إبداعات.. عيالنا في رمضان
للسنةِ الثانية على التوالي ينظم تلفزيون قطر برنامج «عيالنا في رمضان» ويركز على الأطفال في المرحلة العمرية من السابعة إلى العاشرة، وتستهدف فكرة البرنامج تعزيز الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية للأطفال وغرس الثوابت والقيم بداخل نفوسهم، حيث يتم تصويرهم بصورة احترافية في منازلهم وهم يتحدثون عن يومياتهم بشهر رمضان الكريم ومدى أهميته وما الذي يقومون به من أعمال وعبادات، بصورة عفوية تلامس الطفل بشكل مباشر من صلاة وصيام وأنشطة اجتماعية وثقافية، وما هي مهاراتهم بالقراءة والرسم والمواهب المختلفة وكيفية استثمارها بالشكل الصحيح في شهر رمضان الكريم، وحيث تبدو أهمية هذه البرامج في تعزيز القيم الدينية والثقافية والاجتماعية والتعليمية وخاصة أنها تصقل مواهبهم وتعزز من ثقتهم بأنفسهم من خلال برامج هادفة تركز على الطفل وتبني شخصيته وترسخ قيم وعادات وتقاليد المجتمع القطري والحفاظ على تراثه الثقافي والاجتماعي وخاصة في شهر رمضان والذي له مراسم استقبال واحتفال خاصة من قبل المجتمع القطري بالتجمعات الأسرية وفتح المجالس واستقبال الأهل والأقارب والمعارف وتبادل الأطعمة التراثية المختلفة بين الأهل والجيران، ومداومة الذهاب للمساجد، وإظهار مدى كرم الضيافة العربية ومظاهر الاحتفال بليلة القرنقعوه وهي تراثية شعبية يرتدي فيها الأطفال الملابس التراثية ويتزاورون على البيوت والجيران ويغنون الأغاني التراثية، ويتم توزيع الحلوى من الكبار على الصغار، وكل ذلك تناوله برنامج عيالنا في رمضان مع خلق روح تنافسية بين الأطفال ورغبتهم بالمشاركة فيها وإبراز الهوية الثقافية للطفل القطري. نحن بحاجة ماسة اليوم مع الانفتاح التكنولوجي والثقافي لتكثيف البرامج الثقافية التي تعزز الهوية والقيم الدينية والثقافية للأطفال بصورة قوية مماثلة مع التيار التكنولوجي السريع. وحيث إننا ندرك حجم المؤثرات والتحديات الثقافية التي تواجه الطفل العربي والقطري على وجه الخصوص لذا فإننا بحاجة إلى تعاون مشترك ما بين الجهات الإعلامية والتعليمية والثقافية والاجتماعية وخاصة أن الطفل في البيئة الاجتماعية والتعليمية والمجتمعية يتلقى ثقافات أخرى، ولذا لا بد أن تكون لدينا برامج ثقافية تستهدف الهوية وتعزيز القيم بصورة متتالية ومنتظمة على مدار العام وخاصة هذه البرامج الواقعية والتي شكل فيها الطفل النموذج الحقيقي لدور الطفل القطري وأهميته الاجتماعية والثقافية، وكل ذلك ضمن رؤية قطر الوطنية 2030 التي تغرس روح الانتماء والمواطنة وتعزز المشاركات الثقافية بصورة تحافظ فيها على الهوية الثقافية للمجتمع والأطفال وهم يمثلون الشريحة الأهم وتستوجب الاهتمام والرعاية الثقافية والإعلامية ونأمل ظهور برامج ثقافية سياحية مستقبلية يكون للطفل دور كبير بتشجيع السياحة الثقافية وإبراز الهوية وخاصة أن الأطفال بالفترة الراهنة يمتلكون مهارات عالية بالفن والشعر والرسم وقدرة كبيرة من الوعي والمعرفة مختلفة عن الأجيال السابقة، ولهم أدوار وبصمة بالأنشطة والفعاليات الثقافية والوطنية والمجتمعية، ولذا سترسم هذه البرامج الإعلامية خريطة ذهنية واضحة المعالم للأطفال وتوجههم واستثمارهم بالشكل الصحيح يرسخ في أذهانهم ويعزز المفاهيم والهوية الثقافية والاجتماعية بصورة مستمرة تواكب المتغيرات. كل التحية والتقدير لكل القائمين على فكرة البرنامج ومن قام بآلية تنفيذه بصورة أبهرتنا وعززت الشاشة الإعلامية للهوية الثقافية.