مساجدنا عامرة بصلاة التهجد
اغتنام ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر
الدوحة – الراية:
أدى المصلون بمختلف مساجد قطر اعتبارًا من أمس الأول صلاة التهجد والتي تقام في النصف الأخير من الليل وحتى قبيل الفجر.
وتقام هذه السّنة بمساجد قطر العامرة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وذلك حرصًا من المصلين على اغتنام ليلة القدر والتي تدور في الليالي الوترية من العشر الأواخر من رمضان وتعد العبادة فيها خيرًا من ألف شهر أي من أكثر من 83 سنة من العبادة. ورصدت عدسات الراية إقامة صلاة التهجد في عدد من مساجد الدولة حيث حرص كثير من المصلين على عمارة المساجد بالصلوات والقيام في تلك الليالي المباركة من الشهر الفضيل. وتحظى ليلة القدر بمكانة عظيمة في الأمة الإسلامية كونها ليلة مباركة اختارها الله لنزول القرآن فيها إلى السماء الدنيا ثم مفرقًا في 23 عامًا على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك اعتبارًا من ليلة القدر التي كانت في بداية شهر رمضان من السنة الأولى لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد رسخ القرآن الكريم لمكانة ليلة القدر في الأمة الإسلامية حيث قال الله تعالى في محكم كتابه: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)».
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتهيأ لليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان حيث كان يميز تلك الليالي العشر عن غيرها من ليالي الشهر في العبادة وفقًا لما جاء في صحيح الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله وجَدّ وشد المئزر».
وكان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على تحري ليلة القدر ويؤمهم في صلاة التهجد حرصًا منه على ثوابها العظيم وللتعرض لنيل هذا الشرف والكرم الإلهي الكبير حيث جاء عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قمنا مع النبي عليه الصلاة والسلام ليلة ثلاث وعشرين من رمضان فقام إلى ثلث الليل الأول ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين من رمضان فقام بنا إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة السابع والعشرين من رمضان فقام بنا حتى ظننا أن يفوتنا الفلاح – أي السحور- من شدة إطالته عليه الصلاة والسلام القيام في تلك الليلة.
وصلاة التهجد تكون ركعتين ركعتين، ويحسن أن تختم بواحدة توترها، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى.
ولا بأس بأن يكتفي بإحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد على ذلك في رمضان ولا غيره، والأدعية والأذكار التي تقال في صلاة التهجد منها دعاء الاستفتاح.
ومنها ما أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله.