطتها الدينيّة من خلال تلاوة القرآن، وحضور المُحاضرات والمواعظ الخاصة، وإقامة الصلوات الإضافية مثل صلاة التراويح التي تُقام في المساجد في ليالي رمضان.
تجتمع العائلات معًا لتناول وجبات الإفطار الجماعية المعروفة باسم «إفطار دسترخوان» حيث يجتمع الناس لتناول إفطارهم بشكل جماعي طلبًا للثواب. وعادة ما تتم جدولة مُباريات الكريكيت الليلية بعد صلاة التراويح.
تخلق هذه الاستعدادات شعورًا بالترقّب والاستعداد للجوانب الروحية والمُجتمعية والاحتفاليّة لشهر رمضان في باكستان.

المائدة الباكستانية

• ما هي عادات الشعب الباكستاني الشقيق في الإفطار؟ وما هي أبرز سمات المائدة الباكستانيّة في شهر رمضان؟
عادات الشعب الباكستاني في الإفطار خلال شهر رمضان مليئة بالتقاليد والتجمعات العائلية ومجموعة مُتنوّعة من الأطباق اللذيذة والمُميّزة. ويفطر الصائم بتناول التمر والماء، عملًا بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). التمر غني بالسكريات الطبيعيّة ويوفّر مصدرًا سريعًا للطاقة بعد يوم من الصيام.
عادة ما يتم تزيين مائدة الإفطار في الأسر الباكستانية بمجموعة مُتنوّعة من الأطباق التي تُلبّي التفضيلات المالحة والحلوة. بعض العناصر الشائعة تشمل:
الباكوراس، فطائر مقلية مصنوعة من دقيق الحِمِّص (بيسان) وحشوات مُختلِفة مثل البطاطس أو البصل أو السبانخ.
السمبوسة: مُعجنات مثلثة محشوة بالبطاطا المُتبلة، أو اللحم المفروم، أو العَدَس، ثم تُقلى حتى تُصبح مقرمشة.
شات: وجبة خفيفة لذيذة من طعام الشارع مصنوعة من مزيج من البطاطس المسلوقة والحِمِّص واللبن وصلصة التمر الهندي والتوابل.
داهي باراي: فطائر العَدَس أو الدقيق المنقوعة في الزبادي ومُغطاة بالبهارات والصلصات.
تشات الفاكهة: سلطة مُنعشة مصنوعة من مزيج من الفواكه الموسمية، وغالبًا ما يُضاف إليها عصير الليمون، وشات ماسالا، وأوراق النعناع.
روح أفزا: مشروب شعبي حلو ومُنعش مصنوع من مزيج من الفواكه والأعشاب وبتلات الورد ويُخلط مع الماء أو الحليب.
الشربات: شراب بنكهات مُختلِفة يُخلط مع الماء أو الحليب لصنع المشروبات المُنعشة.
بعد وجبات الإفطار الخفيفة الأولية، تؤدّي الأسر الباكستانية صلاة المغرب، وبعد ذلك تقدّم الأطباق الرئيسية التي تختلف حسب التفضيلات الإقليميّة. يمكن أن يشمل ذلك أطباقًا مثل البرياني والكباب والدجاج أو لحم البقر بالكاري وأطباق الأرز.
الحَلْوَيَات الرمضانية المُميّزة: لا تكتمل مائدة الإفطار الباكستانيّة دون بعض الحلويات المُميّزة، مثل:
– شير خورما: حلوى غنية وكريمية مصنوعة من الشعيرية والحليب والسكر والمكسرات والتمر بنكهة الهيل والزعفران.
– الجلبي: عجينة حلزونية مقلية منقوعة في شراب السكر.
– رأس مالاي: فطائر الجبن الطرية المنقوعة في الحليب المُحلى المُنكّه، ومُزينة بالفستق أو اللوز.
بشكل عام، تعكس مائدة الإفطار الباكستانية خلال شهر رمضان المُبارك تراثَ طهي غنيًا، وإحساسًا بالانتماء للمُجتمع، وروح الكرم والمُشاركة بين الأسر الباكستانية.

أجواء إيمانية

• صف لنا أجواء العبادة في شهر رمضان وخاصة صلاة التراويح في باكستان؟
– أجواء العبادة خلال شهر رمضان، خاصة أثناء صلاة التراويح في باكستان، تتسم بالروحانية العميقة، ويتم تزيين المساجد في باكستان بالأضواء واللافتات والخط العربي لخلق جو ترحيبي واحتفالي للمُصلين. وقد تُزيّن المآذن بأضواء مُلوّنة، وغالبًا ما يتم تعطير المسجد بالبَخور أو ماء الورد.
ومع اقتراب موعد صلاة التراويح، يتجمّع المُصلون في المساجد بأعداد كبيرة. تجتمع العائلات والأصدقاء والمُجتمعات معًا للمُشاركة في هذا العمل الجماعي للعبادة.
تتضمن صلاة التراويح تلاوة أجزاء طويلة من القرآن، بهدف ختم القرآن كاملًا بحلول نهاية شهر رمضان. عادة يتم تأدية 20 ركعة. تُضيف تلاوة القرآن الكريم من قِبل القراء المُجيدين المزيدَ من الأجواء الروحية للصلاة.
رمضان في قطر
• كيف ترى أجواء رمضان في قطر؟ هل هناك قاسم مُشترك بين المُجتمعات الإسلاميّة في أجواء رمضان؟ هل تختلف العادات من مُجتمع إلى آخر؟
يتميّز شهر رمضان في قطر بأجواء نابضة بالحياة واحتفالية، مع التركيز القوي على الروحانية والمُجتمع والعمل الخيري. القاسم المُشترك بين المُجتمعات الإسلاميّة خلال شهر رمضان هو الصيام من الفجر حتى غروب الشمس، والإكثار من الصلاة، وقراءة القرآن، وأعمال الصدقات.
في قطر، كما هو الحال في العديد من البُلدان الأخرى المُسلمة، يجلب شهر رمضان شعورًا بالعمل الجماعي والوَحْدَة بين الناس. تعج المساجد بالمُصلين أثناء صلاة التراويح، وتجتمع العائلات لتناول الإفطار والسحور.
يُمكن أن تختلفَ العادات والتقاليد خلال شهر رمضان باختلاف المُجتمعات والمناطق. على سبيل المثال، في باكستان، يُعد شهر رمضان وقتًا للتأمّل الروحي، وزيادة الالتزام الديني، والأنشطة المُجتمعية. تتجمع العائلات لتناول وجبات خاصة، وتنظم المساجد صلاة التراويح، وهناك تركيز كبير على الأنشطة الخيرية مثل إعطاء الزكاة، بشكل عام، في حين أن المُمارسات الأساسية للصيام والصلاة والصدقة تكون عالميةً خلال شهر رمضان، إلا أن العادات والتقاليد المُحدّدة يُمكن أن تختلفَ بِناءً على العوامل الثقافيّة والإقليميّة والمُجتمعيّة.

العيد في باكستان

• مع نهاية شهر الخير والبركة في باكستان.. هل هناك طقوس مُحددة مع قدوم عيد الفطر؟
– نعم، في باكستان، يتم الاحتفال بعيد الفطر، الذي يصادف نهاية شهر رمضان، بطقوس وعادات واحتفالات مُختلفة.
قبل العيد، يتم تنظيف المنازل جيدًا، والاستعدادات لاستقبال المُناسبة الاحتفاليّة. يشتري الناس الملابس والأحذية والإكسسوارات الجديدة لارتدائها في يوم العيد، وذلك وَفقًا لتقليد الظهور بأفضل مظهر.
في صباح يوم عيد الفطر، يجتمع المُسلمون في باكستان في المساجد أو أماكن الصلاة المُخصصة لصلاة العيد، المعروفة باسم «عيد نماز». تُقام هذه الصلاة عادة في جماعة وتسبقها خطبة يلقيها الإمام.
يُعد إعطاء الأعمال الخيرية (زكاة الفطر) جانبًا أساسيًا من عيد الفطر في باكستان. قبل صلاة العيد، يتم تشجيع المُسلمين على تقديم مبلغ مُحدّد من الصدقة لكل شخص في أسرتهم لضمان أن المحتاجين يمكنهم أيضًا المُشاركة في الاحتفالات.
بعد صلاة العيد، يتبادل الناس التهاني والتمنيات، قائلين «عيد مبارك» لبعضهم بعضًا. من الشائع أن تقومَ العائلات والأصدقاء بزيارة منازل بعضهم بعضًا أو التجمّع لتناول وجبات الطعام للاحتفال معًا.
عيد الفطر هو وقت الولائم والتساهل بعد صيام شهر رمضان. يتم إعداد الأطباق والحلويات الخاصة، ويتم مُشاركة الوجبات المُتقنة مع أحبائهم. تشمل بعض أطباق العيد التقليدية في باكستان البرياني والكباب والخورما (حلوى الشعيرية) والحلويات المُختلفة مثل جلاب جامون والجلبي.
من المعتاد تبادل الهدايا، خاصة مع الأطفال والأقارب، كبادرة حب،
وغالبًا ما يتم تزيين المنازل والشوارع بالأضواء واللافتات والعروض المُلوّنة للاحتفال بهذه المُناسبة الاحتفالية. تعج الأسواق ومناطق التسوّق بالنشاط، حيث يتسوّق الناس لشراء مُستلزمات العيد.
بالإضافة إلى الاحتفالات الخاصة، غالبًا ما تنظم المُجتمعات فعاليات عامة ومعارض وعروضًا ثقافيةً للاحتفال بعيد الفطر معًا. قد تشمل هذه الأحداث الموسيقى والرقص وأكشاك الطعام وألعاب الأطفال.
بشكل عام، يُعد عيد الفطر في باكستان مُناسبةً بهيجةً واحتفاليةً تتميّز بالدعاء والصدقات والولائم واللقاءات الاجتماعيّة وعبارات الشكر والسعادة.