المنتدى

لعافية القلب.. فلنُقلِّل الصوديوم

بقلم/ د. أسامة أبو الرب:

 أكدت دراسةٌ حديثةٌ على مخاطر استهلاك الكثير من الصوديوم على صحة القلب، ووجدت أن غالبية الأشخاص المُصابين بأمراض القلب يستهلكون الكثير من الصوديوم.

ووجدَ الباحثون أن المرضى يستهلكون في المُتوسط أكثر من ضعف الكَمية اليومية الموصى بها من الصوديوم.

وأجرى الدراسةَ باحثون بقيادة الدكتورة إلسي كودجو، في مُستشفى بيدمونت أثينا الإقليمي في أثينا، جورجيا في الولايات المُتحدة، وستُقدَّم في الجلسة العلمية السنويّة للكلية الأمريكية لأمراض القلب ACC.24 الذي ينعقد في الفترة من 6 إلى 8 أبريل الجاري أتلانتا، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

والصوديوم عنصر غذائي أساسي، لكن تناول كَميات كبيرة منه قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، ما يؤدّي إلى إتلاف الأوعية الدمويّة ويُجبر القلب على العمل بجهد أكبر.

يُمكن أن يؤدّي الصوديوم الزائد أيضًا إلى احتفاظ الجسم بالسوائل، ما يؤدّي إلى تفاقم الحالات مثل قصور القلب. توصي المبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية الحالية التي وضعتها وزارةُ الزراعة الأمريكيّة مُعظم البالغين بالحدِّ من تناول الصوديوم إلى أقل من 2300 ملجم / يوم، وهو ما يُعادل حوالي مِلعقة صغيرة من مِلح الطعام.

بالنسبة للأفراد الذين يُعانون من أمراض القلب والأوعية الدمويّة، فإن الحدَّ الأقصى أقل عند 1500 ملجم / يوم، وَفقًا للتوصيات التوجيهيّة الصادرة عن جمعية القلب الأمريكيّة.

وجدت هذه الدراسةُ الجديدةُ أنه من بين عينة مُكوّنة من أكثر من 3100 شخص مُصاب بأمراض القلب، استهلك 89٪ منهم أكثر من الحد الأقصى اليومي الموصى به وهو 1500 ملغ من الصوديوم، وفي المتوسط، استهلك المُشاركون في الدراسة أكثر من ضعف هذه الكَمية.

وقالَ الباحثون إن الحدَّ من تناول الصوديوم يُعدُّ تعديلًا أساسيًا في نمط الحياة، حيث أظهر أنه يُقلل من احتمال حدوث مشاكل لاحقة في القلب والأوعية الدمويّة.

وتؤكدُ النتائجُ التي توصلوا إليها التحديات التي يواجهها العديد من الأشخاص في الالتزام بحدود الصوديوم الموصى بها.

وقالت الدكتورة إلسي كودجو: «إن تقدير كَميات الصوديوم في الوجبة يمكن أن يكونَ أمرًا صعبًا.. تُساعد المُلصقات الغذائيّة في تقدير الصوديوم الغذائي من خلال توفير كَميات الصوديوم في الأطعمة المُعبأة. ومع ذلك، فإن الالتزام بنظام غذائي مُنخفض الصوديوم يظلُّ تحديًا حتى بالنسبة للأفراد المُصابين بأمراض القلب والأوعية الدمويّة والذين لديهم حافز قوي للالتزام».

وأضافت كودجو إنه يُمكن للأفراد اتخاذ تدابير استباقيّة لخفض تناولهم الصوديوم. ويشمل ذلك إعداد المزيد من الوجبات في المنزل، حيث يكون لديهم سيطرة أكبر على مُحتوى الصوديوم وإيلاء اهتمام وثيق للمُلصقات الغذائيّة، وخاصة استهداف الأطعمة التي تحتوي على مُستويات صوديوم تبلغ 140 ملجم أو أقل لكل وجبة.

وقالت كودجو: «يُعدُّ الالتزام بإرشادات الصوديوم من أسهل الاستراتيجيات التي يُمكن للأفراد اعتمادها بسهولة لتقليل حالات دخول المُستشفى وتكاليف الرعاية الصحيّة والوَفَيَات المُرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة.»

@dr_osamarub

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X