الراية ترصد الإقبال على سنة الاعتكاف
حلقات للعلم وقراءة القرآن وتحري ليلة القدر
الدوحة – حسين أبوندا:
شدّ عددٌ كبيرٌ من المواطنين والمقيمين الرحال إلى 189 مسجدًا تم اعتمادها للاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، حرصًا منهم على إحياء هذه السنة المباركة التي تساعدهم في التفرغ للعبادة والتقرب من الله عز وجل بالنوافل والسنن وقراءة القرآن وحلقات العلم وتحري ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.
الراية الرمضانية رصدت توافد الكثيرين للمساجد في اليوم الأول للاعتكاف والتقت بعدد منهم والذين أشادوا بحرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تقديم كافة التسهيلات للمعتكفين من اعتماد عدد كبير من المساجد القريبة من أماكن سكنهم لإحياء هذه السنة المباركة وتوفير أماكن للنوم والراحة والعبادة، فضلًا عن الاهتمام بجلب عدد من الدعاة لإقامة الحلقات والدروس الدينية التي تساهم في تعزيز معلوماتهم الدينية، مؤكدين أن سنة الاعتكاف من أفضل السنن في الشهر الكريم والتي تمنحهم فرصة للخلوة والتركيز في العبادات، والتعرف على الصحبة الصالحة والاستماع للدروس والمحاضرات ومناقشة أهل العلم في بعض المسائل المتعلقة بالدين فضلًا عن ختم القرآن عدة مرات.
أكد يوسف زكريا أنه حريص على إحياء هذه السنة في نفس الجامع منذ 9 سنوات، وهذا العام طلب ابنه البالغ من العمر 12 عامًا بمصاحبته للاعتكاف وحاليًا يشعر بسعادة بالغة لأنه سيعيش الأجواء الإيمانية التي تحيط بالمسجد أملًا في التقرب لله عز وجل في الليالي العشر، والتفرغ لتلاوة القرآن الكريم وأداء النوافل والسنن والصلاة جماعة في أوقاتها، مشيرًا إلى أن شعور الابتعاد خلال العشر الأواخر عن ملذات الحياة والتفرغ فقط للعبادة في بيت من بيوت الله عظيم ولن يفهمه سوى من حرص على إحياء هذه السنة النبوية المباركة فهي فرصة كبيرة لتحري ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر.
أوضح خالد محمد أن اعتكافه سنويًا في شهر رمضان نابع من حرصه على الخلوة والتركيز في العبادات وتحري ليلة القدر لا سيما وأن السنة 364 يوميًا فما المانع أن يجعل 10 أيام في العام لله وحده معتبرًا أن الاعتكاف بالنسبة له فرصة كذلك للتعرف على الصحبة الصالحة والاستماع للدروس والمحاضرات ومناقشة أهل العلم من الذين توظفهم وزارة الأوقاف في المساجد لإقامة الدروس والمحاضرات الدينية في بعض المسائل المتعلقة بالدين.
حلقات الذكر
ونوه بأن شعور التقرب بالعبادات إلى الله في المسجد مختلف تمامًا عن المنزل حيث يمكن أن يمارس المسلم في شهر رمضان أجواء إيمانية داخل منزله بعد العودة من صلاة الجماعة في المسجد للتفرغ لقراءة القرآن ولكنه لا يضاهي شعور الاعتكاف في المسجد والحصول على الخلوة في بيت من بيوت الله، داعيًا الله أن يتقبل عمله وعمل جميع المعتكفين الذين تركوا كل شيء وراءهم وحرصوا على إحياء هذه السنة المباركة.
وأوضح طارق مصطفى أن وظيفته كمعلم في إحدى المدارس الحكومية لم تمنعه من إحياء هذه السنة، حيث سيتواجد في أول 5 أيام في المعتكف داخل المسجد ويغادر فقط خلال أوقات الدوام الرسمية إلى المدرسة، ومن ثم يعود مرة أخرى لمعتكفه، وفي الخمس الأواخر التي منحت فيها الدولة إجازة رسمية للوظائف الحكومية فستكون فرصة له لأن يعتكف في المسجد دون الخروج منه للتفرغ للعبادة وقراءة القرآن وحضور حلقات الذكر والدروس مع باقي المعتكفين للاستفادة منهم والتزود بالمعلومات الدينية والتفقه في الدين بشكل عام.
ونوه بأن الاعتكاف فرصة عظيمة لأي مسلم، فعن عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله»، ومن لم يستطع أن يعتكف عليه أن يجتهد خلال العشر الأواخر بالعبادات وقراءة القرآن والبقاء داخل المسجد من المغرب حتى الفجر أو طوال اليوم والمغادرة بعد الفجر لمنزله ليعود مرة أخرى في صلاة الظهر كل على قدر استطاعته.
التفرغ لطاعة الله
وأشار محمد إبراهيم إلى أن العشر الأواخر لا بد أن ينتهزها المسلم حتى يكون من العتقاء من النار، والانقطاع عن الناس والتفرغ لطاعة الله، والاشتغال بذكر الله تعالى ودعائه، وتلاوة القرآن، والإكثار من النوافل، وتجنب ما لا يعنيه من أحاديث الدنيا قدر المستطاع، لافتًا أن معظم المعتكفين هدفهم هو تحري ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر حيث يتحفزون للعبادة والدعاء، لأن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر مما سواها وتعادل عبادة 83 سنة.
وأكد عماد عزمي أنه بدأ بالاعتكاف منذ 7 أعوام فهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويشعر بروعة إحيائها من يحرص عليها في كل رمضان، خاصة أنها فرصة يضاعف فيها المسلم من العبادات والنوافل وقراءة القرآن الكريم، مشيدًا بالتسهيلات التي وفرتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمعتكفين من أماكن مهيأة للراحة داخل المساجد فضلًا عن توفير ثلة من الدعاة والعلماء الذين يقيمون الدروس والمحاضرات الدينية للمعتكفين بعد الصلوات.
وأشار إلى أن المعتكف يستطيع أن يطبق إحدى السنن العظيمة والمتمثلة في الذكر بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس والتي وردت كثير من الأحاديث التي تبين فضلها منها حديث «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة».
وأوضح حسن الشربيني أنه امتثالًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان اجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها وكان جبريل عليه السلام يراجعه القرآن في رمضان في كل عام مرة حتى في العام الذي قبض فيه راجعه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، لافتًا إلى أنه حريص على إحياء هذه السنة منذ 9 أعوام في نفس المسجد حيث وجد في إحياء هذه السنة راحة وسكينة ما جعله يطلب إجازة من وظيفته ليفر إلى المسجد مع دخول العشر الأواخر وليحظى بفرصة التفرغ للعبادة.