
– عن أبي حيَّان التيمي قال: (رؤي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثوب كأنه كان يكثر لبسه، فقيل له فيه. فقال: هذا كسانيه خليلي وصفيِّي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنَّ عمر ناصح الله فنصحه) (المصنف لابن أبى شيبة).
– وعن مجاهد قال: (مرَّ على عبد الله بن عباس رجل فقال: إنَّ هذا يحبني، فقيل: أنَّى علمت ذلك ؟ قال: إني أحبُّه) (الإخوان لابن أبى الدنيا).
– وعن سفيان بن عيينة، قال: (سمعت مساور الورَّاق يحلف بالله عزَّ وجلَّ ما كنت أقول لرجل إني أحبك في الله عزَّ وجلَّ فأمنعه شيئًا من الدنيا) (مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا).
– وقال ابن تيمية: (إنَّك إذا أحببت الشخص لله، كان الله هو المحبوب لذاته، فكلَّما تصورته في قلبك، تصوَّرت محبوب الحق فأحببته، فازداد حبُّك لله، كما إذا ذكرت النَّبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء قبله والمُرسلين وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإنَّ ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله، المنعم عليهم، وبهم، إذا كنت تحبهم لله، فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله، والمحبُّ لله إذا أحبَّ شخصًا لله، فإن الله هو محبوبه، فهو يحبُّ أن يجذبه إلى الله تعالى، وكلٌّ من المحبِّ لله والمحبوب لله يجذب إلى الله) (مجموع الفتاوى).
فوائد المحبَّة
1- دلالة على كمال الإيمان وحسن الإسلام.
2- المحبَّة تُغذِّي الأرواح والقلوب وبها تقرُّ العيون، بل إنَّها هي الحياة الَّتي يعدُّ من حرم منها من جملة الأموات.
3- تظهر آثار المحبَّة عند الشَّدائد والكربات.
4- من ثمار المحبَّة النَّعيم والسُّرور في الدُّنيا، الموصِّل إلى نعيم وسرور الآخرة.
5- محبَّة النَّاس مع التَّودُّد إليهم تُحقَّق الكمال الإنسانيِّ لمن يسعى إليه.
6- محبَّة الإخوان في الله من محبَّة الله ورسوله.
أقسام المحبَّة:
قسم بعض أهل العلم المحبَّة إلى أنواع، كابن حزم، وابن القيم، وغيرهم من العلماء، فابن حزم قسمها إلى تسعة أنواع، قال: (المحبَّة ضروب :
1- فأفضلها: محبة المُتحابين في الله عزَّ وجلَّ، إما لاجتهاد في العمل، وإما لاتفاق في أصل النحلة والمذهب، وإما لفضل علم بمنحه الإنسان.
2- ومحبة القرابة.
3- ومحبة الألفة في الاشتراك في المطالب.
4- ومحبة التصاحب والمعرفة.
5- ومحبة البر؛ يضعه المرء عند أخيه.
6- ومحبة الطمع في جاه المحبوب.
7- ومحبة المُتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره.
8- ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر.
9- ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس.
فكل هذه الأجناس منقضية مع انقضاء عللها، وزائدة بزيادتها، وناقصة بنقصانها، متأكدة بدنوها، فاترة ببعدها) (طوق الحمامة، لابن حزم بتصرف يسير). وقسمها ابن القيم إلى أربعة أنواع وهي محبة الله، ومحبة ما يحب الله، والمحبة مع الله وهي المحبة الشركية، والحب لله وفي الله، وهي من لوازم محبة ما يحب، ثم ذكر نوعًا خامسًا، وهي المحبَّة الطبيعية، وهي ميل الإنسان إلى ما يُلائم طبعه، كمحبة العطشان للماء، والجائع للطعام، ومحبة النوم والزوجة والولد، فتلك لا تُذمُّ إلا إذا ألهت عن ذكر الله، وشغلت عن محبته (الجواب الكافي).
الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها:
للمحبة أسباب جالبة لها، توجب لك المحبَّة في قلوب الآخرين؛ نذكر منها ما يلي:
1- خدمة الآخرين والسعي لمنفعتهم.
2- تقديم الهدية للآخرين.
3- التواضع للآخرين.
4- الإحسان إلى الآخرين.
5- التحلِّي بصفة الصمت.
6- البشاشة والابتسامة.
7- البَدء بالسلام.
8- الجود والكرم.
9- الابتعاد عن الحسد.
10- التعامل بصدق وأمانة.