الدوحة  الراية :

لم يعدْ مفهوم الصحّة حاليًا يعني مجرّد خلوّ الشخص من الأمراض، بل أصبحت ثقافة وعلمًا، تهتمّ بالصحة المتكاملة للطفل وجوانب الصحة المختلفة. لذا تم تقسيم جوانب الصحة إلى 4 أقسام: الصحة البدنية، وهي مجموعة من التدخلات والأنشطة التي تستهدف الاهتمامَ بمراحل نموّ الطفل الصحية، وتعزيز صحته الجسدية والبدنية، مثل؛ الأنشطة البدنية وأهمية الرياضة، والتغذية السليمة. الصحة الاجتماعية، وهي مجموعة الأنشطة التي تستهدف تنمية شخصية الطفل الاجتماعية وتعزيز سلوكياته وثقته بنفسه.

الصحة العقلية- النفسية، وهي التدخّلات التي تستهدف تعزيز الصحة النفسية للطفل، وإكساب الطفل المرونة اللازمة للتعامل مع الضغوط المختلفة، ومعالجة الانطوائية والخجل، إذ تعد مرحلة تأهيل الطفل قبل المدرسة.

والصحة العاطفيّة، حيث إن العاطفة هي وقود الحياة، وبها ينعم الطفل بحياة صحية، لذا تعزيز الصحة العاطفية للطفل أحد محاور الصحة الرئيسية لوصوله لقمّة العافية.

وقال الدكتور عاطف معمري، اختصاصي الإعداد البدني والحراك العضلي: تساهم الرياضة في تعزيز مناعة الطفل ومقاومة الأمراض المختلفة، مثل؛ أمراض القلب والسمنة، وتعزز الرياضة نموَّ عضلات وعظام وأربطة الطفل بشكل صحي سليم، وتساهم الرياضة في إكساب الطفل جسمًا صحيًا، وتعزز توازن الطفل واتزانه.

كما تساهم الرياضة في تقليل احتمالية تعرض الطفل لآلام الرقبة والعمود الفقري وانحناء الظهر. وتعمل الرياضة على تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، وتحمي الطفلَ من خطر الإصابة بالنوع الثّاني من مرض السُّكري. وتقي الرياضةُ الطفلَ من الإصابة بالاكتئاب. وتعزز الرياضة جودة نوم الطفل، وتحميه من الإصابة باضطرابات النوم، مثل: الأرق والقلق.

كما تعزز الرياضة من ثقة الطفل بنفسه، إذ تساهم في جعل الطفل أكثر تقبّلًا للآخر.

كما تُكسب الطفل مهارة التعاون والعمل داخل فريق، إذ تعد إحدى المهارات الضرورية لنجاح الطفل في حياته المستقبلية، وتجعله قادرًا على التعاون لتحقيق هدف الفريق. أيضًا تعمل الرياضة على تنمية روح القيادة عند الطفل وتحمُّل المسؤولية.

المهارات الاجتماعية، إحدى أهم المهارات التي تعمل الرياضة على تنميتها عند الطفل، ويُصبح أكثر مرونة في التعامل مع الآخرين. الانضباط والالتزام أحد مكاسب أهمية الرياضة للأطفال.

تعد الرياضة نواة تغيّر الطفل لتحقيق حُلمه والحصول على وظيفة مرموقة.

إدارة المشاعر وتعزيز الصحة العاطفية أحد مكاسب أهمية الرياضة للأطفال.

أثبتت الدراسات أهمية الرياضة للأطفال وتأثيرها على التحصيل الدراسي ونتائج الاختبار. وُجد أن الأطفال الذين يُمارسون أنواع الرياضة الهامة، تُصبح درجات اختباراتهم أعلى من زملائهم الذين لا يمارسون الرياضة.

كما أثبتت الأبحاث أن الأطفال الذين يمارسون أنواع الرياضة الهامة، ككرة القدم والكاراتيه يؤدون أفضل 10% في المواد الأساسية كالرياضيات والعلوم واللغات.

التمارين الرياضيّة للأطفال

لا شك أن ممارسة التمارين، أصبحت إحدى الأدوات التي تعزز صحة الطفل، وتؤثر إيجابيًا على صحته ومهاراته المختلفة، ومن أمثلة أنواع الرياضة الهامة لصحة الطفل ما يلي: كرة القدم باعتبارها أشهر أنواع الرياضات شعبية. رياضات الفنون القتالية المختلطة، وما تعزّزه من انضباط وسلوكيات إيجابية لدى الطفل، وألعاب القوى والجمباز.

وتحت شعار «العقل السليم في الجسم السليم» لبناء المستقبل، ندعو الآباء إلى ضرورة الاهتمام بالرياضة، إذ تكمن أهمية الرياضة للأطفال ليس في الجانب البدني فحسب، بل تعمل على بناء الشخصية والجوانب المختلفة للصحة. كما أن هناك العديد من الأمثلة على تمارين لياقة بدنية للأطفال منها: تمارين الشد والإطالة. وتمارين الجري. وتمارين ركوب الدرجات. وتمارين البلانك السحرية، وتأثيرها على تقوية عضلات الجسم المختلفة.

التغذية السليمة للأطفال

تعدُّ التغذية الصحية للأطفال من أسلحة محاربة الأمراض في عالم مُتغير مليء بالملوثات المُختلفة. لما كان للتوعية السلبية بمخاطر إهمال عنصر التغذية الصحية للأطفال أثر فعّال بدرجة أكبر من تقديم الجانب الإيجابي للتغذية الصحية، نقدم لكم مثلث الخطر الناتج عن إهمال فوائد التغذية الصحية للأطفال:

نقص التغذية: عدم توفر التغذية الملائمة لنمو الجسم؛ نتيجة نقص الطعام أو قلة تناول الأطعمة المفيدة أو عدم استفادة الجسم من هذه الأطعمة. وَفقًا لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، هناك ما يقرب من ثلث أطفال العالم دون الخامسة يعانون من نقص في النمو السليم نتيجة لنقص التغذية.الجوع المُستتر: هل الأطعمة التي يتناولها الطفل صحية بدرجة كافية لإشباع حاجات الجسم من المعادن والفيتامينات؟ فالمقصود بالجوع المستتر، هو نقص تناول الجسم بعض العناصر الضرورية والفيتامينات المختلفة اللازمة لمرحلة نمو الطفل.

زيادة الوزن: أثبتت الإحصائيات الأخيرة أنَّ هناك ما يزيد على 42% من أطفال المدارس يتناولون المشروبات الغازية مرة واحدة على الأقل يوميًا، بينما يتناول ما يقرب من 46% من الأطفال الوجبات السريعة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا.

السعرات التي يحتاجُها الطفل

تختلفُ معدّلات حرق الجسم للأكل ومدى نشاط الطّفل اليومي من طفل لآخر، لذا لا يوجد عدد سعرات حرارية موحدة لكل الأطفال. لكني أوصي بعدد سعرات حرارية يتراوح بين 1600 إلى 2200 سعرة حرارية يوميًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 سنوات حتى 12 عامًا. وقد تصل النسبة عند البلوغ إلى 3000 سعرة حرارية.

تجنُّب تناول الطفل الأطعمةَ الكاذبة، مثل: المشروبات الغازية والمشروبات المُحلاة والوجبات السريعة والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة. الحرص على تناول الطفل كَميات مناسبة من الخَضراوات والفاكهة يوميًا، لكي تمدَّه بالطاقة، والعناصر الغذائية المختلفة الضرورية لبناء الجسم. تناول الأطعمة الغنية بالألياف يحمي الجسم من الإصابة بالأمراض المختلفة.