اعتاد جمهور الدراما أن يتعرف على مشاهد من حياة الأجداد عبر أعمال فنية تراثية وتاريخية خلال شهر رمضان المبارك، وحفلت به بعضُ المواسم الدرامية الرمضانية بينما أغفلته أخرى، ويعد المسلسل القطري «عيال الذيب» الذي قام تلفزيون قطر بإنتاجه منذ 24 عامًا ونجح من خلاله في الحصول على الجائزة الذهبية لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون بالبحرين عام 2001، من أبرز الأعمال الدرامية التراثية حتى الآن، وهو يتكون من 30 حلقة قام بتأليفها أحمد بن راشد المسند، وإخراج أحمد دعيبس ومن بطولة حياة الفهد، خالد النفيسي، سعاد عبد الله، عبد العزيز جاسم، فخرية خميس، علي حسن، فاطمة الحوسني، هيفاء حسين، عبير أحمد، سعاد علي، غازي حسين، هلال محمد، ناصر عبد الرضا، والكثير من النجوم.
حظي مسلسل «عيال الذيب» باحتفاء في أوساط المشاهدين خلال شهر رمضان من عام 2000، وكان محل اهتمام الدوائر الفنية والإعلامية، ما جعله أبرز عمل فني يقدمه تلفزيون قطر، ووجد قبولًا واسعًا، وكان من أبرز الدلائل على نجاحه وتفرده بحصوله على ميدالية ذهبية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون لعام 2001 بمملكة البحرين، خاصة أنه يمثل تجربة مثيرة تحكي قصصًا تراثية تتناول مجتمع الخير والصراع الأبدي بين الخير والشر وقضية الالتصاق بالأرض.
اهتم «عيال الذيب» بسِمات الخير في منطقة الجزيرة العربية، مثل الكرم والشجاعة والفروسية ومحاربة الشر، ونقل مشاهد عن الحياة الصعبة التي عاشها الأجداد، حيث تطلب بناء قرية تراثية تقع على بعد 70 كيلومترًا، شمال غربي الدوحة، وفي منطقة تقع بين قرية زكريت وراس بروق. وهي منطقة تقع على مرتفع وتشرف على روضة، حيث ضمت القرية عددًا من البيوت ومسجدًا ومحال وممرات تشرف على روضة تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات مربعة.
ومثّل مسلسل «عيال الذيب» بداية مرحلة لإنتاج أعمال مشابهة بمستوى الجودة نفسه، وكذا الخروج عن الدراما المحصورة داخل الاستوديوهات أو تلك التي تدور في إطار المفاهيم نفسها، كما أنه كان مناسبة لإبراز عدد من المواهب القطرية في مجال الدراما، علمًا أنه لا يزال يحظى بمتابعة واسعة خلال إعادة عرضه على شاشة تلفزيون قطر الذي أعاد بث حلقاته عام 2014 في إطار تخصيصه لبعض الفترات لإعادة بث إنتاجات الدراما القطرية والخليجية على وجه العموم على شاشته لتقريب الإنتاجات المحلية الرائدة من مشاهديه.