أود قراءة القرآن من المصحف وأحيانًا أضعه على فخذي أو ركبتي، فهل في ذلك حرج؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن المصحف يتضمن القرآن الذي هو كلام الله، وعلينا تعظيمه واحترامه، وعدم امتهانه، قال تعالى: (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ، وامتهان المصحف حرام، كوضعه على الأرض، أو عند القدمين، أو في موضع ليس فيه احترام وتعظيم، ومعاملته كباقي الكتب.
وأما وضع المصحف في الجيب أو على الفخذ والركبة فيجوز ولا حرج فيه، لاسيما إذا كانت القراءة مدة طويلة.
والله أعلم
فضيلة الشيخ منذ فترة صرت إذا وقعت لي مشكلة أفتح المصحف بطريقة عشوائية وأقرأ الصفحتين وأتدبر معاني تلك الآيات بحثًا عن إشارات للخروج من المشكلة، فما حكم ذلك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فهذا يسمى بأخذ الفأل من المصحف، وقد حرمه جماعة من العلماء، لأنه يشبه الاستقسام بالأزلام، وما أشبه الشيءَ يُعطَى حكمه، وقد ذكره سبحانه من المُحرمات فقال: وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ.
فأخذ الفأل من المصحف والعمل به لا يجوز، وليس مما أنزل الله لأجله القرآن، ولا من الفأل الذي ورد في الأحاديث.
والله أعلم
هل يجوز زواج المسلمة بغير المسلم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فلا يحلُ للمسلمة أن تتزوج بغير المسلم من اليهود والنصارى ولا من غيرهم من الكفار، وقد نص على تحريمه الكتابُ والسنة والإجماعز
فمن الكتاب: قوله تعالى (وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) قال الإمام القرطبي: «أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك، وأجمعت الأمة على أن المُشرك لا يطأ المؤمنة بوجه.
أما السُنة فقد استفاضت النصوص أن النبي صلى الله عليه وسلم فرَّق بين جميع المُسلمات وأزواجهن الذين لم يسلموا، ومنهم ابنته زينب زوج أبي العاص بن الربيع، فلما وقع في الأسرى يوم بدر أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يبعث ابنته إليه، فوفى له بذلك ثم أسلم بعدها فردَّها عليه، وانعقد إجماع العلماء على أن زواج الكافر بالمُسلمة باطل لا ينعقد أصلًا؛ لمخالفته صريح القرآن.
والله أعلم.