كتاب الراية

دراجيات .. هل جاء الدور على الركراكي ؟!

أثار تعثر المُنتخب المغربي في مُباراته الودّية الأخيرة أمام موريتانيا بالتعادل السلبي لغطًا كبيرًا في الأوساط الفنيّة والإعلاميّة والجماهيريّة المغربيّة التي راحت تتحدّث عن إقالة المُدرب وليد الركراكي من العارضة الفنيّة بعد تراجع مُستوى الفريق وعجزه عن التهديف في مُبارياته الثلاث الأخيرة، وسط انتقادات كبيرة، وصلت درجة المُطالبة برحيله في أقرب وقت عشية استئناف تصفيات كأس العالم 2026، وبطولة كأس أمم إفريقيا التي تُنظمها المغرب سنة 2025، بعد أن صار، حَسَب بعض المُحللين، عاجزًا عن منح نَفَس جديد لتشكيلته الثرية التي تدعمت بنَجم الريال إبراهيم دياز.
منذ خَسارته في ثُمن نهائي كأس أمم إفريقيا في كوت ديفوار بهدفين لصفر، وفوزه الصعب وديًا على أنغولا بهدف عكسي، ثم تعادله في لقائه الثاني أمام موريتانيا، لم يتمكن المُنتخب المغربي من تسجيل أي هدف رغم تواجد مُهاجمين عالميين على غرار سفيان رحيمي، يوسف النصيري، عبد الرزاق حمد الله، أيوب الكعبي وطارق تيسودالي، وهو العجز التهديفي الذي أثار قلقًا في كل الأوساط، واعتبره البعض عجزًا تكتيكيًا من المُدرب الذي لم يعد يُحسن توظيف لاعبيه، ولا يملك بدائل تكتيكية لمنظومة اللعب التي صارت مكشوفةً عند الجميع حسب البعض الآخر.
مصادر إعلامية تحدثت عن تقديم الركراكي استقالته ورفضها من طَرَف الجامعة الملكية المغربية التي نفت عبر تسريبات إعلاميّة أخرى نيتها التخلي عن مُدربها وتعويضه بالفرنسي هيرفي رونار الذي سيكون حرًا الصيف المُقبل بعد إعلانه الرحيل مُسبقًا عن تدريب المُنتخب النِسْوي الفرنسي مُباشرة بعد انتهاء الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس، وأكدت نفس التسريبات أن الانتقادات التي يتعرّض لها مُدرب أسود الأطلس مُبالغ فيها ولا تقتضي إقالته، بل تتطلب مزيدًا من الالتفاف حوله ومرافقته لتحقيق هدف التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، بجيل مُتميّز يسعى لتَكرار ما فعله في مونديال قطر عندما بلغ نصف النهائي، وتحقيق اللقب القاري الذي يجري خلفه منذ عقود.
الجدل الحاصل في المغرب لا يختلف عنه في بلدان عربية وإفريقية أخرى عندما تتراجع النتائج والمردود خاصة أن تسيير مرحلة ما بعد التألق هي من أصعب المراحل في أي مُنتخب كان، مع ارتفاع سقف الطموحات وزادت الضغوطات، واشتدت ما وصفت بحرب الإطاحة بوليد الركراكي، ليس لأنه مُدرب فاشل، بل خوفًا من الفشل في المواعيد القادمة بعض ظهور بوادر التراجع في الأداء والنتائج، والذي قد يعود إلى حرص المُنتخبات التي تواجه رابع العالم على الفوز عليه أو على الأقل تجنب الخَسارة معه، والذي يعتبر معيار نجاح للمُنتخب الموريتاني مثلًا.
فهل يصمد الركراكي أمام موجة الغضب؟ ويصمد الاتحاد أمام حملة الانتقادات التي يتعرّض لها المُدرب؟ أم يضطر إلى تقديم استقالته بعد أن تراجعت شعبيته منذ خروجه في ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة رغم أنه لم يخسر سوى أربع مرات في 25 مُباراة، وتعادل في سبع كان آخرها أمام المُنتخب الموريتاني وديًا، ويملك كل المُقوّمات التي تُساعده على تحقيق طموحات الاتحاد وجماهير الكرة في المغرب.

 

[email protected]

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X