الباب المفتوح …. السياحة الداخلية للدوحة
استثمرت الدوحة كل ما تستطيع من وقت وجهد ومال، في الموارد والأرض والإنسان، استضافت أكبر المحافل العالمية والإقليمية، نظمتها وأنجزتها بنجاح، فأصبحت محط أنظار العالم، إننا في هذا الطرح لا نغض الطرف عن بعض السلبيات المرافقة، أو المبالغات، ولكن يبقى الإنجاز كالشمس الساطعة يغطي على كل الثغرات، في العموم إن الهدف من هذا الطرح هو الإجابة على تساؤل مهم، هل يمكن إحلال السياحة الداخلية بشكل شمولي بدل السفر إلى الخارج، بموضوعية وتوازن ونزاهة، مع الأخذ بعين الاعتبار أسباب السفر والسياحة وتكاليفها والجهد المبذول وما استطعنا من عناصر يمكن رصدها.
إنه ومع ثورة الاتصالات وسهولة الاطلاع على كل تفاصيل العالم، أصبح من الممكن لهواة السياحة التاريخية أن يطلعوا على تفاصيل التفاصيل لمكان ما انطلاقًا من منزله، وتوفير عناء السفر، بالطبع ذلك لا يُغني عن الزيارة ولكن يغطي شغف الزيارة، إما بالانتقال إلى السياحة الترفيهية والسياحة العلاجية والسياحة التعليمية، فإن ذلك يمكن ابتكاره وتطويره في أي مكان إذا توفرت الإمكانات والموارد والإرادة، وهذا ما صنعته الدوحة (بضمير العموم) بقطاع الفنادق والمنتجعات والترفيه والمجمعات التجارية والعلامات التجارية العالمية وشبكات الطرق والمواصلات والمؤسسات المالية وصولًا للقوانين والتشريعات التي تضمن الحقوق والحريات العامة، بموضوعية وتوازن ومهنية قد ترافق ذلك مع زيادة كبيرة في الأسعار تتجاوز حد المنافسة في كثير من الأحيان، حيث إن قاعدة التسعير تنطلق من عدة عناصر أهمها أولًا أسعار السوق المشابهة في دول الجوار سيما أن المسافة الجغرافية ليست بكبيرة بين دول الخليج، لذلك لا بد أن تكون الأسعار تنافسية والخيارات متعددة من ناحية الخدمة والسعر، ثانيًا لا بد من الأخذ بعين الاعتبار متوسط الدخل والفروقات بين طبقات المجتمع على أساس الدخل بحيث يتم توفير بدائل مناسبة للجميع، ثالثًا مستوى الخدمة بعيدًا عن السعر، ويأتي ذلك من خلال تدريب وتطوير الكوادر العاملة في القطاع بشكل دوري، ثم مرونة ونفاذ التشريعات والقوانين التي تحكم وتدير وتحافظ على سلامة الجميع، أخيرًا لقد وصلت الدوحة بصدق إلى مكان متقدم منافس على مستوى العالم، يجب أن يستغل ويتم العمل على استدامة هذا الموقع بجهد حرفي متواصل وخطط استراتيجية واضحة، آخذة بشدة بعين الاعتبار أن الدوحة من أكثر مدن العالم متعددة الثقافات والأعراق، يثري هذا ثقافتها المحلية ويفرض عليها نمطًا اندماجيًا متعدد الاتجاهات.