فنون وثقافة
طالب بعدم ربط شهر رمضان بالمسلسلات.. علي الشرشني لـ الراية الرمضانية :

نحتاج أعمالًا درامية تعالج المشكلات الاجتماعية

نتمنى إنتاج عمل بحجم فايز التوش والبرامج القديمة

الدوحة – أشرف مصطفى:

في حياة مبدعينا محطات مهمة وذكريات لا يمكن حصرها ترتبط بشهر رمضان المعظم ومن خلال زاويتنا اليومية «سوالف قبل المدفع» سنتعرف مع ضيوفنا على أهم عاداتهم اليومية خلال الشهر الكريم ونتجول في بستان الذكريات الرمضانية لنقطف من أزهار فترة الطفولة، ونتعرف منهم على الفارق بين رمضان في الماضي ورمضان الحاضر، وما هي الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر، واليوم سنستضيف الفنان سالم المنصوري علي الشرشني ليتحدث لنا عن ذكرياته وعاداته في شهر رمضان.

  • ما هي العادات الرمضانية التي تحرص عليها بشكل يومي خلال الشهر الفضيل؟

– في المقدمة تأتي العبادات نظرًا للأجواء الروحانية في رمضان، بالإضافة إلى ذلك أحرص على استغلال ساعات ما قبل الغروب في ممارسة رياضة المشي بشكل يومي، وكما نلاحظ أن هذه العادة تلازم الكثير من الناس وبالأخص في شهر رمضان المبارك، وكما هو معروف في مجتمعنا القطري فالجميع يحرص على زيارات المجالس في الليل والالتقاء بالأهل والأصدقاء وحضور بعض الفعاليات والأنشطة والتي تزداد في الشهر الفضيل.

  • ما الذكريات التي تتمنّى عودتها إلى حياتك في شهر رمضان؟

– المشاهد التي اعتدناها في الفريج حيث الأطفال يتسابقون في تبادل الصحون والأطباق من بيوتهم إلى بيوت الجيران، وهي عادة ما زالت قائمة لكنها أصبحت تُرسل مع السائق، أما ذلك المنظر ونحن نحمل الصحون بأيدينا ونشم رائحة الأطباق في طريقنا لتسليمها فقد اختفى، وأتذكر كذلك حين كنا نسلم الطبق ونستلم في نفس الوقت طبقًا ما يعبر عن التواصل العميق بين البيوت في الفريج الواحد في هذا الزمن، ومن ضمن الذكريات التي طبعت في الذاكرة ولا تُنسى صوت الشيخ علي الطنطاوي وهو يحدثنا عبر الشاشة على مائدة الإفطار مع نصائحه التي لم تكن تخلو من البساطة وخفة الدم بلهجته البسيطة والجميلة.

  • ما العادة التي استمرّت معك في هذا الشهر حتى اليوم؟

– المشاركة في البطولات الرمضانية التي كانت تقام في الفريج واستمرت إلى اليوم في ملاعب الفرجان، فأجواء هذه البطولات ممتعة، وكم أتمنى أن تستمر دائمًا، بالإضافة إلى تجمع الشباب في الفريج خلال ساعات ما قبل الفطور.

  • ما نوعية الدراما والبرامج التلفزيونيّة التي تُفضّلها خلال الشهر الفضيل؟

– الدراما العربية والخليجية بشكل عام وبالأخص التاريخية وكذلك الأعمال الاجتماعية الهادفة وبرامج الفوازير والمسابقات وبعض برامج التوعية الدينية التي تخاطب النشء وتعلمهم بالإضافة إلى الأعمال التراثية الشعبية.

  • عمل رمضاني تتمنّى عودته من جديد للمشهد الفني في هذا الشهر؟

– نتمنى إنتاج عمل بحجم المسلسل القطري فايز التوش، وبرنامج رمضان والناس للمذيع حسن الساعي والبرامج الجماهيرية التي أبدع فيها المذيع الراحل جاسم عبدالعزيز مثل امرح واربح وليلة العيد.

  • ما تقييمك للمشهد الثقافي والإعلامي الحالي؟

– بالنسبة للمشهد الثقافي فإنه ينشط بالندوات والملتقيات الأدبية، ولا تزال الساحة الثقافية محافظة على هذا الحضور وتواجدها قوي عبر هذه الأنشطة أما بالنسبة للمشهد الإعلامي فهو للأسف لم يصل حتى الآن إلى مستوى الأعمال التي كانت تقدم سابقًا.

  • ما أبرز المشكلات التي تواجه ساحة العمل الفني حاليًا حسب رأيك؟

– الافتقار إلى النصوص القوية التي تعالج بعض المشكلات الاجتماعية، وفي الوقت ذاته نحتاج إلى منح الشركات الخاصة المزيد من الفرص لإنتاج المسلسلات حيث لا يمكن أن نكتفي بعمل واحد في السنة ويجب أن لا نربط الأعمال الدرامية بشهر رمضان فقط، إنما يجب أن يكون هناك إنتاج على مدار أيام العام.

  • مُمارسات وسلوكيات تعتقد بضرورة تجنّبها في الشهر الكريم؟

– العصبية والتنمر وعدم التخطيط للوقت حيث نلاحظ السرعة والاستعجال في الشارع قبل المغرب، كما يزعجني قطع صلة الرحم من قبل بعض الأسر التي قد تكون هناك خلافات بين أبنائها ما يعيق تجمع الأسرة على مائدة واحدة، ومن هنا يجب أن يدرك الجميع قيمة هذا الشهر والذي يعد شهر التسامح، كما يجب أن نستغل كل ساعاته في التغيير إلى الأفضل، ويزعجني أيضًا تصوير البعض لمائدة الفطور أو السحور، وهو ما أراه من السلوكيات الذميمة لما فيها من عدم مراعاة لمشاعر الآخرين.

  • ما هي أمنياتك عامة، وفيما يخص الساحة الفنية، ونحن في الشهر الفضيل؟

– أتمنى وأدعو الله تعالى أن يحفظ بلدنا الغالي قيادةً وشعبًا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وعلى الساحة الفنية أتمنى عودة الفن القطري إلى مكانته السابقة، حيث كنا نتصدر الساحة الخليجية بالأعمال الهادفة والمميزة على مستوى الإعلام والمسرح، كما أتمنى أن يزيد الإنتاج المحلي للأعمال الدرامية والمسرحية، ويواكب أذواق الجمهور بكل فئاته.

صورة بألف كلمة

الملا تستدعي الإصرار والعزيمة

لوحة بعنوان «المرأة» للفنانة مريم الملا، وهي لوحة تعبر عن قوة إرادة وقدرة المرأة الكبيرة على التحمل، والعمل يسلط الضوء على وجه الخصوص على المرأة القطرية وقدراتها منذ قديم الأزل، حيث تظهر في الصورة سيدة ترتدي الأزياء النسائية التقليدية وتغطي وجهها «بالبَطّولا» وتحمل فوق رأسها بعض الأمتعة والأغراض المنزلية وتمسك بأولادها وتسير دون أي كلل أو ملل ولم يكن في الماضي يتم الاستعانة بخادمة أو ما شابه ولكن تقوم المرأة بكل شيء بنفسها.

والعمل يتبع الأسلوب التكعيبي الذي اعتادت عليه الفنانة مريم الملا، ويمتز بألوانه الزاهية التي تضيف البهجة والحيوية على اللوحة، فقد استطاعت الفنانة مريم الملا أن تبرز دائمًا من خلال أعمالها التراث القطري التي ما زال المجتمع يحافظ عليها، وإرث الأجداد، ولعل أكثر ما يميز أسلوبها في تلك النوعية من الأعمال هو اتباعها لأساليب فنية حديثة وجديدة ما يضيف على التراث لمحات جمالية معاصرة. حيث تقوم بطرح موضوعاتها بأسلوب جديد وألوان عصرية.

قصة وعبرة

نحلة واحدة لا تجني العسل

كان هناك رجل أعرج يعيش في إحدى القرى وكانت حياته صعبة بسبب ذلك الشلل الذي يعاني منه خصوصًا عندما يضطر إلى التنقل من قرية إلى أخرى أو حين يضطر إلى الذهاب إلى المدينة أو السوق، وبينما كان يسير متجهًا إلى إحدى القرى وعبر طريق وعرة، رأى شخصًا ضريرًا يجلس قرب شجرة فسأله إلى أين تتجه، فأجابه الأعمى، ثم ابتسم الأعرج وقال أنا ذاهب إلى هناك أيضًا. شعر الأعمى بالارتياح لأنه وجد رفيقًا يقوده إلى وجهته. فقال له الأعرج، أنت ضرير وأنا أعرج، لا يمكنك السير وحدك وأنا أعاني خلال سيري، بينما أنت لديك ساقان ممتازتان، فما رأيك لو تحملني على أكتفاك وأنا أرشدك إلى الطريق، أعجب صديقنا الأعمى بالقصة وحمل الأعرج على كتفيه فأصبحا منذ ذلك الحين صديقين وظلا يذهبان معًا إلى كل مكان. وذات مرة أثناء إحدى رحلاتهما إلى السوق، قال الأعرج توقف، أرى كيسًا هناك.. فنزل عن كتفي صاحبه وفتح الكيس فوجده مليئًا بالذهب والمجوهرات.. فسأله الأعمى عما بداخل الكيس، فأجابه الأعرج.. عندها قال الأعمى: أنا أحق بهذا الكنز فلم تكن لتجده لو مشيت وحدك ببطء لربما عثر عليه شخص آخر قبلك؟ لكن الأعرج جادل قائلًا: أنا من رأى الكيس ولم تكن لتنتبه لوجوده لو لم أقل لك توقف لنتفقده.. تشاجر الرجلان ولم يتوقفا إلا حين أقبل رجل من بعيد وحاول حل الخلاف فاستمع إلى كلا الطرفين.. ثم قال بدوره، كلاكما تستحقان مقدارًا متساويًا من هذا الكنز لأنكما وجدتماه معًا وما كان لأي منكما ليعثر عليه وحده، فنحلة واحدة لا تجني العسل.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X