فتاوى
- رجل أجّر بيتَه لفقير يسكن فيه وأراد أن يجعل زكاة ماله سكنى ذلك الفقير دون مقابل لمدة تعادل مقدار زكاته، فما حكم ذلك؟
– الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن الزكاة أوجبها الله في أصناف معينة، وجاءت السنة مبينة لها وموضحة ما يخرج زكاة عنها، وهو إما يكون من جنس المال المزكى وإما من قيمته نقدًا، من ذلك قول عليه الصلاة والسلام: («…فإذا كانت لك مائتا درهم، وحال عليها الحول، ففيها خمسة دراهم…) رواه أبو داود. ففي الحديث بيان إخراج زكاة الدراهم دراهم، أي من جنس المزكَّى.
والذي عليه جمهور العلماء من المذاهب الأربعة أن إخراج الزكاة منفعة لا يجزئ؛ لأنه ليس فيه تمليك للفقير، ولا تتحقق به هذه الغاية.
وعليه فلا يجوز لهذا الرجل اعتبار سكنى الفقير زكاة، لأن السكن منفعة محضة.
- أتيت للعمرة بَرًّا وجاوزت الميقات أنا وأسرتي فوضعنا أغراضنا في الفندق ثم عدنا إلى الميقات وأحرمنا منه فهل علينا شيء ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
الأصل هو الإحرام من الميقات لمُريد النسك، لحديث: «وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأهل المدينة ذا الحُليفة، ولأهل الشام الجُحفة، ولأهل نجد قَرن المنازل، ولأهل اليمن يَلَملَم، فهنّ لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ لمن كان يُريد الحج والعمرة، فمن كان دونهنّ فمَهِلُّه من أهلِه، وكذلك حتى أهل مكة يُهلُّون منها».
ومن جاوز الميقات ثم أحرم فعليه الدم، ومن عاد إلى الميقات بعد أن جاوزه وأحرم منه كما فعلتكم فلا شيء عليه.
- سيحول الحول على أموالي في ذي الحجة، فهل يجوز أن أخرجَ زكاة مالي الآن في رمضان لنيل الفضل فيه ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
يجوز لك تعجيل مالك كما ذكرت، والقول بالجواز هو قول جمهور العلماء من السلف، وهو مذهب أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، والدليل على ذلك: (أنّ العباسَ سألَ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن تعجيل صدقته قبل أنْ تَحِلَّ، فرخّص له في ذلك).
وشرط الجواز أن يكونَ المال بالغًا نصابًا؛ لأن القاعدة: أن الشيء يجوز تعجيله بعد سبب وجوبه، وقبل شرط الوجوب، والسبب في وجوب الزكاة هو: ملك النصاب، وشرط الوجوب هو: تمام الحول.
والله أعلم.
